افادت وثيقة "سرية للغاية" رفعتها المخابرات الداخلية الاسرائيلية "شاباك" الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية امس مقتطفات منها ان "غياباً" محتملاً للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن الساحة يعود على اسرائيل ب "النفع اكثر منه بالضرر". وجاء الاعلان عن هذا التقويم فيما واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حملته الشديدة على عرفات في محاولة مكشوفة لنزع شرعيته تمهيداً لتوجيه ضربة قوية للسلطة الفلسطينية وارغام عرفات على الخروج من الاراضي الفلسطينية. راجع ص 5 وعاد شارون امس الى تل ابيب بعدما زار المانياوفرنسا حيث دعا قادة البلدين الاوروبيين الى الضغط على الرئيس الفلسطيني لكنه سمع، خصوصاً في باريس من الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان كلاماً واضحاً حضّه على الكف عن محاولة اضعاف الرئيس الفلسطيني وعلى تحديد منظور سياسي للخروج من الازمة الحالية. وقال شارون للصحافيين في الطائرة التي اقلته الى اسرائيل ان "الذين يعتقدون ان اسرائيل خسرت اوروبا مخطئون". لكنه أقرّ بوجود تباين في المواقف بينه وبين محاوريه الاوروبيين حول سبل وضع حد لاعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقالت اوساط فرنسية مطلعة ان الكلام الذي سمعه شارون من جوسبان صباح امس كان مطابقاً في المضمون لما سمعه خلال لقائه اول من امس من شيراك، بموجب اتفاق مسبق اعتمد بين رئاستي الجمهورية والحكومة. واشارت الى ان ما قاله جوسبان لشارون تركّز على محورين اساسيين، الاول هو ان عرفات "ليس المشكلة وانما مفتاح الحل، فكفّوا عن اضعافه وتهميشه لأن العودة الى السلام لا تتم إلا عبره"، والثاني هو ضرورة ايجاد مخرج للمأزق المأسوي الراهن واي شروط مطلقة مثل مطالبة شارون بوقف تام للنار لا يمكن الا ان تؤدي الى المزيد من التأخير في تطبيق توصيات تقرير لجنة ميتشل. ووصف مراقبون في باريس محادثات شارون مع المسؤولين الفرنسيين بأنها اشبه بحوار لبق بين "طرشان". ذلك انه عندما حضّ الجانب الفرنسي ضيفه الاسرائيلي على العدول عن اضعاف عرفات، طالب شارون فرنسا واوروبا بلعب دور فاعل في الضغط على الرئيس الفلسطيني. وعندما دعا الجانب الفرنسي الى تطبيق توصيات لجنة ميتشل بأقصى سرعة، اجاب شارون بأن الاولوية لوقف "الارهاب". مبادرة فلسطينية وأعلنت القيادة الفلسطينية امس "مبادرة جديدة" لحماية عملية السلام من سياسات حكومة شارون. واقترحت إعلان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي فوراً التزامهما تنفيذ توصيات ميتشيل كرزمة ووفقاً لجدول زمني محدد قصير الأمد تتفق عليه الاطراف من دون تحفظ او فيتو من جانب أي منها. وشملت إعادة تأكيد الطرفين التزامهما وقفاً فورياً لكل اعمال اطلاق النار والاعتداءات والانتهاكات وفقاً لتفاهم وثيقة تينيت، وتشكيل لجان من المراقبين الدوليين فوراً تعينهم لجنة دولية من الولايات والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة ولجنة المتابعة العربية. الامير عبد الله وتشيني وكانت الازمة في المنطقة موضع بحث بين ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني مساء الخميس. وقالت وكالة الانباء السعودية ان الامير عبد الله تلقى اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الاميركي تبادلا خلاله وجهات النظر حول عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وبخاصة تطورات الاحداث في منطقة الشرق الاوسط. الى ذلك اف ب، افادت مصادر امنية متطابقة ان اجتماعاً امنياً يشارك فيه مسؤولون امنيون فلسطينيون واسرائيليون على اعلى المستويات تحت رعاية الولاياتالمتحدة بدأ بعد ظهر امس في تل ابيب بتكتم شديد. وحضر عن الجانب الفلسطيني مدير الامن العام الفلسطيني في الضفة الغربية العميد اسماعيل جبر الحاج اسماعيل ومدير الامن العام الفلسطيني في قطاع غزة اللواء عبد الرازق المجايدة، ومن الجانب الاسرائيلي رئيس جهاز "شين بيت" الاسرائيلي آفي ديختر ومسؤول التخطيط في الجيش الاسرائيلي الجنرال غيئورا ايلاند.