كشف تقرير مفصل أعدته المحامية السويدية بيرغيتا الفستروم حجم "الارهاب الفظيع" الذي تمارسه المحاكم الاسرائيلية في حق أطفال فلسطينيين، يعتقلون ويستخدمون رهائن لابتزاز أهلهم. وجاء التقرير بعد يوم على عوة الفستروم إلى ستوكهولم، من مهمة كلفتها السويد تنفيذها في إسرائيل لمراقبة الجهاز القضائي هناك. وترك التقرير صدى واسعاً في السويد، إعلامياً وسياسياً، اذ استضافت القناة الرابعة، وهي اكبر محطة تلفزيون في البلد، المحامية الفستروم التي أبرزت صوراً ووثائق تمكنت من جمعها من السجون والمحاكم في الدولة العبرية، تثبت تورط القضاء الإسرائيلي في عمليات التعذيب التي تمارسها اجهزة الأمن في حق الأطفال الفلسطينيين. وخرجت على فحوى التقرير، لتعلق على خبر مفاده ان الطفلة الفلسطينية مروى الشريف 9 سنوات ترقد في المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، في حال صحية صعبة بسبب استقرار رصاصة في رأسها، اطلقها عليها جنود الاحتلال. وقالت الفستروم: "ليست هذه أول مرة تعتدي إسرائيل على الأطفال الفلسطينيين. أنا شاهدت ارهاباً منظماً في حق فتيات لم يتجاوزن الرابعة عشرة، وكانت مهمتي خلال ستة أيام كافية لمعرفة الحقائق. إذ شاهدت وسمعت الكثير، إلى درجة انني لم اتمكن من تمالك اعصابي، بسبب قسوة التعذيب الذي يطاول الأطفال الفلسطينيين". وانتقدت في شدة المحاكم الاسرائيلية التي تسمح للجيش باعتقال فتيات صغيرات لاستخدامهن ورقة ضغط ضد اقاربهن واهلهن، واجبارهن بطرق وحشية، تتنافى والمبادئ الانسانية، على الاعتراف بأمور لا دخل لهن بها. وساقت مثلاً فتاةً في الرابعة عشرة احتجزت ستة شهور من دون محاكمة، ومنع اهلها من زيارتها طوال مدة الاعتقال التعسفي، و"التهمة الوحيدة التي وجهت إليها أنها لم تعترف، بحسب إرادة المحكمة، بأن اختها تمارس نشاطات معادية لإسرائيل". وزادت ان الفتاة "تعرضت لأبشع انواع التحقير والتعذيب التي تتنافى وحقوق الطفل والانسان والسجين، إذ جلدها المحققون وعرضوها لصعقات الكهرباء والماء البارد، وعرّوها وقيدوها إلى سرير داخل زنزانة يومين من دون حراك. ثم ابقيت في السجن الانفرادي 12 يوماً، تعرضت خلالها لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، إذ كان الجنود الاسرائيليون يقفون خارج باب الزنزانة ويطلقون تهديدات مستمرة بأنهم سيغتصبونها جماعياً". وروت الفستروم، التي التقت أطفالاً فلسطينيين كثيرين بعد اطلاقهم، ان ابنة الرابعة عشرة ليست وحيدة، و"جميع الأطفال الذين تعتقلهم قوات الأمن الاسرائيلي يتعرضون للتعذيب ذاته، ولا تتاح لهم أي حقوق تنص عليها الشرائع الدولية". وتمكنت المحامية السويدية، من خلال مراقبتها عمل المحاكم الاسرائيلية والمقابلات الكثيرة التي اجرتها مع سجناء فلسطينيين ومطلعين على الجسم القضائي الاسرائيلي، من اكتشاف تفاصيل عن وسائل تعذيب الأطفال السجناء "إذ يعتقلون، ذكوراً وإناثاً، في وقت متقدم ليلاً، خصوصاً بين الأولى والثانية فجراً، وبعد عصب عيونهم وتكبيل ايديهم بسلاسل محكمة، ينهال الجنود بالضرب على كل جزء من أجسادهم". وأشارت إلى أن الاعتقال والتعذيب يشملان حتى الأطفال المتهمين برمي الحجارة، وتحدثت عن تفاصيل بشعة في ما يتبعه المحققون مع الأطفال الموقوفين، مثل وضع رؤوسهم في كرسي المرحاض وفتح مياه خزانه عليهم. وختمت الفستروم بأن جميع الأطفال يعانون أمراضاً نفسية وجسدية بعد خروجهم من المعتقلات الاسرائيلية، وقالت: "ما شاهدته وسمعته عن درجة بشاعة أنواع التعذيب والارهاب اللذين تمارسهما إسرائيل في حق أطفال أبرياء، تعجز الكلمات عن وصفه".