سقط خمسة قتلى من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل وعشرة جرحى بينهم جنديان إسرائيليان في الشريط الحدودي المحتل في جنوبلبنان، حين نجحت "المقاومة الإسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" في تنفيذ عملية اقتحام وتفجير لموقع متقدم يسيطر عليه "الجنوبي" في عرمتى، جنوب شرقي مدينة جزين، فيما سقط أحد مقاتلي المقاومة أثناء المواجهات. راجع ص4 وردت إسرائيل و"الجنوبي" بقصف واسع على تدمير المقاومة للموقع وتحصيناته، فطاولت مئات القذائف القرى اللبنانية في المناطق المحررة على طول الحدود المتاخمة للشريط المحتل من الشرق الى الغرب محدثة أضراراً مادية في المزروعات والممتلكات والمنازل. وجاءت المواجهات في وقت يجري الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن محادثات في إسرائيل تحضيراً لخطة القوات الدولية لمواكبة الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من الجنوب مطلع تموز يوليو المقبل. وأعلن الناطق باسم الأممالمتحدة ريك هوبر أن لارسن اجتمع أمس مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي شاول موفاز وأن البحث "تناول خصوصاً ترسيم الحدود ميدانياً". وأوضح مكتب المنسق الخاص لعملية السلام للشرق الأوسط في اعقاب اجتماع رود لارسن مع موفاز، ان البحث في تنفيذ القرارين 425 و426 تناول الانسحاب الاسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية. وأصدر المكتب بياناً شدد على ان القرار 425 "يدعو الى الاحترام التام والدقيق لسلامة أراضي لبنان ضمن حدوده المعترف بها دولياً، والتي وقعت في الاتفاقية البريطانية - الفرنسية عام 1923". وان رود لارسن "لاحظ انه حتى الآن لا يبدو ان هناك اختلافاً حول هذه المسألة" في اشارة الى الحدود. ورافق رود لارسن فريق من الخبراء القانونيين والعسكريين وترسيم الحدود اثناء اجتماعه مع فريق اسرائيلي مشابه في رئاسة الاركان.وينهي لارسن جولة مشاوراته مع المسؤولين الاسرائيليين اليوم ليبدأ جولة اخرى مع الحكومة اللبنانية وقائد الجيش اللبناني في 4 و5 الشهر المقبل، قبل ان يتوجه الى الناقورة مقر قوة الطوارئ "يونيفيل"، ثم الى دمشق وعمان والقاهرة، ويعود الى نيويورك في 10 مايو ايار. وحدث تغيير في برنامج لارسن اذ انه يزور الناقورة بعد اجتماعاته في بيروت وليس قبلها كما كان مقرراً. وذكر البيان ان رود لارسن "شدد على أن الاممالمتحدة لن تتخذ اي قرارات أو تتبنى أية مواقف ذات علاقة بتنفيذ القرارين 425 و426 قبل ان يقدم الأمين العام تقريره الى مجلس الأمن" بعد انتهاء جولة لارسن في المنطقة. وحرص رود لارسن في تصريحاته على تأكيد الربط بين مهماته الرامية لتنفيذ القرارين 425 و426 والبحث عن سلام شامل في المنطقة. وقال: "ان أمل الأمين العام وأملي كممثل له في المنطقة قيام سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط... واني آمل بأن يكون تنفيذ القرار 425 بداية لمثل هذا السلام الشامل في المنطقة". عملية عرمتى وجاءت عملية عرمتى في إطار سلسلة عمليات نفذتها المقاومة أمس على مواقع ل"الجنوبي" شهدت اقتحامات وعمليات قصف مركّز على تلك المواقع، استطاعت أن تحقق فيها سلسلة اصابات في صفوف الميليشيات والإسرائيليين. وفيما قالت بيانات المقاومة إنها نفذت عمليات على 26 موقعاً، وإن المقاومين تمكنوا من السيطرة الكاملة على موقع عرمتى وأجهزوا على أفراده أثناء وجود سرية خاصة فيه وأن فوج الهندسة فيها فجر عبوات ضخمة فيه لاحقاً وأقرت بسقوط مقاوم، اعترف ناطق عسكري إسرائيلي بالهجمات. امت "الجنوبي" فقال إن شاحنة صغيرة مفخخة دخلت الموقع المؤلف من 3 طبقات فجرها سائقها فيه، في محاولة منه للتخفيف من وقع نجاح المقاومة في اقتحام التحصينات التي كانت موجودة فيه. والمقاومة لم تشر في بياناتها إلى أن العملية كانت استشهادية. وبث تلفزيون "المنار" ليلاً شريط فيديو عن عملية اقتحام عرمتى. وإذ ألهبت القوات الإسرائيلية المناطق المحررة قصفاً مدفعياً، استخدمت طائرات حربية لشن عشر غارات على مناطق في إقليم التفاح حيث مواقع للمقاومة، وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة على شاطئ مدينة صور. وردت المقاومة بقصف مدفعي وبصواريخ كاتيوشا سقطت داخل الشريط الحدودي المحتل ولم تتجاوز الحدود، انفجر أحدها قرب مقر قيادة "الجنوبي" وقيادة القوات الإسرائيلية في بلدة مرجعيون، فيما قال ناطق باسم القوات الدولية إن أحد هذه الصواريخ سقط قرب مقر قيادة الكتيبة الهندية التابعة لها في الشريط المحتل. يذكر أن الإسرائيليين و"الجنوبي" كانوا يحضرون الشهر الماضي للانسحاب من موقع عرمتى العسكري المحصن المشرف على مناطق عدة.