أكدت مصادر رسمية ل"الحياة" ان الادارة الاميركية سعت الى جس نبض لبنان حيال امكان انسحاب اسرائىل من منطقة مزارع شبعا. وقالت المصادر ان الجانب الاميركي سأل مسؤولاً لبنانياً رفيع المستوى خلال لقائه معه، في اوائل شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي هل يعتبر لبنان انه حصل على حقوقه في مزارع شبعا إذا انسحبت اسرائىل منها؟ وأضافت ان المسؤول الأميركي كان موفداً خاصاً الى لبنان، لكنها رفضت الافصاح عن هويته، وأشارت الى انه غير النائب داريل عيسى الذي زار بيروت مرة اولى مطلع الشهر الماضي ثم زارها ثانية قبل 12 يوماً. وأوضحت ان الموفد "سأل المسؤول اللبناني عما اذا كان لبنان سيعتبر ان جبهة مزارع شبعا اقفلت اذا انسحب الاسرائىليون منها وأُفرج عن الأسرى اللبنانيين من السجون الاسرائىلية في مقابل الجنود الثلاثة المحتجزين لدى "حزب الله"، إضافة الى ضابط سابق في الموساد. ولمّح الى امكان تسلم الأممالمتحدة المنطقة عبر القوات الدولية، تمهيداً لانتشار الجيش اللبناني بكثافة اكثر على الحدود اللبنانية - الاسرائىلية، بالتزامن مع اجراءات لتحوّل "حزب الله" الى حزب سياسي". وأشارت المصادر الرسمية الى أن المسؤول اللبناني أجاب الموفد الاميركي: "لا نستطيع ان نعتبر ذلك يقود الى ضمان الوضع في المنطقة. وما دام هناك فلسطينيون لاجئون على ارضنا في المخيمات، ولم تحل قضية عودتهم لا يمكننا ان نعتبر ان القضية انتهت مع اسرائىل، فلا شيء يضمن وضع هؤلاء". كما ابلغ المسؤول اللبناني الموفد نفسه ان لبنان "لا يقبل، إضافة الى ما سبق، ان يتخلى عن تنسيقه مع سورية وعن وحدة المسارين، وبالتالي لن يتخذ اي موقف منفرد في هذه القضية". واعتبرت المصادر الرسمية ان ثمة تطوراً في ما عرضه الجانب الاميركي، مع انه جاء من زاوية فرضية، لأنه يسلم بأن مزارع شبعا لبنانية بعدما كانت واشنطن تصر مثل الأممالمتحدة، على انها تابعة وفقاً لاتفاق فك الاشتباك بين سورية واسرائىل عام 1974، للجولان السوري، وكانت تصر على الدوام على ان ينجز لبنان وسورية اتفاقاً بينهما يؤكد لبنانية المزارع كي يتم اعتمادها لتكريس ذلك في المنظمة الدولية. وقالت المصادر ان العرض الافتراضي الذي أبلغ الى الجانب اللبناني دليل الى ان الجانب الاميركي، الذي يطالب منذ فترة بضمان التهدئة في منطقة مزارع شبعا، ويلح على سورية لتمارس نفوذها في جنوبلبنان لهذا الغرض، اخذ يفكر بحلول من نوع تحقيق الانسحاب الاسرائىلي من المزارع.