لكل شيء نهاية، والاميركي بيت سامبراس الذي سيطر على "الامبراطورية البيضاء" في الآونة الاخيرة ليس استثناء... سيطر غيره في فترات متفاوتة من قبل امثال البريطاني وليام رينشو والسويدي بيورن بورغ ومواطنه استيفان ادبرغ والالماني بوريس بيكر، ثم هوى كل منهم بدوره لأن اللاعب القادر على البقاء في القمة ابداً غير موجود. وعموماً، فان سوابق بطولة ويمبلدون كثيرة، والمهم ان سامبراس فشل في تحقيق حلمة الاسطوري للفوز بلقبها للمرة الثامنة في تاريخه. ابشع المسابقات الرياضية من اي مستوى كانت، تلك التي تكون نتائجها معروفة سلفاً، ولا تشفي المفاجآت الغليل على رغم اهميتها. وانما التكافؤ وحده هو الذي يشبع نهم هواة اللعبة... اي لعبة وكرة المضرب تحديداً. ومرت حقبة قريبة كانت فيها الالمانية شتيفي غراف في وادٍ والاخريات في واد بعيد، وهو بالذات ما مكنها من تحقيق البطولات الاربع الكبرى عشرات المرات. ولأن اشتراكها في دورة ما كان يعني، سلفاً، انها ستفوز بها... اقترح البعض، مازحاً طبعاً ان تُمنح اللقب من دون ان تلعب، ويبقى التنافس في الملعب على المركز الثاني فقط. والأمر ذاته كاد ينطبق على سامبراس، لكن سقوطه في الدور ثُمن النهائي في ويمبلدون امام السويسري الصاعد روجيه فيدرر طوى صفحة حلوة من صفحات هذا اللاعب الفذ... وقضى على حلمة الاسطوري في ان يصبح اللاعب الاعظم في تاريخ اللعبة بتحطيمة جملة ارقام قياسية. لقد جاهد سامبراس طويلاً من اجل ان يحقق هذا الحلم، واحتاج الأمر منه الى 11 سنة لفّ خلالها مناكب الدنيا سعياً وراء حصد الالقاب، وبدأ فعلاً بتحطيم الارقام القياسية في المناسبات الكبرى التي توزن بالذهب، وكان اخرها في العام الماضي حين انفرد بالرقم الذي كان يتقاسمه مع الاسترالي روي ايمرسون في عدد مرات الفوز بالبطولات الكبرى عندما رفع رصيده الى 13 لقباً. "العصافير" التي لم يتكمن سامبراس من صيدها بسبب خروجه من البطولة الحالية كثيرة، ويأتي في مقدمها الاحتفاظ باللقب وهذا كان اضعف الايمان، لأن الاهم تمثل في اخفاقه في تحطيم ارقام قياسية كثيرة كانت في متناول يده منها معادلة رقم بورغ حامل اللقب خمس مرات متتالية، كما انه لم يتمكن من الانفراد بالرقم الذي عادله العام الماضي مع رينشو لجهة عدد الالقاب المسجلة في بطولة ويمبلدون تحديداً... لكن احداً يمكنه ان ينكر انجازاته الكبيرة وابرزها فوزه بلقب ويمبلدون اعوام 1993 و1994 و1995 و1997 و1998 و1999 و2000 متعادلاً مع رينشو الذي حققه اعوام 1881 و1882 و1883و1884 و1885 و1886 و1889 مع اعتبار ان الثاني خاض البطولة في وقت لم تكن دولية وكان حامل اللقب ينتظر حتى النهائي ليواجه من يتحداه بين افضل المنافسين من دون لعب اي مباراة اخرى. كما ان سامبراس حقق 13 لقباً في البطولات الكبرى 7 في ويمبلدون و4 في فلاشينغ ميدوز في الولاياتالمتحدة الاميركية و2 في ملبورن الاسترالية، لكن بطولة رولان غاروس الفرنسية استعصت عليه دائماً ولم يحرز لقبها ابداً. وهو سبق له ان احرز لقباً واحداً على الاقل في البطولات الاربع الكبرى كل عام خلال 8 سنوات متتالية من 1993 الى 2000، متعادلاً مع بورغ. كما احتل المركز الاول في التصنيف العالمي 6 سنوات متتالية من 1993 الى 1998، ونال هذا المركز عموماً لمدة 276 اسبوعاً، وتوج 5 مرات بطلاً لبطولة الاساتذة الماسترز اعوام 1991 و1994 و1996 و1997 و1999 متعادلاً مع الاميركي، التشيخي الاصل، ايفان ليندل. وبالنسبة الى مجموع القابه التي وصلت الى 63 لقباً، فهو يحتل المركز الرابع بعد الاميركيين جيمي كونورز 109 وليندل 94 وجون ماكنرو 77. عموماً مفاجآت ويمبلدون 2001 دخلت من الباب الواسع من يومها الاول حين خرجت السويسرية مارتينا هينغيس، المصنفة اولى عالمياً، امام الاسبانية المغمورة جداً فرجينيا باسكوالي، واستمرت الى ان لحقت بالبطل الاميركي سامبراس... وهكذا حال الدنياً عموماً والرياضة خصوصاً، لأن الأخيرة تبقى في حين تتغير وجوه ابطالها باستمرار وهذا احلى ما فيها. والاكيد ان سامبراس بطل كبير، لكن لكل رواية نهاية... وراويته المثيرة بدأت فصولها الاخيرة.