أعلنت مقدونيا ان محادثات التسوية السلمية للأزمة فيها مستمرة في اتجاه تذليل الصعوبات الدستورية للتوصل الى حل مقبول للطرفين المقدوني والألباني، في حين عاد حوالى أربعة آلاف ألبناني مقدوني الى قراهم بعد نزوحهم إلى كوسوفو. أكد الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي، في مؤتمر صحافي أمس في قاعة البرلمان في سكوبيا، ان المبعوثين الدوليين الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار، حضرا اجتماعاً للزعماء السياسيين المقدونيين والألبان و"أن مشاركة المجتمع الدولي تسهم في شكل فاعل في إنهاء المشكلات المقدونية". وأعلن ترايكوفسكي ان القادة السياسيين في مقدونيا، مقدونيين وألباناً على حد سواء، اتفقوا على مناقشة مشروع تعديل دستوري، وهو المسألة المركزية في مطالب الاقلية الألبانية، ومن شأنه الحفاظ على "الطابع الوحدوي للدولة". وتم التوصل الى هذا الاتفاق خلال لقاء عقد مساء أول من أمس بين الزعماء الاربعة لأهم الاحزاب السياسية في البلاد والمبعوثين الدوليين. وهو يرتكز على اقتراحات المحامي الفرنسي روبير بادنتير التي تنص على تعزيز السلطات المحلية، على ما أكد ترايكوفسكي في تصريح إلى الصحافيين. وقال الرئيس المقدوني إن الاجتماع أتاح التوصل الى "اتفاق مهم من شأنه ان يعطي دفعاً واضحاً وسريعاً للعملية السياسية"، مضيفاً ان جميع المشاركين التزموا انجاز "خطوات كبيرة" تسمح بالتوصل الى نزع السلاح عن حركة التمرد الالباني. لكنه رفض مطالبة الزعماء الألبان بعقد مؤتمر دولي في شأن مقدونيا. وقال: "أي حل ينبغي ان ينتج عن اجتماعات الأطراف السياسيين المقدونيين والألبان، وداخل أراضي مقدونيا". وعلى رغم هذا التفاؤل الذي أبداه ترايكوفسكي، استمرت المواجهات في مناطق متفرقة من مقدونيا بين القوات العسكرية المقدونية والمقاتلين الألبان. وذكر الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي أن جندياً مقدونياً قتل وجرح آخر في شمال البلاد. من جهة اخرى أ ف ب، أفادت مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين امس الأربعاء ان حوالى أربعة آلاف ألبناني مقدوني، كانوا فروا الى كوسوفو عقب اندلاع المعارك بين الجيش المقدوني ومتمردي جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا، عادوا الى بلادهم منذ السبت الماضي. وأضافت المفوضية ان الغالبية تعود الى العاصمة سكوبيا التي كانت واقعة، لمدة، تحت تهديد المتمردين الألبان. وقالت الناطقة باسم المفوضية استريد فان غينديرين ستورت: "تضاءل عدد الوافدين الجدد الى كوسوفو كثيراً، الأسبوع المنصرم، وخلال عطلة نهاية الأسبوع عبر الحدود حوالى 500 شخص فقط، ولجأ 2300 شخص في الأيام السبعة الأخيرة الى كوسوفو". وأكدت انها تبلغت أن "بعض العائلات والأفراد واجهوا صعوبات في العودة الى مقدونيا، ومنع بعضهم من دخولها، على رغم انهم يحملون بطاقات هوية مقدونية. قد تعتبر حركة العودة تطوراً ايجابياً في حال لم يتدهور الوضع الأمني أكثر في مقدونيا".