علمت "الحياة" ان الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، بدأ استعدادات لزيارة منطقة الشرق الاوسط، تشمل المملكة العربية السعودية ولبنان وسورية واسرائيل، وتبدأ على الارجح نهاية الاسبوع المقبل. وستتناول لقاءاته ملف لبنان في ضوء الانسحاب الاسرائيلي طبقاً للقرارين 425 و426 واستشعار احتمالات جعل تنفيذ هذين القرارين مدخلاً لإحياء الجهود الرامية لتنفيذ القرارين 242 و338 اللذين يتضمنان مبدأ "الارض مقابل السلام" ويشكلان مرجعية لعملية السلام في الشرق الاوسط. وحسب مصادر مطلعة، عرضت السعودية وضع طائرة خاصة في تصرف الامين العام لنقله من باريس الى عواصم المنطقة العربية، بدءاً بالرياض. وقالت المصادر ان الامانة العامة تدرس امكان بدء الجولة الخميس المقبل. وارتبط موعد زيارة الامين العام بانتهاء مجلس الامن من تناول ملف لبنان في ضوء تقرير منتظر للامين العام يُعلن فيه ما اذا كانت اسرائيل لم تستكمل الانسحاب التام الى الخط العملي الذي وضعته الاممالمتحدة، او اذا كانت الاممالمتحدة تثبّتت من ان الانسحاب كامل. وتوقعت اوساط الامانة العامة ان يقدّم الامين العام تقريره اليوم الجمعة اذا استكمل الاسرائيليون الانسحاب الى الخط المحدد. وأجرى أنان اتصالاً هاتفياً اول من امس مع رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك في اجواء غضب اسرائيلي من الاممالمتحدة ومبعوث الامين العام تيري رود لارسن بسبب الاصرار على الخط العملي للانسحاب بموجب حدود 1923. وأقرّ خبراء الخرائط الخط العملي للانسحاب على رغم احتجاجات اسرائيل خصوصاً في المنطقة المتعلقة بقرية الغجر الواقعة بين الجولان المحتل ولبنان. واعلن الناطق باسم الامين العام، فرد ايكهارت ان قوة الاممالمتحدة الموقتة في جنوبلبنان يونيفيل "بدأت عمل التحقق" من الانسحاب الاسرائيلي امس الخميس "بعدما حلّت اسرائيل مسألة عالقة" مع الاممالمتحدة. وتابع ان اربع فرق تابعة للامم المتحدة عملت مع خبراء اسرائيليين ولبنانيين على الجانبين من الحدود للتحقق من الانسحاب. واضاف ان الخبراء يتوقعون انهاء التثبّت من الانسحاب اليوم الجمعة. واجتمع تيري رود لارسن، امس الخميس، مع الامين العام لإحاطته بنتيجة مهمته. وكان متوقعاً ان يجتمع الامين العام في ساعة متأخرة امس مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت للبحث معها في الشأن اللبناني وملف عملية السلام للشرق الاوسط. ويغادر الامين العام نيويورك مساء اليوم الى واشنطن حيث سيلقي خطاباً امام المؤتمر الوطني للجنة العربية - الاميركية لمناهضة التمييز، ويعود الى نيويورك في نهاية العطلة الاسبوعية.