ساد الانطباع بعد ساعات على الاتصالات التي أجرتها الادارة الاميركية بالتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، بمعظم الدول العربية للدعوة الى ضبط النفس إثر العدوان الاسرائيلي على مركز للرادار السوري في ضهر البيدر، بأن الجانب الاميركي لا يملك ما يقدمه من أفكار لهذا الغرض، سوى الدعوة الى التهدئة، بهدف استيعاب ردود الفعل والحؤول دون توسيع رقعة التوتر في المنطقة. فالادارة الاميركية، بحسب أوساط الذين شملتهم الاتصالات لا تظهر قدرة على المبادرة لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية. وعلمت "الحياة" ان رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الذي كان من بين الذين اتصل بهم أنان أثناء وجوده في قطر اضطر لأن يبلغ اليه "ان العدوان الاسرائيلي على مركز الرادار السوري عدوان على لبنان وسورية يأتي في وقت يثبت المجتمع الدولي عجزه حتى الساعة، عن التصدي للحل الأمني الذي يحاول ان يفرضه رئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون على الشعب الفلسطيني لدفع الفلسطينيين الى الموافقة على حل يتعارض مع مضمون اتفاق اوسلو الذي كان لعدد من الدول العربية ملاحظات عليه". وقال الحريري لأنان ان شارون يحاول من خلال عدوانه على لبنان، ان يظهر للعالم بأنه مستهدف، لصرف الأنظار عن المجازر التي يرتكبها يومياً ضد الشعب الفلسطيني، وهو لن ينجح في تقديم نفسه ضحية لوضع مستجد في المنطقة، كان هو السبب في دفعه الى الانفجار، كما فعل سلفه من قبل إيهود باراك برفضه التوصل الى اتفاق سلام. ولفت الحريري في محادثاته في قطر الى ان شارون "سيفشل في تغيير شروط اللعبة، أو ضرب المعادلة التي تتمسك بها الدولة اللبنانية في تعاطيها مع الوضع في المنطقة ومطالبتها بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا، وتمسكها بتلازم المسارين اللبناني والسوري، وحق المقاومة في مقاومة الاحتلال وعدم نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية مع اسرائيل". وأكد الحريري ان "لا اعتراض من الحكومة على مقاومة الاحتلال في مزارع شبعا وهي تدعم المقاومة، والمشكلة لا تكمن في استمرار دورها، بل في بقاء الاحتلال إذ ان من حق أي شعب أن يقاوم المحتل لأرضه". واعتبر الحريري ان لا ضرورة للعودة الى السجال على العملية التي شنتها المقاومة الاسلامية - "حزب الله" السبت الماضي في مزارع شبعا لأنه أصبح وراءنا، في ضوء العدوان الاسرائيلي الأخير الذي يستوجب رص الصفوف وقطع الطريق على من يحاول خرق وحدة الموقف اللبناني - السوري. وأبدى رئيس الحكومة اللبنانية ارتياحه الى الاتصالات التي تلقاها الرئيسان اللبناني اميل لحود والسوري الدكتور بشار الأسد اضافة الى الاتصالات التي شملته شخصياً خلال زيارتيه لقطر والمملكة العربية السعودية. وقال ل"الحياة": ان قادة الدول العربية "أرادوا من خلال تضامنهم مع لبنان وسورية التأكيد اننا لسنا معزولين وان الموقف العربي يشكل دعماً أساسياً ومعنوياً يدفع بكل من يعنيهم الأمر الى مراجعة حساباتهم لأن الرسائل العربية واضحة برفض استفرادنا". ورأى "ان المشكلة ليست بمن يتمسك بحقه في تحرير أرضه وانما بالاحتلال الاسرائيلي".