تدرس الحكومة محاذير استضافة قمة الدول الصناعية السبع وروسيا في مدينة جنوى، في ظل مخاوف من تكرار سيناريو ما حصل في السويد الاسبوع الماضي، فيما يتخوف مسؤولون من تقارير عن استعداد اسامة بن لادن لتدبير اعتداء على الرئيس جورج بوش. اتسعت حملة المطالبة الرسمية والشعبية في ايطاليا بالتراجع عن استضافة القمة الاقتصادية لمجموعة الدول الصناعية السبع وروسيا جي 8 المقرر عقدها يومي 20 و22 تموز يوليو المقبل في مدينة جنوى. وكشفت تقارير صحافية عن استنفار امني لإحباط ما وصفته بخطة لاغتيال الرئيس الأميركي جورج بوش ورؤساء آخرين خلال القمة، فيما أكد عدد من المسؤولين الإيطاليين قبل ايام ان اجهزة الاستخبارات الألمانية حذرتهم من ان جماعة اسامة بن لادن تقوم سراً بتمويل عدد من الجماعات الإيطالية المتطرفة لتمكينهم من ارتكاب اعمال عنف خلال القمة. وتقدم حزب إعادة التأسيس الشيوعي وجماعات الخضر وعدد كبير من القوى السياسية اليسارية المستقلة، بطلب الى الحكومة الإيطالية لتأجيل القمة او نقلها الى مكان آخر، وهذا ما تناقشه الجلسة البرلمانية الطارئة التي تعقد اليوم الاثنين. وافادت مصادر اعلامية امس، ان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني الذي تزايد قلقه الكبير خلال اليومين الماضيين بعد الأحداث الدامية التي شهدتها القمة الأوروبية في غوتبورغ، يواجه خيارات ثلاثة: تأجيل مؤتمر القمة، أو نقله الى هيئة الأممالمتحدة كما تطالب قوى اليسار الإيطالي، أو نقله الى مكان آخر في مدينة كامبيونه دي ايطاليا التي تقع في منطقة جبلية منعزلة ما بين ايطاليا وسويسرا، وهو الأمر الذي يعارضه عمدة بلدية جنوى جوزيبه بيروكو الذي أبدى استعدادات كبيرة لاستقبال القمة جعلت المدينة اشبه بالثكنات العسكرية. وقال بيرلوسكوني الذي اجتمع مع وزير الداخلية كلاوديو سكايولا لهذا الغرض ان "اختيار مدينة جنوى لم يكن موفقاً على الإطلاق"، مضيفاً: "علينا إعادة التفكير بصورة جدية". وأكد وزير الخارجية الإيطالي ريناتو روجيرو ضرورة مناقشة قضية انعقاد مؤتمر القمة مع منظمة "شعب سياتل" المناهضة للعولمة والتي تقف خلف التظاهرات خلال القمم. مضيفاً: "أشعر بالقلق الكبير لعدم وجود اي خطوط تواصل كافية بيننا وبين شعب سياتل، لأننا لم نستطع الى الآن جعلهم يستوعبون ما يريدونه باستمرار، والذي يتوافق ويتطابق تماماً مع ما نريده نحن أيضاً". وقال ل"الحياة" احد قادة المراكز الاجتماعية اليسارية المتطرفة التي توجد قواعدها في الحي الشعبي بسان لورينسو وسط مدينة روما: "موقفنا من المؤتمر ضد العنف اليومي الذي تقترفه الإمبريالية الأميركية مع حلفائها، ضد الشعوب في فلسطين والعراق وافريقيا والبلقان، وضد العولمة الاستعمارية الجديدة التي تقودها اميركا". وأضاف "نحن نريد خلع الأقنعة الرأسمالية من خلال محاربتها، وسوف نريهم هم وقوات شرطتهم ودركهم التي سيفوق عددها أكثر من 30 ألفاً، جهنم الحقيقية". من جهة أخرى طالب الكثير من الكتّاب والصحافيين وقوى المعارضة وفي مقدمها حزب الديموقراطيين اليساري الشيوعي سابقاً، بحرية التظاهر ايام انعقاد المؤتمر لكل القوى التي تعارضه، وعدم غلق الكثير من المناطق والشوارع ومحطات القطار في مدينة جنوى، في وجه المحتجين الذين سيحضرون من جميع انحاء العالم.