اعترفت الأممالمتحدة، وسط خجل واحراج، بوجود شريط "فيديو" سجلته قوة الأممالمتحدة في جنوبلبنان يونيفيل اثر قيام "حزب الله" السنة الماضية بخطف ثلاثة جنود اسرائيليين. وسبق ان نفت الأممالمتحدة على أعلى المستويات وجود هذا الشريط. وأكد ناطق باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريت "ان الأممالمتحدة لم تتعمد قطعاً اخفاء أي شيء. وليست هناك مؤامرة لاخفاء الشريط الذي لم يسجل في موقع عملية الخطف ولا اثناءها". وقال: "من المبكر جداً ان نتوصل الى معرفة من كان على علم بالشريط ومتى وكيف اتخذ قرار ماذا سيفعل به". وأصدر مكتب الناطق باسم الأمين العام بياناً جاء فيه ان الأمين العام كوفي انان تلقى طلباً من وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر، أول من أمس الخميس، بالحصول على الشريط "الذي يعتقد انه قد يلقي الأضواء على اختطاف حزب الله لثلاثة جنود اسرائيليين في 7 تشرين الأول اكتوبر 2000". وزاد البيان ان الأمانة العامة "تدرس طلب هذا الشريط الذي تم تصويره في اليوم التالي" للعملية. وأكدت مصادر في الأمانة العامة ان الأمين العام ومبعوثه الخاص لعملية السلام للشرق الأوسط تيري رود لارسن وممثله في لبنان ستيفان ديمستورا، "لم يكونوا على علم على الاطلاق بوجود هذا الشريط". وزادت ان الثلاثة نفوا وجوده تكراراً لأنهم "فعلاً وحقاً لم يكونوا على معرفة بوجوده". وبقي غامضاً كيف حدث وتلقى المسؤولون الكبار معلومات من قوة "يونيفيل" ومن دائرة عمليات حفظ السلام بعدم وجود الشريط ليكتشفوا لاحقاً، قبل أيام فقط، انه في حوذة الأممالمتحدة. وسببت التطورات حرجاً كبيراً لكل من رود لارسن وديمستورا، لذا حرصت الأمانة العامة في نيويورك على القول في بيانها انهما "لم يكونا على علم بوجود شريط الفيديو حتى قبل أيام قليلة"، مؤكدة أنه يتم التعامل مع هذه المسألة "هنا في مقر الأممالمتحدة في نيويورك". وحسب مصادر الأمانة العامة، فإن الشريط الذي تطلبه اسرائيل لالقاء الضوء على عملية الخطف لا يلقي أي ضوء ويمكن اعتباره شريطاً روتينياً. وزادت ان تقدير المعنيين الذين كانوا على علم بالشريط انطلق من اعتباره "غير ذي علاقة بالقاء الضوء على العملية"، ولذلك لم يعتبر ذا شأن. وقال الناطق دوجاريت "المسألة ليست مسألة اخفاء لأي شيء. لقد تم تصوير الشريط حوالى 18 ساعة بعد عملية الخطف في موقع عثرت فيه الأممالمتحدة على عربتين اكتشف لاحقاً انهما استخدمتا فعلاً في عملية الخطف". وتابع ان الشريط لم يصور "في موقع عملية الخطف وانما حيث تركت العربتان مهجورتين". وكان الناطق باسم "يونيفل"، تيمور غوكسيل، قال في كانون الأول ديسمبر ان القوات الدولية عثرت في العربتين على اجزاء من اللباس الرسمي لقوات "يونيفيل"، وكذلك على شارات الأممالمتحدة، ورخصة سياراتها، كما على متفجرات و"بقايا دم"، حسب مصدر في الأممالمتحدة. ونفى الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، في حينه "ان تكون يونيفيل على علم بما كان يجري" في اشارة الى عملية الخطف. وقال ان ما عُثر عليه "كان قد سُرق أو اشتري في السوق ... ولا أرى كيف يمكن الربط بين ذلك وبين أي مسؤولية من جانبنا عن العملية والتي ادنّاها في حينه". وسبب اكتشاف الشريط باطلاق اسرائيل حملة "أزمة ثقة" بالأممالمتحدة لفت مصدر مطلع الى أهمية توقيتها، علماً بأن الأممالمتحدة تسعى الى ان تلعب دوراً في البحث الدولي عن حل للوضع الفلسطيني - الاسرائيلي المتوتر وهي اتخذت مواقف ناقدة لاسرائيل في الفترة الأخيرة. وأشار المصدر الى رغبة حكومة ارييل شارون في تحييد دور الأممالمتحدة في هذا المنعطف. وقال ان حادثة الشريط شكلت ذريعة لاطلاق حملة التشكيك بصدقية المنظمة الدولية.