بدأت الشرطة سباقاً مع الوقت للانتهاء من تنفيذ الاجراءات الأمنية الخاصة بقمة مجموعة الثماني الصناعية التي ستفتتح في مدينة جنوى بعد غد الجمعة، في ظل أنباء عن تدفق أكثر من مئة ألف مناهض للعولمة على المدينة الايطالية الساحلية، كما توقعت السلطات المحلية، و200 ألف كما تتوقع المجموعات اليسارية والاجتماعية. ونشرت السلطات الايطالية لهذه الغاية اكثر من 16 ألف شرطي في المدينة وعلى مداخلها. ومن المقرر ان تغلق بدءاً من اليوم محطات القطارات والطرق السريعة المؤدية اليها، على ان يقفل المطار بعد يومين، ومدت سوراً حديداً حول وسطها ارتفاعه اربعة امتار لتغلق ما سمي المنطقة الحمراء. وأغلقت بالتالي اكثر من مئتي طريق تؤدي اليها، وتقع داخلها ساحة "دوكالي" التي تعود بعض ابنيتها الى القرن الرابع عشر، وسيستضيف قصرها المعروف بالاسم نفسه فاعليات القمة. ونشرت حول المدينة وقرب مرفأها الذي ترسو فيه سفينة ستستضيف الوفود المشاركة، بطاريات ضد الصواريخ والطائرات مربوطة بشبكة رادار متطورة. وتسببت العبوة التي انفجرت اول من امس في جنوى، في رفع درجة التوتر، مما دفع الشرطة وعناصر الوحدات الخاصة الى البدء بحملة دهم شملت المراكز الاجتماعية في جنوى والمدن الرئىسة في البلاد. وأقام مناهضو العولمة مخيمات في الهواء الطلق في عدد من انحاء المدينة، وضعت في تصرف المحتجين. في حين طالبت السلطات الايطالية المستشفيات برفع عديد اطبائها تحسباً للطوارئ. وأخليت سجون جنوى من عدد كبير من نزلائها، تحسباً لاعتقالات بين صفوف المحتجين توقعت الشرطة ان يصل عددهم الى اكثر من 600 في حال حاول المتظاهرون اختراق السور الى المنطقة الحمراء. وطلبت السلطات المحلية من السكان ألا يعلقوا ثيابهم، خصوصاً الداخلية، على الشرفات، للحفاظ على مشهد المدينة لائقاً. وسيحظر دخول وسط جنوى إلا على المشاركين في القمة والصحافيين المرخص لهم وسكانها، شرط أن يحملوا بطاقات تؤكد اقامتهم داخلها. واتخذت اجراءات امنية شديدة على الحدود الفرنسية - الإيطالية والألمانية - الإيطالية، ونشرت أعداد اضافية من رجال الشرطة. ووزعت ألمانيا لائحة بأسماء ألفي شخص، يحتمل ان يقوموا بأعمال شغب. ونجح ناشطان في حركة "السلام الأخضر" غرينبيس بربط نفسيهما بمرساة ناقلة نفط في ميناء فادو ليغور، غرب جنوى، احتجاجاً على دعم الشركة مالكة الناقلة الحملة الانتخابية للرئىس جورج بوش الذي "يُعد عدو البيئة الرقم واحد بسبب انسحابه من معاهدة كيوتو" للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.