يمثل رئيس يوغوسلافيا السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، العاشرة صباح اليوم، أمام محكمة الجزاء الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا للاجابة وجاهياً عن التهم الموجهة اليه باقتراف "جرائم ضد الانسانية" وانتهاك نصوص "معاهدة جنيف للسلوك في ميدان الحرب". وسيقاد ميلوشيفيتش من زنزانته في سجن سخيفينغن في لاهاي حيث يقيم منذ تسفيره قبل بضعة أيام. وتقضي الاجراءات القانونية بابلاغ المتهم شخصياً بما نسب اليه واتاحة الفرصة له للرد إما ب"مذنب" أو على الأرجح ب"غير مذنب"، كما يتوقع المراقبون. وستتلو كارلا ديل بونتي، المدعية العامة لمحكمة الجزاء، قرار الاتهام ضد ميلوشيفيتش، وهو قرار جرى توسيعه وتعديله عام 1999، ليشمل الاتهامات الاضافية التي ترتبت عن اكتشاف مقابر جماعية لعدد من مواطني كوسوفو. وينتظر ان تطلب ديل بونتي من رئيس المحكمة القاضي البريطاني ريتشارد جورج مالي، الحق في اضافة تعديلات جديدة الى قرار الاتهام تشمل جرائم "الابادة" ايضاً، عن الأحداث التي جرت في البوسنة والهرسك وكرواتيا. في هذه الأثناء ردت محكمة الجزاء الدولية بقوة على اتهامات الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا للمحكمة ب"الانحياز" ووصفها بأنها "محكمة مسيسة". وقال رئيس محكمة الجزاء الدولية القاضي الفرنسي كلود جوردا أ ف ب "ان ما أدلى به الرئيس اليوغوسلافي يعتبر تهجماً لا أساس له"، وأنه يشكل "حكماً بالياً لا يستند الى أي أساس". وتحدى القاضي جوردا الرئيس اليوغوسلافي بأن "يبرهن كيف يمكن ل14 قاضياً يتمتعون بالاستقلال التام، ولا ينتمون الى أي من اطراف النزاع، ولا الى الدول المنتصرة أو الخاسرة، ان يصدروا حكمهم بأي شكل من أشكال الانحياز". وبالنسبة الى التقدم في اجراءات المحكمة أفصح رئيس محكمة الجزاء عن رفض أي تعديلات على جدول أعمال المحاكمات بهدف التعجيل في محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق. وقال ان محاكمة ميلوشيفيتش "لن تجري قبل خريف عام 2002". في هذه الأثناء أعلن رامزي كلارك، وزير العدل في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، نيته الانضمام الى فريق الدفاع عن ميلوشيفيتش. ومعروف ان كلارك كان من معارضي الحملة الأطلسية ضد يوغوسلافيا وزار بلغراد عام 1999. ووصف كلارك ميلوشيفيتش بأنه "رجل فخور وذكي، قام بواجبه في حماية بلده ضد حلف الأطلسي". من جهة أخرى فاجأت ميرا ماركوفيتش زوجة رئيس يوغوسلافيا السابقة الموقوف، العالم بعزمها على التوجه الى لاهاي والاقامة فيها حتى انتهاء المحاكمة. وكانت ماركوفيتش رئيسة طاقم المستشارين لزوجها، ويعتقد على نطاق واسع ان اسم ماركوفيتش مدرج ضمن لائحة سرية اصدرتها محكمة الجزاء للقبض عليها وترحيلها الى لاهاي. كما ان اسمها وارد في قائمة سوداء تضم حوالى 200 شخصية يوغوسلافية من أنصار ميلوشيفيتش ومستشاريه، والمشتبه باقترافهم جرائم حرب.