أصبح بيت سامبراس نجم كرة المضرب الاميركي واحداً من صفوة الرياضيين على مر العصور بعد نجاحه في البقاء على قمة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين ست سنوات متتالية، وهو رقم قياسي تاريخي يصعب تكراره أو معادلته مستقبلاً، وكان الرقم السابق مسجلاً باسم مواطنه جيمي كونورز الذي بقي متصدراً للتصنيف خمس سنوات من 1974 إلى 1978. حجم الانجاز كبير لأن مستوى اللعبة ارتفع كثيراً في معظم بلاد العالم، وتنوعت المنافسة بين نجوم الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسترالياوفرنسا - سادة اللعبة التقليديين - وبين نجوم المانيا واسبانيا وكرواتيا وروسيا وهولندا وسلوفاكيا وجنوب افريقيا والبرازيل واكوادور وتشيلي وتشيكيا، ولكن سامبراس تمكن، وبجدارة، من تجاوز كل العقبات وحقق من الأرقام القياسية ما لم يحققه أحد في تاريخ اللعبة، ولم يبق أمامه سوى عدد قليل من الارقام القياسية التي يسعى لتحطيمها. وأهم التحديات التي تواجه سامبراس في الأعوام المقبلة الفوز ببطولة فرنسا المفتوحة رولان غاروس للغران بري للمرة الأولى في التاريخ، ومعادلة الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد من مرات الفوز ببطولاته. وقد أحرز 11 لقباً حتى الآن معادلاً انجاز السويدي الفذ بيورن بورغ، فيما سجل الرقم القياسي للاسترالي روي ايمرسون نجم الخمسينات والستينات برصيد 12 لقباً، ويمتلك سامبراس الفرصة الحقيقية لمعادلته وتحطيمه. وبقي الرقمان القياسيان لأكبر عدد من مرات الفوز بالبطولات والمباريات، وهما موزعان بين التشيكي، الأميركي حالياً ايفان لندل وجيمي كونورز. ويحتفظ سامبراس بعدد آخر من الأرقام القياسية، فهو الأكثر فوزاً في ويمبلدون برصيد خمس مرات، متساوياً مع بيورن بورغ، وحقق اكبر قدر من الارباح في تاريخ اللعبة برصيد 658،060،32 مليون دولار، والأكثر ربحاً في أي عام، اذ نال 066،415،5 مليون دولار العام 1995، وكان صاحب أكبر جائزة مالية بحصوله على مليوني دولار عندما فاز ببطولة كأس الغران بري في ميونيخ في 16 كانون الأول ديسمبر 1990، وقد تبرع بنصف جائزته على الفور لأعمال خيرية. تواضع وذكاء بيت سامبراس لا يمثل قمة النجاح فقط ولكنه يمثل أيضاً قمة التواضع والذكاء الاجتماعي، ولا يميل للضجيج أو الظهور الإعلامي المتكرر. وعقب تتويجه متصدراً للتصنيف العالمي للمرة السادسة على التوالي، فوجئ الجميع بحضوره حفل تتويجه في مدينة هانوفر الألمانية بقميص التدريب وغير حليق الذقن، وأبدى فرحته الكبيرة بإنجازه، ولكنه أعاده لكل من ساعدوه والى مدربيه الذين قادوه لتطوير مستواه، ولم يخف سامبراس ان هذا الانجاز سيصعب تحطيمه مستقبلا على اي لاعب آخر. يقول سامبراس: "الوصول الى القمة والبقاء عليها لفترة طويلة يحتاج لمهارات فردية وبدنية عالية جداً، ويحتاج لقلب نابض وروح عالية ورغبة دائمة في الفوز، كما يحتاج لعقل ناضج يعرف كيف يتصرف في الملعب وخارج الملعب، أي أن النجاح الطويل يحتاج لجسم وقلب وعقل، ولا يمكن لأي لاعب لا يمتلك الأمور الثلاثة أن يبقى على القمة طويلاً. ووجود الشروط الثلاثة يساعد اللاعب على التركيز والهدوء ومواجهة المواقف الصعبة بثبات، وهو ما يساعدني احياناً في الفوز على لاعبين كبار في مباريات حساسة بسبب توترهم العصبي". ويضيف: "الشيء الوحيد الذي لا يكمل سعادتي هو أن اهتمام الصحافة الأميركية الرياضية بانجازي جاء محدوداً جداً، ولا أريد مقارنته بالطبع بالرقم القياسي لماك غوير في البيسبول لأن هذا الرقم يمثل تاريخاً للولايات المتحدة، ولكنني كنت أريد أن ينعكس انجازي مزيداً من الشعبية لرياضة كرة المضرب في الولاياتالمتحدة. 1998 في سطور خاض بيت سامبراس 22 دورة من دورات لاعبي كرة المضرب المحترفين العام 1998، وحقق الفوز في اربع دورات فقط، وهو أقل عدد من مرات الفوز له خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، ولكن هذا العدد المحدود كفل له صدارة الترتيب العالمي للمرة السادسة على التوالي بسبب توزيع بقية الألقاب بين عدد كبير من اللاعبين. فاز في 61 مباراة وخسر 17 مباراة خلال العام. وتوج بطلاً في دورات ادفانتا وإيه تي آند تي وويمبلدون وسي ايه تروفي. وكانت نتائجه في كل دورات 1998 على النحو التالي: - بطولة استراليا للجائزة الكبرى: خسر في ربع النهائي أمام كارول كوتشيرا. - دورة سيباس: أحرز بطولتها أمام زميله التقليدي اندري اغاسي في الدور الثالث. - دورة ادفانتا: أحرز لقبها بفوزه في النهائي على توماس انكفست. - دورة الأبطال شامبيونز: خسر أمام توماس موستر في الدور الثالث. - دورة ليبتون: خرج من الدور الثالث مهزوماً من واين فيريرا. - دورة مونتي كارلو: سقط مجدداً في الدور الثالث بخسارته من فابريس سانتورو. - دورة ايه . تي . آند تي: احرز لقبها بفوزه في النهائي على جيسون ستولتنبرغ. - دورة ايطاليا: خسر من زميل العمر مايكل تشانغ في الدور الثالث. - بطولة فرنسا للجائزة الكبرى: خسر في الدور الثاني أمام رامون ديلغادو. - دورة ستيلا ارتوا: خسر من مارك وود فورد في الدور الثالث. - بطولة ويمبلدون للجائزة الكبرى: أحرز اللقب للمرة الخامسة بفوزه في النهائي على غوران ايفانيسيفيتش. - دورة دي مورييه: خسر من اندري اغاسي في ربع النهائي. - دورة رابطة اللاعبين ايه. تي . بي: خسر في النهائي من باتريك رافتر. - دورة بيلوت بين: خسر في الدور الثالث من ليندر بايس. - بطولة الولاياتالمتحدة للجائزة الكبرى: خسر في نصف النهائي أمام رافتر. - دورة سويسرا: خرج من الدور الأول مهزوماً من واين فيريرا. - دورة سي ايه تروفي: أحرز اللقب بفوزه على كارول كوتشيرا في النهائي. - بطولة الغران بري: انسحب أمام تومي هاس في ربع النهائي بسبب الاصابة. - دورة يورو كارد: خسر أمام ريتشارد كرايتشيك في نصف النهائي. - دورة ستوكهولم: خسر في الدور الأول من جيسون ستولتنبرغ. - دورة الماسترز: خسر في نصف النهائي أمام اليكس كورتيجا. محطات في مشواره بيت سامبراس من مواليد 12 آب اغسطس 1971 في واشنطن. بدأ ممارسة اللعبة بتوجيه من والدته جيورجيا وعمره 6 سنوات، وشارك في مسابقات كرة المضرب للصغار دون نجاح ملموس، واحترف اللعبة وعمره 16 عاماً فقط، وكانت مشاركته في دورة شينكادي العام 1988 وخسر في الدور الأول أمام مواطنه توم مايوت حامل اللقب، ولم يطل انتظار سامبراس لرد اعتباره، وهزم مايوت في العام التالي مباشرة في دورة ديترويت، وكان الفوز الأول له طوال تاريخه على أي لاعب من المصنفين العشرة الأوائل عالمياً. وفي 1989، كانت بداية النجاح بفوزه مع زميله ومواطنه جيم كوريير ببطولة الزوجي في دورة روما، ووصل الى ربع النهائي في دورتي اديلاييد وانديانا بوليس، ولعبت شخصيته الهادئة وثقته الكبيرة بنفسه دوراً رئيسياً في تماسكه واستمراره لأن زملاءه الاميركيين اندري اغاسي وجيم كوريير ومايكل تشانغ سبقوه الى تحقيق الالقاب العالمية دون ان يتمكن من الوصول لنهائي أي مسابقة. وانحلت العقدة العام 1990 عندما هزم الاكوادوري غوميز في نهائي بطولة فيلادلفيا واحرز اللقب الأول في حياته. ولكن النجاح الأكبر - وغير المسبوق - كان في بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة للغران بري، وتمكن خلالها من تحقيق ثلاث مفاجآت ضخمة باقصاء التشيكي ايفان لندل المصنف الأول عالمياً من ربع النهائي، وفاز على مواطنه المخضرم جون ماكنرو في نصف النهائي، وأكمل المفاجأة بالفوز على زميله اندري اغاسي في النهائي، واحرز أول ألقابه في بطولات الغران بري، واصبح اصغر فائز في التاريخ باللقب الأميركي وعمره 19 عاماً و28 يوماً. وفي 1991، دخل سامبراس زمرة العشرة الاوائل في التصنيف العالمي بعد فوزه بدورات لوس انجليس وانديانا بوليس وليون وايه تي بي، وأنهى العام في المركز السادس خلف العمالقة: السويدي ستيفان ايدبرغ والاميركي جيم كوريير والالمانيان بوريس بيكر ومايكل ستيتش والتشيكي ايفان لندل. الطفرة الكبرى في مشوار سامبراس كانت في العام 1992 عندما تمكن من تحقيق خمسة ألقاب وأكثر من 70 فوزاً، وتوج بطلاً للمرة الأولى لكأس ديفيس مع زميله الكبير جون ماكنرو، واثبت أنه لاعب فريق على مستوى عال. وانهى العام في المركز الثالث عالمياً خلف كوريير وايدبرغ. صعد بيت سامبراس الى القمة نظرياً وعملياً ومالياً وقياسياً في العام 1993. وأحرز بطولتي ويمبلدون والولاياتالمتحدة للغران بري وتجاوز حاجز ألف ضربة ارسال صاروخيةإيس في العام، وهو رقم قياسي تاريخي غير مسبوق، وحقق 85 فوزاً في العام بينها 19 فوزاً متتالياً دون هزيمة، واصبح اللاعب الأول في التاريخ الذي يتجاوز حاجز 70 فوزاً في دورات اللاعبين المحترفين في عامين متتاليين، وأكمل نجاحه على الصعيد المالي بتحقيق رقم قياسي في مجموع الأرباح ونال ثلاثة ملايين و648 الفاً و75 دولاراً خلال العام. وكان يوم 12 نيسان ابريل 1993 مشهوداً في حياته اذ صعد الى المركز الأول في التصنيف العالمي للمرة الأولى في التاريخ، وأنهى العام في الصدارة متقدماً على مايكل ستيتش. وبدأ سامبراس العام 1994 بنجاح أكبر بحصوله على لقب بطولة استراليا المفتوحة للغران بري للمرة الأولى في تاريخه، وبات اللاعب الأول خلال 25 عاماً الذي يفوز بثلاث دورات متتالية للغران بري: ويمبلدون والولاياتالمتحدةواستراليا، وأنهى العام في صدارة التصنيف متقدماً على اندري اغاسي. وعلى مدار السنوات التالية، احتفظ سامبراس بصدارة التصنيف العالمي، وتقدم على اغاسي مجدداً في نهاية العام 1995 ثم على مايكل تشانغ في نهاية 1996، وعلى الاسترالي باتريك رافتر في نهاية 1997، واخيراً على التشيلي مارتشيلو ريوس في نهاية العام 1998.