جاكرتا - رويترز، أ ف ب - دافع الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد امس، عن حكمه في مواجهة اجراءات في البرلمان لعزله تبدأ اليوم. وقال ان انتخابات جديدة وحدها قادرة على حل ازمة القيادة في البلاد. وجاء ذلك بعد لقائه قائد القوات المسلحة الأميرال ويدودو اديسوسيبتو، فيما اثار انفجاران في كنيستين في جاكرتا مخاوف من عنف طائفي مرتبط بالوضع السياسي. وقال وحيد في بيان اذاعه التلفزيون الرسمي ان "اعادة السلطة الى الشعب من خلال الانتخابات، ستحل كل المشاكل". ولكنه لم يدع الى انتخابات جديدة. ولم يعلن وحيد حال الطوارئ التي كان يهدد بها في حال بدء اجراءات عزله. وقال إنه طلب من قائد القوات المسلحة الدفاع الدستور واعلان عدم دستورية الجلسة الخاصة لمجلس الشعب الاستشاري الرامية الى عزله. واكد وحيد في مؤتمر صحافي عقده في القصر الرئاسي مساء: "التقيت قائد القوات المسلحة وقلت له ان وحدات الجيش والشرطة عليها واجب الدفاع عن الدستور". وكان الرئيس امر الناطق باسمه في وقت سابق ان يتلو بيانا باسمه يؤكد فيه مجددا انه لن يستقيل وانه يعتبر الجلسة الخاصة لمجلس الشعب الاستشاري غير شرعية. ومعلوم ان ويدودو وغيره من قادة الجيش والشرطة عارضوا اعلان حال الطوارىء ورفضوا التدخل لمصلحة الرئيس. وكان مجلس الشعب الاستشاري وهو الهيئة الارفع في البرلمان الاندونيسي دعا وحيد للمثول امامه اليوم، في جلسة استماع بهدف مساءلته والطلب منه الاجابة على تساؤلات بشأن فضائح فساد. واعلن وحيد ان الجلسة المزمع اجراؤها غير قانونية ورفض المثول امام المجلس. وبدا ان مصير وحيد 60 عاماً وهو اول رئيس انتخب ديموقراطياً في تشرين الاول اكتوبر 1999، بات محتوماً، اذ اجتمع قادة الاحزاب الرئيسية في اندونيسيا في منزل نائبة الرئيس ميغاواتي سوكارنو بوتري امس، للبحث في تنحيته امام مجلس الشعب الاستشاري، وابداله بميغاواتي 54 عاماً ابنة مؤسس الدولة احمد سوكارنو. وانعقد هذا الاجتماع بعد ساعات من وقوع انفجارين في كنيستين كاثوليكية وبروتستانتية في جاكرتا، ما اسفر عن اصابة 58 شخصاً بجروح بينهم عشرة في حال خطرة. وأعلن امين رايس، رئيس مجلس الشعب الاستشاري الذي طلب من وحيد المثول امامه اليوم: "ان شاء الله فان الجلسة الخاصة للمجلس ستكون نتيجتها في وقت قصير نسبياً، اعلان قيادة جديدة للبلاد". لكن وحيد اصر على انه لن يقدم عرضاً بما قام به امام المجلس واعتبر الدعوة الى انعقاده غير شرعية، علماً انه بات معزولاً اكثر من اي وقت مضى. ومعلوم ان وحيد لم ينجح في توطيد حكمه بل زاد من رصيد خصومه السياسيين عبر سياسة المراوغة والمماطلة التي اتبعها. وقال خصومه ان حصيلة ادائه في الحكم تقارب الكارثة. وأوضح احد النواب من حزب الرئيس السابق سوهارتو ان "حياة الناس اصبحت اكثر سوءاً، والاسواق والجهات المانحة الدولية فقدت ثقتها، والروبيه العملة الاندونيسية فقدت قيمتها، البطالة في ازدياد والاسعار لا تكف عن الارتفاع". لكن وحيد يرى ان البلاد من دونه كانت غرقت في الفوضى، وهو يقول انه مقتنع بأن اقالته ستتسبب في وقوع مشاكل في البلاد التي تعصف بها النزعات الانفصالية والتوتر الديني. وأعلن انه يراهن على ان ستة اقاليم على الأقل ستعلن انفصالها في حال اقالته. انفجاران في كنيستين الى ذلك، اعلنت الشرطة الاندونيسية ان ما لا يقل عن 58 شخصاً جرحوا بانفجارين وقعا صباحاً في كنيستين كاثوليكية وبروتستانتية في منطقتين مخصصتين لسكن العسكريين في جاكرتا. ووقع الانفجار الاول في كنيسة سانتا آنا الكاثوليكية في مجمع سكني للبحرية في دورين ساويت بشرق جاكرتا. وقال ناطق باسم الشرطة: "يبدو انها قنبلة يدوية الصنع شديدة القوة". وذكرت شبكة "مترو" التلفزيونية ان انفجاراً اخر اعقبه بعد ثلاثين دقيقة مستهدفاً كنيسة "حرية كريستن باتاك بروتستانت" في مجمع سكني عسكري يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المجمع الاول. وأوضح الناطق ان بين الجرحى الثمانية والخمسين، عشرة اصاباتهم خطيرة. كما ان بين الجرحى احد الاطفال. وقال ناطق عسكري لاذاعة "الشينتا" ان "مثيرين للشغب" يقفون وراء هذه الانفجارات.