قال العراق، أمس، انه "يهيئ نفسه" لضربة عسكرية قد يتلقاها من الولاياتالمتحدة "في أي لحظة"، فيما توقعت المعارضة العراقية هجوماً على "جيوب" تابعة لها في منطقة الاهوار مطلع الشهر المقبل. وقالت مصادر عراقية معارضة في واشنطن ل"الحياة" انها رصدت تحركات لفيلق "الفتح المبين" التابع للحرس الجمهوري والذي يتخذ من جنوببغداد مقراً له، في اتجاه الجنوب لمهاجمة "جيوب متبقية" لها في منطقة الجبايشة وجزيرة سيد أحمد الرفاعي في الاهوار. واضافت "ان الاستخبارات العسكرية العراقية تتعاون مع بعض الادلاء المحليين من أجل تحديد أماكن هذه المجموعات المعارضة، تمهيداً لهجوم عليها متوقع في مطلع الشهر المقبل". وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي تحذر واشنطن من أنها تحتفظ بحق الرد على بغداد، بعدما تعرضت، هذا الاسبوع، طائرة تجسس اميركية من طراز "يو - 2" لصاروخ أرض - جو اطلقته القوات العراقية. وكان الرئيس جورج بوش صرح أول من أمس بأن العراق ما زال يشكل خطراً وتهديداً، متوعداً بإبقاء الضغط عليه. وقال المندوب العراقي الدائم لدى الأممالمتحدة السفير محمد الدوري ان التلميحات الأميركية بضربة للعراق "ليست اعتباطية". وأبلغ الدوري "الحياة" امس: "نحن نتوقع ضربة في أي لحظة. والعراق يهيئ نفسه"، معتبراً "اننا في حال حرب" مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وشدد الدوري على "اننا لا نشكل خطراً على أحد، ولا نعتقد بأن الذي يدافع عن نفسه يشكل خطراً على أحد عدا الذي يعتدي عليه". وقال ان الطائرات الأميركية والبريطانية التي تحلق في منطقتي الحظر في جنوبالعراق وشماله "اصيبت مرات عدة في الماضي، لكن أميركا وبريطانيا اخفتا المعلومات. ونحن نعتقد بأن هذه المرة الأولى التي تعترف ان فيها باصابة طائرة"، في اشارة الى طائرة التجسس. ولمح الدوري الى اعتقاد بغداد بأن طائرات أميركية وبريطانية "سقطت" بعدما اصابتها الصواريخ العراقية في الماضي. ووصف اطلاق صاروخ أرض - جو على طائرة التجسس بأنه "ليس حادثاً عرضياً". وقال: "هذا عمل نخطط له ونعمل من اجله، ليس من أجل اسقاط طائرة أو قتل طيار، انما من أجل منع طيران المعتدي من ان ينتهك اجواءنا". وشدد على "اننا نهيئ أنفسنا استراتيجياً ونطور قواتنا الدفاعية للدفاع عن انفسنا وحماية اجوائنا"، مؤكداً: "نحن مهيأون للدفاع عن أنفسنا في مقدار ما نستطيع"، معتبراً التحذيرات الأميركية "حجة قديمة لاستمرار فرض الحصار وقتل الشعب العراقي من خلال العقوبات". وقال ان الولاياتالمتحدة "لا تريد للعراق ان يدافع عن نفسه، وبالتالي، أي تغيير في موازين القوى في المنطقة بيننا وبينهم". وتابع: "ان تطوير امكاناتنا الدفاعية بطريقة تهدد الطيران غير المشروع في اجوائنا يمكن أن يؤذيهم". وزاد: "ان العراق يحاول دائماً ان يطور قدرته القتالية ليمنع المس بسيادته الاقليمية. ونحن نعمل على هذا بكل ما نستطيع". وميز الدوري بين تطوير الامكانات الدفاعية وتلك الهجومية. وشدد على أن العراق "يدافع عن نفسه" ويطور امكاناته "الدفاعية" "ولا يشكل خطراً على أحد".