فيما هاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس معتبراً في بيان اصدره مكتبه ان العمليات الاخيرة هي "نتيجة لقرار استراتيجي اتخذه عرفات" للعمل ضد اسرائيل، وجه عرفات امس ا ف ب من بريتوريا دعوة علنية الى شارون لاستئناف عملية السلام، وذلك خلال اجتماع دول حركة عدم الانحياز حول الشرق الاوسط. واعلن عرفات عن دعمه لمبادرة السلام الاردنية - المصرية الهادفة الى استئناف المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال انه يدعو "بدون تحفظ الى استئناف عملية السلام واعادتها الى الطريق السليم. وانا افعل ذلك باسم الشعب الاسرائيلي، والشعب الفلسطيني، وشعوب الشرق الاوسط". وتابع عرفات في الكلمة التي القاها في حضور رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي: "اريد ان اقول لشارون: ان التزامي هو من اجل السلام والاستقرار لابنائكم وابنائي في منطقة الشرق الاوسط". وتزامنت حملة شارون على عرفات مع ارتفاع اصوات في حكومة شارون تتهم وزير خارجيته شمعون بيريز بمخالفة تعليمات رئيس الوزراء، وذلك بعدما اعتبر بيريز خلال زيارته لواشنطن ان عرفات ما زال "شريكاً" في عملية السلام. وغداة الاعتداء الاسرائيلي الواسع على مخيم رفح للاجئين في قطاع غزة فجر اول من امس، شرعت الجرافات العسكرية الاسرائيلية بحفر خندق بعمق اربعة امتار على امتداد 500 متر في محيط مدينة قلقيلية شمال الشفة الغربية لاحكام الحصار على المدينة. وسدت دبابة اسرائيلية طريق رام الله - بير زيت ومنعت بذلك مرور آلاف المواطنين. وسيطر الجيش الاسرائيلي امس على تلة شمال مدينة البيرة بالقرب من المكان الذي قتل فيه مستوطن يهودي من مستوطنة "عوفرا" اليهودية تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في الموقع. من جهة اخرى، اكد مصدر اميركي رسمي ان الولاياتالمتحدة لم تغير سياستها حيال توسيع المستوطنات الاسرائيلية وانها ما زالت تعتبر توسيع المستوطنات امراً لا يخدم الجهود السلمية. وكانت مصادر اسرائيلية روجت ان وزسر الخارجية كولن باول ابدى تفهما لمعارضة اسرائيل لدعوة الورقة الاردنية - المصرية اسرائيل لوقف توسيع المستوطنات اثناء اجتماعه مع شمعون بيريز. وقال المصدر الاميركي ان باول استمع جيدا الى شرح بيريز، وان الادارة الاميركية لا تزال تعتقد بأن مستقبل المستوطنات يقرره الطرفان في المفاوضات. وصرح باول بعد اجتماعه مع بيريز بانه لا توجد مستوطنات جديدة و "لدينا تأكيدات" من الاسرائيليين في هذا الشأن. واضاف انه ناقش هذا الموضوع بالنسبة الى نمو المستوطنات وتوسيعها، وقال ان على الطرفين ان يبحثا في هذا الامر في الوقت المناسب. ووصف باول الورقة المصرية - الاردنية بانها "بداية حوار" و"لكن الحوار لا يمكن ان يبدأ الا حين ينخفض العنف". وكشف انه ناقش مع بيريز في الورقة الاردنية - المصرية وقال: "لا نستطيع ان تسير في هذا الاتجاه حتى نرى حقيقة ان العنف قد خف وان النشاط الاقتصادي بين الطرفين قد بدأ". وقال بيريز بعد اجتماعه مع باول ان اسرائيل تريد ان تعمل الولاياتالمتحدة من اجل ترتيب وقف لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين كخطوة اولي نحو المفاوضات. وقال بيريز: "وقف اطلاق النار لا يمكن ان يرتبه الا الولاياتالمتحدة وهي تفعل ذلك اذ تجمع قادة عسكريين من الجانبين من اجل وضع نهاية للعنف واقناع الفلسطينيين بأنه بغير انهاء العنف لا يمكن بدء المفاوضات". واجتمع بيريز امس مع الرئيس بوش ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. وعلم من مصادر مطلعة ان بيريز شدد لدى بوش على ان اتفاقات اوسلو تعتبر عرفات مسؤولاً عن اعمال العنف التي تنطلق من المناطق الفلسطينية، وانه ابلغه ان شارون اتصل به قبيل اللقاء وطلب منه ابلاغ بوش "ان الفلسطينيين لم يفعلوا شيئاً لمعالجة الوضع". واضافت هذه المصادر ان بوش وجه اسئلة كثيرة الى بيريز، منها: الى مدى تعتقد اسرائيل ان الفلسطينيين كانوا جديين في عملية التفاوض، وهل تعتقد اسرائيل ان السلطة الفلسطينية تعيد اعتقال ناشطي "حماس" الذين خرجوا من السجون، وكيف يمكن لاناس بالغين ان يرسلوا شباناً يافعين للقيام بعمليات انتحارية؟ والتقى بيريز اثناء وجوده في واشنطن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مساء الاربعاء في مقر اقامة الاخير في فندق "ويلارد". كما التقى الوزير القطري امس نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، وتحدث بعد اللقاء: "قلنا للادارة بضرورة ان يجتمع شارون مع عرفات لحل خلافاتهما والعودة الى المفاوضات". وسئل عما تردد عن امكان عقد مثل هذا اللقاء في قطر، فاجاب بأن "مكان اللقاء ليس المهم انما المهم هو عقد الاجتماع". وكانت مصادر قالت ل "الحياة" ان حمد بن جاسم قال لبيريز "اذا اردتم مكاناً لتجتمعوا فيه فأهلاً وسهلاً في الدوحة".