ارتكبت مروحيات حربية اسرائيلية من نوع "اباتشي" اميركية الصنع مجزرة رهيبة بحق عائلة فلسطينية بكاملها اودت بحياة أربعة من افرادها واصيب فيها اربعة عشر اخرون وصفت جروح اربعة منهم بانها شديدة الخطورة ما اثار حالة من السخط والغضب الشديدين في مدينة بيت لحم. واستشهد عمر سعادة 45 عاماً واخواه محمد 29 عاماً واسحق 55 عاماً ونسيبهما طه العروج 40 عاماً فيما اصيب رائد 14 عاماً نجل اسحق بجروح خطيرة جدا خلال تجمع عائلي كبير ضم نحو اربعين فرداً كانوا جميعاً بانتظار الشقيق الثالث خالد الذي كان من المقرر ان يفرج عنه امس من سجن مجدو العسكري الاسرائيلي بعد اعتقال استمر خمس سنوات. راجع ص5 ووصف اهالي بيت لحم الذين روعهم مشاهد اشلاء واطراف المواطنيين التي تناثرت في المنزل الذي يبعد نحو 200 متر فقط عن كنيسة المهد عملية القتل بأنها "محاولة لإبادة عائلة بأكملها". ونفى الفلسطينيون بشدة ما قالته مصادر اسرائيلية من ان العملية استهدفت مجموعة من "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس كانت في طريقها لتنفيذ عملية في القدس. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان سعادة المعروف كرجل اعمال ناجح وثري، اعتاد "على تقديم المساعدة المادية لحركة حماس لا اكثر ولا اقل". واعتقلت الشرطة الفلسطينية امس خمسة متعاونين مفترضين متهمين بمساعدة اسرائيل على قيام مروحياتها بشن الغارة على بيت لحم، كما افاد مصدر في اجهزة الامن الفلسطينية. وجاء القصف بطائرتي ال"اباتشي" في الوقت الذي التقى فيه وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ورئيس حكومته ارييل شارون "للبحث في سبل التصدي للارهاب" وفقاً لما قالته الاذاعة الاسرائيلية. وكان بن اليعيزر الغى زيارته المقررة الى واشنطن للقاء كبار المسؤوليين الاميركيين "للوقوف عن كثب على تطورات الاحداث وتفاعلات الرد العسكري الاسرائيلي على عملية بنيامينا" التي قتل فيها اسرائيليان اول من امس. من جهة اخرى، قال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ان الرئيس جورج بوش اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون صباح امس. واضاف المصدر ان الولاياتالمتحدة ما زالت تدعو الطرفين للعمل على وقف الاعمال الاستفزازية وتمهيد الطريق من اجل بناء الثقة وتطبيق توصيات ميتشل. وزاد المصدر ان واشنطن ترحب بادانة السلطة الوطنية الفلسطينية حادث التفجير اول من امس الذي ادى الى مقتل اسرائيليين. وذكر المصدر ان المبعوث الاميركي ديفيد ساترفيلد ما زال يواصل اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين. وفي القدسالشرقية، منعت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الاسرائيلية آلاف الفلسطينيين من المشاركة في حفلة تأبين للراحل فيصل الحسيني كان "بيت الشرق" قد اجرى استعدادات لاقامتها على مدى الاسبوعين الماضيين. وارغمت القوات الاسرائيلية المدججة بالسلاح "مهندس اتفاق اوسلو" رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء من اجتياز الحواجز والمشاركة في حفلة التأبين التي كان من المقرر ان يلقي فيها كلمة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ورفض ضباط الشرطة و"حرس الحدود" الاسرائيليون السماح ل"ابو علاء" برشف فنجان قهوة حاول احد افراد عائلة الحسيني التي تسكن في منزل مجاور ل"بيت الشرق" تقديمه له. واصر الضباط على اخراج "ابو علاء" من الساحة التي جلس فيها رافضين ان يبقى "خمس دقائق"، كما رفضوا ان يسمحوا له بالخروج بدون مرافقة الجنود. واعتدى الجنود على المواطنين الذين تجمعوا في محيط "بيت الشرق".