سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري أوضح للمبعوث الأميركي ان اتفاق الطائف تم التوصل اليه تحت القصف . لبنان : الرؤساء أحالوا الموفدين الدوليين على شارون وبيرنز وعد بطرح مساعدة لبنان في مقابل تلف الحشيشة
بيروت "الحياة" - لم يحمل الموفدون الدوليون الذين زاروا بيروت والتقوا رؤساء الجمهورية إميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود، أي وعد لبناني بوقف عمليات المقاومة لتحرير مزارع شبعا، عند مغادرتهم لبنان، أول من أمس وأمس، رداً على مطالبتهم بضبط النفس والحؤول دون اي تصعيد وخرق الخط الأزرق في الجنوب. وقالت مصادر رسمية لبنانية ل"الحياة" ان لقاءات الموفد الاميركي وليام بيرنز، والأوروبي ميغيل أنخيل موراتينوس والروسي اندريه فيدوفين، مع كبار المسؤولين اللبنانيين اظهرت انهم يقرأون في كتاب واحد، لجهة الحاجة الدولية الى احتواء احتمالات التصعيد العسكري في لبنان والذي قد يطال سورية فيه، اذا تكررت العمليات في مزارع شبعا والرد الاسرائيلي عليها، لكن أياً من هؤلاء لم يطلب صراحة وقف العمليات. هذا فضلاً عن ان أجوبة الرؤساء الثلاثة ردت طلب التهدئة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون وردوا الكرة اليه والى الموفدين الدوليين كي يسعوا للضغط عليه. ولاحظت مصادر لبنانية رسمية ان الموفدين الأوروبي والروسي شددا اكثر من الأميركي على المطالبة بضبط النفس، وان بيرنز اكتفى بنقل النصيحة في شكل روتيني، "لئلا يفسر تشديده عليها بأنه يحمل تهديداً". والجانب اللبناني لم يترك مجالاً للاسترسال في هذه النقطة، بدءاً بما قاله لحود للموفدين، عن وجوب لجم جنون شارون. وقد فوجئ بيرنز، بمطلب بري إحياء لجنة تفاهم نيسان، في جنوبلبنان، والتي تضم الى اميركا، فرنسا، سورية، لبنان واسرائيل والتي كانت قائمة قبل الانسحاب الاسرائيلي في أيار مايو العام الفين. لكنه اكتفى بالاستماع من دون أي رد فعل أو تعليق، لأن تطبيق الفكرة يكرس لبنانية مزارع شبعا، وشرعية المقاومة وتعني أيضاً ان القرار الدولي الرقم 425 لم ينفذ كاملاً. وعلم ان الحريري أكد لبيرنز ان الاستناد الى تقرير ميتشيل في معالجة الوضع في فلسطين لا يكفي، لأنه لا يعطي الأولوية للحل السياسي، ويقدم الحل الأمني عليه. وسأل الحريري المسؤول الأميركي: "أنتم تراهنون استناداً الى التفاهمات الأمنية التي تركزون عليها، على فترة تهدئة لعشرين يوماً، يجري من بعدها البدء في بحث الحل السياسي. ولنفترض انكم تمكنتم من تحقيق الهدوء لعشرة أيام، ثم في اليوم الحادي عشر حصل تفجير في تل أبيب مثلاً، من أحد الانتحاريين الفلسطينيين، وأدى الى قتلى وجرحى انتقاماً من الممارسات الاسرائيلية، فماذا تكون النتيجة؟". وأجابه بيرنز، بعد ان بدا متفاجئاً من هذا السؤال: "ستكون لدينا مشكلة". وتابع الحريري: "اذاً لا يمكن الركون الى مبدأ تقديم الحل الأمني على السياسي. فماذا تكونون تفعلون عبر هذا الأسلوب؟ إنكم تعطون الوقت لشارون كي يواصل سياسته الرعناء. وجميعنا يعلم، من خلال تجربة لبنان ان اتفاق الطائف تم التوصل اليه تحت القصف واستمرار التوتر العسكري. لا يمكنكم الاستمرار في سياسة انتظار التهدئة لأنها تتيح لأي فريق ان يستخدم الفيتو الأمني. ولو حزمتم أمركم واندفعتم نحو إيجاد الحل السلمي بدل اتباع سياسة الانتظار، لوجدتم ان اكثر الافرقاء الساعين الى السلام معكم...". ونقل مصدر رسمي عن الحريري قوله للموفدين الثلاثة "إنكم تتحدثون عن وقف دورة العنف بدءاً من جنوبلبنان وكأن لبنان يتحمل مسؤولية تدهور الوضع، وتتعاملون مع شارون كأنه الطفل المدلل الذي يجب مراعاة خواطره". وأخذ الحريري على الادارة الأميركية تركها زمام المبادرة في يد شارون، في تحديد موعد بدء الأيام السبعة التي يتحدد في ضوئها مصير وقف النار وتحديد الجهة المسؤولة عن خرقه. وقالت مصادر وزارية ان عدداً من المسؤولين استفاد من دعم الموفدين الثلاثة، خصوصاً بيرنز، لاجراءات الحكومة الاقتصادية، وطرحوا مسألة غياب المساعدات الأميركية الأوروبية للبنان التي يفترض ان تشجع الزراعات البديلة وإقامة مشاريع حيوية في منطقة البقاع في مقابل تلف مزروعات الحشيشة. وأبلغ الحريري بيرنز ان لبنان نجح منذ عام 93 في مكافحة هذه الزراعات وملاحقة المهربين والمصنعين وسن قانون مكافحة تبييض الأموال وانه أكد عزم الحكومة على تلف المزروعات التي تجددت وتتطلع الى دعم دولي للمشاريع البديلة. وأوضحت المصادر ان بيرنز وعد بطرح الأمر مع حكومته وبالبحث في سبل تقديم المساعدة للبنان على هذا الصعيد عبر المنظمات الدولية والدول الحليفة.