أشادت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت بالتطورات السياسية التي حصلت في كرواتيا بعد وفاة الرئيس فرانيو توجمان، ودعت زغرب الى مواصلة عملية التحول الديموقراطي، كي يكون في مقدورها "الانضمام بشكل كامل الى برامج الشراكة مع أوروبا والمجتمع الدولي". من جهة اخرى، دعت اولبرايت زعماء البان كوسوفو الى إدانة "الهجوم الجبان" على حافلة تنقل مسافرين صرباً بمواكبة قوة السلام الدولية في الاقليم كفور. ونقلت صحيفة "فييسنيك" شبه الرسمية الكرواتية أمس، عن اولبرايت ان كرواتيا "تسير حالياً في الطريق الصحيح وعليها ان تستمر في ذلك كي تحظى بدعم الولاياتالمتحدة". وكانت اولبرايت زارت زغرب مساء أول من أمس، والتقت كلا من رئيس الحكومة الكرواتية الجديدة ايفيتسا راتشان ووزيرة خارجيته تونينو بيتسول، اضافة الى المرشحين اللذين سيتنافسان الاثنين المقبل في الجولة الثانية الحاسمة لانتخابات الرئاسة، ستيبي ميسيتش ودراجان بوديشا. وأبلغت الصحافيين انها أكدت خلال لقاءاتها مع المسؤولين الكروات "ضرورة تقيد كرواتيا باتفاق دايتون للسلام في البوسنة، خصوصاً عودة كل اللاجئين الى ديارهم وتسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب الى محكمة لاهاي". واعتبرت ان مدى التعاون الذي تبديه كرواتيا مع المطالب الدولية "سيكون معياراً لدخولها في برنامج الشراكة من أجل السلام مع حلف شمال الأطلسي وزيادة اقترابها مع المؤسسات الأوروبية". وفي المقابل، أعلن رئيس الحكومة ايفيتسا راتشان انه وعد اولبرايت بأن كرواتيا "ستفي بكل التزاماتها الدولية التي لم تحترمها كما ينبغي من قبل". كوسوفو إلى ذلك، أصدرت وزيرة الخارجية الاميركية بياناً وهي على متن الطائرة في طريق عودتها من زغرب الى واشنطن، اعربت فيه عن "الأسف للهجوم الجبان الذي استهدف مسافرين صرباً عزل كانوا على متن حافلة للمفوضية العليا للاجئين". وأضافت ان "هذا العمل المنكر لا يخدم الا العنف الذي دمر كوسوفو. وندعو قادة البان كوسوفو ان ينضموا الينا في التنديد بهذه الجريمة". وكان صربيان قتلا واصيب خمسة آخرون بجروح اول من امس، بعد اطلاق صاروخ مضاد للدبابات على حافلة يواكبها جنود فرنسيون من قوة السلام الدولية كفور وذلك قرب كوسوفسكا ميتروفيتشا شمال كوسوفو. وكانت المفوضية العليا للاجئين استأجرت هذه الحافلة لتسهيل تنقل الصرب بين قرية بانيا الصربية شمال ومدينة كوسوفسكا ميتروفيتشا المقسمة. وكان على متنها 49 صربياً مسنين لدى وقوع الهجوم.