يصدر الجانبان الباكستانيوالهندي صباح اليوم اعلاناً مشتركاً يكرس اتفاق البلدين على وضع الخلافات التاريخية وراءهما - وبينها ثلاث حروب خلال أقل من خمسين سنة - والتفاهم على مواصلة الحوار لحل المشكلات العالقة، وفي مقدمها حسم مصير كشمير راجع ص8. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف ومضيفه رئيس الوزراء الهندي آتال بهاري فاجبايي خرقا برنامج القمة التي ضمتهما أمس، وعقدا لقاءين منفردين لم يتسرب شيء عنهما سوى الطابع التاريخي المتمثل بزيارة استغرقت ساعتين لتاج محل. وينتظر عقد اجتماع ثالث مماثل صباح اليوم، في مدينة آغرا التاريخية التي تستضيف القمة، على ان يعقبه مؤتمر صحافي، أكدت مصادر هندية ان فاجبايي سينضم اليه، بعدما كان البرنامج الأولي مؤتمراً لمشرف، في ظل عدم وجود توقعات باحتمال التوصل الى نتائج عملية حاسمة. وأعلنت الحكومة الهندية قبول فاجبايي دعوة مشرف لزيارة باكستان قبل نهاية السنة، في خطوة وصفتها أوساط في البلدين بأنها دليل على التقدم الذي حققه الزعيمان في تقريب وجهات نظرهما، والاقتناع بضرورة مواصلة العمل من أجل تسوية نهائية للنزاع على كشمير. وتناول مشرف الغداء والعشاء إلى مائدة فاجبايي، وواصل التكتم على فحوى الطروحات التي ناقشاها. وعندما حاصره الصحافيون بالأسئلة وهو يتصبب عرقاً بعد جولة لمدة ساعتين في صرح تاج محل، اكتفى بالقول إن محادثاته مع فاجبايي كانت "مثمرة". وعلى رغم أجواء التفاؤل، تواصلت المناوشات بين الجيش الهندي والكشميريين ما أسفر عن مقتل 18 منهم. وقالت الناطقة باسم الخارجية الهندية ان المحادثات بين الزعيمين كانت "صريحة وبنّاءة وإيجابية"، فيما أكد الناطق باسم الوفد الباكستاني أن مشرف "أبدى استعداده لمناقشة كل القضايا، مع تركيزه على مسألة كشمير". إلى ذلك، بحث الزعيمان في سباق التسلح النووي، وعبور المقاتلين الكشميريين الخطوط الباكستانية الى القطاع الذي تحتله الهند، ومسألة تطوير العلاقات التجارية. وطرحت الهند أيضاً مسألة مد انبوب الغاز العملاق الذي سيربط إيران بالسوق الهندية، ويزودها نحو 40 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً. وناقش الجانبان مسألة أسرى الحرب المعتقلين لديهما، وبعضهم لا يزال مختفياً أو معتقلاً منذ 30 سنة. والمسألة الأكثر حساسية التي تواجه القمة بتها هي اعتراف الهند بأن كشمير اقليم متنازع عليه، ما يعني قبولها، من ناحية المبدأ، معاودة النظر في شرعية السيادة التي تدّعيها عليه. ويعتبر مراقبون ان مشرف جازف بمجيئه إلى الهند لإجراء محادثات موسعة، من دون وضع شروط، وأنه أبدى شجاعة بحديثه عن وقف الحرب، وتحسين العلاقات وإحلال السلام، وهو أقصى ما يمكن ان يقدمه في هذه المرحلة. أما فاجبايي فجازف أيضاً بإقحام العلاقات المتوترة بين البلدين في اختبار دقيق، من نوع قمة على أعلى مستوى بين اسلام اباد ونيودلهي، على رغم علمه بكل ما يحمله الاخفاق المحتمل من تأثيرات سلبية على الوضع الميداني في كشمير وجامو.