أول الكلام: للشاعرة اللبنانية/ هناء الأمين خاتون: - هنا ... لتبقى الذاكرة ملساء كزنْد حُلم الجدران تتجعّد في موقد القطاف هناك ... ليبقى الدفء جناحين لزاوية في القسوة تفتح روضة حنين في هذه العاصفة ... ليس الصوت هو الانفجار!! تترك رأسها خارج الزمن/ لحظة لا تخون. هي هذه "الشاعرة" ... قلبها: منفرد، يدخل زمن الكلمات التي لا تنتهي ... من قوارير الربيع تُهرّب قصائدها، وتستطرد في اعترافها/ البوح ... تقول: - إنما هي الفصول، نُمزّقها بفضولنا ... علّنا نُحرّر الغياب من الحضور، والحضور من الغياب ... علّنا ندخل الدهشة ما لا يستطيعه سوى العصافير والأزهار، وما تبقّى من عرْي القلب! هي هذه: الشاعرة/ هناء الأمين خاتون، التي تطرح السؤال/ الرمح: إلى أين؟! - وتجيب: "يشدّ صقيع الحزن هذا البحر"! هذه الشاعرة: عطاؤها/ جمرها، فتُغنّي: - "هاك جمري ... الذي تربّى في البكاء"! سمّيتها: "شاعرة الوهج" ... وقلت لها ذات يوم: - هل خبّروك: أن الليل ما زال يشتعل أغاني دافئة، وأن الدروب: خطى حيرانة، وأن الانسان: خفقة حرّانة، وأن صرخات الانسان ضائعة منه في داخل حقائب السفر ... إلى الأصداء؟! في لوحاتها الشعرية: ريح البدء من جديد ... وها هي تُشعل حنين الضفاف الى المياه، فتكتب: - "روحاً أذرف ... ربما أكون قادرة على الدخول. كوكبُ أجفان تصوغه شرارات ليس لها مكان. سهوب مراس مجدولة بهديل اللهفة. لحظة وجود في عمر هش. لحظة قلب في انحسار الزمان"! تفاجئني/ هناء الأمين خاتون بعناوين شعرها: أمنيات الشرانق: تجيئني زهراً ورمّاناً ... كَرْم يبكي على ركبتيك ... أفاجئها بعناوين ذاكرتي المعشبة بالأشواق ... أقول لها حزيناً غير متفلسف: - "حين نقهر الحب في كثافة عالم البغضاء ... تتراكم الممارسات التي نسمّيها: قسوة، لحظة قدرة البشر اليوم على: فصل المرغوب عن المتألق في الأعماق"! مسكونة/ هناء بالشعر، لكنّ رسالة الماجستير التي تكتبها تسلب كل وقتها حتى ذلك القوس قزحي للشعر، و... تملأ كأس أحلامها الطائرة في غفوة الدفء كما صوّرت ... ولعلها تدعني - وكل قارئ لها - نصرخ بعد ابتهالها الشعري، نُردّد ما باحت به في صورتها هذه: - يا لأكُفّها التي تتّسعُ/ إضافة ثقوب كالغياب!! رعناء الحنين هذه المرأة/ الشاعرة ... تتسم بين حين وآخر: "نكهة برارية"، لتقول في النهاية: ويسقط الليل بحيرة من زرقة الانتظار!! تتشكّل لوحاتها بكل الأبعاد، لكنها تهرب بنا من البورتريه في شِعْرها ... لا تُحب "الزّوم" إلا في اللحظة الأخيرة ... الجامحة حين: تتوحّد الضفّتان ومعهما: ذاكرة لا تتفتّت!!