تأكدت استقالة اثنين من نواب الرئيس الايراني محمد خاتمي عشية تقديمه حكومته الجديدة، وأتت الاستقالتان لترك حرية الخيار له في اختيار نوابه. المستقيل الأول المعروف على الصعيد الخارجي كان نائبه الأول الدكتور حسن حبيبي الذي شغل هذا المنصب خلال عهد خاتمي وعهد الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وتشير معظم المعلومات الى انه قرر مغادرة الحياة السياسية. اما المستقيل الثاني فكان محمد علي صدوقي، نائب خاتمي للشؤون البرلمانية والذي أكد نبأ تقديم استقالته واستقالة حبيبي. وأوضح ان "الرئيس لم يعقب على هاتين الاستقالتين بالقبول أو الرفض". وتتداول الأوساط السياسية اسماء عدة لشغل هذين المنصبين، لكن ذلك يبقى في دائرة التسريبات بانتظار اعلان خاتمي حكومته. وتردد اسم كل من وزير النفط بيجان زنغنه، والنائب الإصلاحي بهزاد نبوي لتولي منصب النائب الأول، فيما تردد اسم وزير الثقافة والإرشاد المستقيل عطاء الله مهاجراني، ورئيس مكتب الرئاسة محمد علي ابطحي لتولي منصب نائب الرئيس للشؤون البرلمانية. لكن صدوقي استبعد ابطحي، الذي قد يتولى رئاسة وكالة الأنباء الايرانية الرسمية "ايرنا"، وفقاً لما نقلته صحيفة "جوان" المحافظة. وما زال الغموض يحيط بمنصب وزير الخارجية، اذ ان آخر الانباء تحدثت عن ارتفاع اسهم محمد صدر الذي يشغل حالياً منصب نائب الوزير للشؤون العربية والافريقية. وطرحت صحيفة "افتاب" الاصلاحية هذا الاحتمال لتستبعد بالتالي فرص محسن أمين زاده نائب الوزير لشؤون آسيا والمحيط الهادي. وينتمي كل من صدر وأمين زاده الى حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحي الذي يصر على تغيير الوزير الحالي كمال خرازي، ويبدو ان حظوظ محمد صدر لدى المرشد آية الله علي خامنئي اكبر من حظوظ أمين زاده، اذا قرر خاتمي تغيير خرازي. وتحدثت صحيفة "افتاب" عن اسماء جديدة اخرى ستدخل الحكومة ليشمل التغيير فيها ثلث الاعضاء الحاليين، ومنها نجاد حسينيان لوزارة النقل والمواصلات، وهو يشغل حالياً منصب مندوب ايران لدى الاممالمتحدة، وطهماسب مظاهري لوزارة الاقتصاد وهو الأمين العام للبنك المركزي، وصالح آبادي لوزارة الاسكان وصفدر حسيني لوزارة التعاونيات، ومحسن مهر علي زاده لوزارة العمل، وجعفر علاقمندان لوزارة التربية والتعليم. وتخشى أوساط اصلاحية من ان تضم الحكومة الجديدة شخصيات مقربة الى المحافظين، لكن بعض رموز التيار الاصلاحي بدأوا العمل، وفق مبادرة للحوار مع قيادات محافظة، ويقود هذا التحرك محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس نائب رئيس البرلمان. ودعا العضو البارز في "جبهة المشاركة" سعيد حجاريان الطلاب الجامعيين الى الابتعاد حالياً عن السياسة، والتفرغ للبحث ووضع النظريات المعمقة لدورهم. وقال: "ان الجسم الطلابي تعب على مدى العشرين سنة من النزاع السياسي" ويحتاج حالياً الى وضع أسس نظرية لدوره ومستقبله. وفهم من دعوته ظهور توجه جديد لدى الاصلاحيين لإبعاد الطلاب عن الصراع السياسي الداخلي.