صعّد وزير الخارجية الاميركي كولن باول لهجة انتقاداته لاسرائيل محملاً اياها مسؤولية عدم تراجع "حدة العنف" لدى الجانب الفلسطيني. وتوجه الى الاسرائيليين متسائلاً: "كيف يمكنكم الحصول على شراكة جيدة عندما تمعنون في خطاب يشير الى انكم لن تقبلوا الآخر ابداً كشريك" في اشارة الى تشكيك حكومة ارييل شارون في جدوى التفاوض مع الرئيس ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية. وجاءت تصريحات باول في حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" نشر امس وتضمن للمرة الاولى انتقادات للاسرائيليين بهذا الوضوح. وقال الوزير: "عندما تبدأون بتدمير مبانٍ بالجرافات لا تتوقعوا ألا يردّ الناس على مثل هذه الاعمال، وعندما تبدأون باعلان نشاطات استيطانية فإن هذا لا يوجد الظروف التي تجعل الطرف الآخر يبدي ردوداً اقل عنفاً وحدة". واستدرك: "ليس المطلوب وقف العنف ميدانياً فحسب، بل على المسؤولين في الجانبين ان يكفوا عن صبّ الزيت على النار". وفي شأن سياسة التصفيات الجسدية والاغتيالات التي ينفذها الجيش الاسرائيلي قال باول ان الولاياتالمتحدة "لا تملك الكثير من النفوذ على اسرائيل في هذا المجال، سوى ادانة مثل تلك العمليات". وسئل هل يزور الشرق الاوسط قريباً فأجاب: "سأذهب عندما أجد الأمر مفيداً". وكرر ان "الوقت حان كي يتجنب الطرفان اي استفزاز". وعشية زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز للقاهرة اليوم، التقى عرفات نائب وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي أفادت مصادر اسرائيلية انه طلب من الرئيس الفلسطيني "اعتقال المسؤولين عن اعمال العنف". وهاجم مستوطنون في الخليل دورية للمراقبين الدوليين، فيما حذّر مسؤول روسي بارز من "اندلاع حرب شاملة"، مؤكداً ان قمة الدول الصناعية ستدرس وضع "آلية" للتهدئة. واوضح المسؤول في لقاء مع عدد من الصحافيين في موسكو ان "الوضع قد يتفجّر نتيجة اي عمل ارهابي"، مشيراً الى ان احتمالات توصل القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية الى حل تكاد ان تكون معدومة بسبب غياب الثقة. وشدد على الحاجة الى تدخل دولي، ورأى ان المحاولات الاميركية لإيجاد حل في شكل إنفرادي باءت بالفشل وان الأطراف الاخرى ايضاً "لا تملك حلولاً سحرية". لكنه ذكر ان رؤساء الدول الصناعية سيبحثون في قمة جنوى الاسبوع المقبل وضع خطة عمل لتنفيذ الاتفاقات السابقة ميتشل وتينت "ستلزم الطرفين المتنازعين بتنفيذها وتعتبر من يخلّ بالالتزامات الواردة فيها مسؤولاً عن تدهور الوضع بكل ما يترتب على ذلك من تبعات". وحذّر المسؤول الروسي من وجود قوى في اسرائيل "تنتظر أي شرارة" لتفجير الوضع. ميدانياً تعرضت دورية للمراقبين الدوليين في مدينة الخليل لاعتداء شنّه مستوطنون، وأصيب أحد أفرادها بجروح. وشكّل هذا الاعتداء رسالة واضحة الى الفلسطينيين الذين يطالبون بحماية دولية. ودفعت القوات الاسرائيلية بعدد من الدبابات والآليات المدرعة الى قلب المدينة الخاضع لحظر تجول لليوم الثالث على التوالي، فيما هدّدت حركة "فتح" بشن هجمات على مستوطنة "كريات اربع". ويتوقع ان يصل بيريز الى القاهرة اليوم، وقال نبيل عمرو، أحد مستشاري الرئيس الفلسطيني ل"الحياة" انه يستبعد أي لقاء ثلاثي بين بيريز وعرفات والرئيس حسني مبارك. وعُلم ان الرئيس الفلسطيني طلب خلال لقائه ديفيد ساترفيلد في رام الله امس الإسراع في وضع جدول زمني لتنفيذ "توصيات ميتشل".