صعّد الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد لهجته في مواجهة معارضيه، إلى حد التلويح بتقسيم البلاد في حال خسر منصبه. واعترف بأنه يفكر باعلان حال الطوارئ وحل البرلمان لتجنب إجراءات عزله. لكنه دعا، في الوقت نفسه، الأحزاب الرئيسة الى الموافقة على عرضه تقاسم السلطة. جاكرتا - رويترز، أ ب، أ ف ب - حذر الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد أمس من ان البلاد قد تنقسم اذا مضى البرلمانيون قدماً في محاولات مساءلته، بعدما وجهوا اليه لومين في شأن فضيحتين ماليتين يشتبه في تورطه ومساعديه فيهما. وأوضح وحيد، خلال مؤتمر صحافي مفاجئ عقده فى القصر الجمهوري، أن سكان اقليم اتشاي وجاوة الشرقية، مسقطه، طلبوا منه أن يبقى رئيساً، مشيرين إلا أنهم سينفصلون عن اندونيسيا اذا عقدت الجلسة البرلمانية الخاصة. وأضاف: "يجب أن نأخذ هذا التهديد على محل الجد". وقرأ وحيد بياناً قصيراً ومقتضباً، وغادر من دون الاجابة عن أي سؤال، فيما سرت اشاعات قوية عن عزمه إعلان حال الطوارئ. وقال: اذا عقدت الجلسة الخاصة فإن حاكم جاوة الشرقية "سيظهر في التلفزيون ويعلن رفض بلاده لها". ودعا كل الاحزاب السياسية في البلاد الى قبول تسوية تنهي الازمة المستمرة منذ شهور في البلاد. وكان وحيد عرض، أول من أمس، تقاسم السلطة مع نائبته ميغاواتي سوكارنو بوتري فى محاولة لتجنب المضي فى إجراءات عزله. وقال إن الهدف من العرض الذي قدمه الى الاحزاب ايجاد "افضل سبيل لتجنب اعلان حال الطوارئ والدعوة الى دورة خاصة للبرلمان" انتخابات جديدة. ولم تحدد نائبته موقفها النهائي من عرضه بعد. وقال أحد المقربين منها إنها في صدد دراسة الخيارات كافة. ومن المقرر ان يجتمع البرلمان الاربعاء المقبل، وعلى جدول أعماله الدعوة إلى جلسة خاصة قد تعقد فى آب اغسطس المقبل لعزل الرئيس وإسناد مسؤولياته الى ميغاواتي سوكارنو بوتري. ونقل عن رئيس البرلمان اكبر تاندجونج قوله لأحد كبار المسؤولين انه لا يريد عقد جلسة خاصة لمجلس الشعب الاستشاري الذي يتمتع بسلطات خلع الرئيس. وتسمح حال الطوارئ، اذا ما اعلنت، للرئيس وحيد أن يتمتع بصلاحيات واسعة، منها حل البرلمان. وسبق للجيش الاندونيسي أن اعلن معارضته الشديدة إعلان الطوارئ. وعلى رغم اشتداد حدة الازمة السياسية، قال مسؤول أمن في قصر الرئاسة إن وحيد "غوس دور" كان يغط في نوم عميق لدى حلول مهلة منتصف الليل التي ذكرت تقارير، إنه حددها لخصومه للتراجع عن سعيهم إلى مساءلته. وذكر أحد مساعدي ميغاواتي سوكارنو بوتري أن المرأة التي تشكل الخطر السياسي الرئيس على وحيد ذهبت هي الاخرى لتنام باكراً في مقر إقامتها الرسمي وسط جاكرتا.