جاهد الاميركي بيت سامبراس طويلاً من اجل ان يصبح اعظم لاعب عرفته ملاعب كرة المضرب، واحتاج الامر منه الى 10 سنوات كاملة لفّ خلالها مناكب الدنيا سعياً وراء حصد الالقاب التي بلغ عددها 63 بعد لقبه الاخير الذي حققه قبل يومين بالفوز على باتريك رافتر 6-7 10-12 و7-6 7-5 و6-4 و6-2 في نهائي بطولة انكلترا، ثالث البطولات الاربع الكبرى على ملاعب ويمبلدون العشبية في لندن. وعلى رغم القابه الكثيرة، يبقى الاخير هو الاهم على الاطلاق... لماذا؟ لأن الاميركي "الجامح"، صار من بعده فعلاً اعظم لاعب في "الامبراطورية البيضاء"، وان صارت ملونة الآن، من حيث الانجازات التي توزن بالذهب... فهو انفرد بالرقم الذي كان يتقاسمه مع الاسترالي روي ايمرسون في عدد مرات الفوز بالبطولات الكبرى ورفع رصيده الى 13 لقباً، وعادل رقم البريطاني وليام رنشو في الحصول على القاب ويمبلدون تحديداً 7 مرات، كما انها المرة الرابعة على التوالي التي يتوج فيها بطلاً للبطولة الانكليزية الكبرى. "العصافير" التي اصطادها سامبراس 28 عاماً بحجر واحد في ويمبلدون كثيرة، لكن احلامه لن تتوقف عندها لأنه اكد انه سيعود اليها في العام المقبل ليحطم رقم رانشو ويفوز باللقب للمرة الثامنة... والاكيد ان سجله الحافل يؤهله حُكماً لتحقيق مبتغاه. ويملك سامبراس حالياً كل ما يتمناه المرء في مجال اللعبة باستثناء شيء واحد فقط! لقد استعصى علىه دائماً الفوز ببطولة فرنسا على ملاعب رولان غاروس التي تقام على الملاعب الترابية، وشكلت منافسات هذه البطولة دائماً نقطة سوداء في سجله. لكنه لا يعبأ كثيراً بذلك كون تاريخه الحافل وانجازاته المتنوعة قد تغفر له فشله الدائم في باريس، فهو احتل صدارة التصنيف العالمي 6 اعوام متتالية، واحرز على الاقل لقباً واحداً في البطولات الاربع الكبرى في السنة لمدة 8 سنوات متتالية وعادل في ذلك الرقم المسجل باسم "العملاق" السويدي بيورن بورغ، كما انه احرز بطولة الماسترز 5 مرات اعوام 1991 و1994 و1996 و1997 و1999 معادلاً رقم مواطنه التشيخي الاصل ايفان ليندل. ويبقى امام سامبراس تحقيق هدف مهم هو كسر رقم عدد مرات الفوز بالالقاب اجمالاً ما يسبقه فيه مواطنوه جون ماكنرو 77 وايفان ليندل 94 وجيمي كونورز الذي يتصدر اللائحة ب 109 القاب، بيد ان ذلك لا يقلل من عظمة سامبراس في شيء لأن الالقاب التي بحوزة الآخرين تضمنت القاباً صغيرة كثيرة. اما رافتر فتوقفت آماله عند محطة الوصول الى المباراة النهائىة بطولة ويمبلدون الكبرى، وهو ما لم يفعله استرالي آخر منذ عام 1987 عندما احرز بات كاش اللقب الاخير لاستراليا. ولهذا لم يجد حرجاً في تأكيد ان ما حققه يعتبر انجازاً حقيقياً.