سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاسد احال الالمان على "حزب الله" لبحث موضوع الجنود الاسرائيليين ."توافق" سوري - الماني على ان "تقرير ميتشل" خطوة للحل وليس بديلاً من المرجعيات الدولية
قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان الرئيس بشار الاسد استطاع اقناع المستشار الالماني غيرهارد شرودر بان توصيات السيناتور الاميركي جورج ميتشل "ليست بديلا من المرجعيات الدولية بل هي خطوة للخروج من الازمة الراهنة" على المسار الفلسطيني. الى ذلك، افادت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" ان المستشار شردور طلب من الرئيس الاسد التوسط لدى "حزب الله" لاطلاق الجنود الاسرائيليين الثلاثة، لكن الرئيس السوري رد ب"لا علاقة لنا بالموضوع، وبامكان برلين الاتصال مباشرة بحزب الله الذي تقيم معه علاقة جيدة. ويجب على اسرائيل ان تبذل جهودا اكبر لاستعادة الجنود الثلاثة"، بعدما قال الاسد ان حزب الله "مسؤول عن قراره ولا علاقة لسورية بأي قرار يتخذه". واصدر المستشار الالماني اول من امس بيانا رسميا دافع فيه عن الاسد ضد الانتقادات التي وجهتها اليه جماعات الضغط اليهودية في المانيا، مؤكدا فيه حرصه على "الاستمرار في علاقات الشراكة مع سورية مع اننا لا نوافق على كل مواقفها بالقدر الذي نتوقع منها ان لا توافق على كل مواقفنا". وعلق مصدر سوري على ذلك بالقول: "هذا يأتي في اطار الاقتناع بالديموقراطية الدولية وقبول الرأي الآخر في العلاقات بين الدول، بحيث اعطى شردور شرعية لما قاله الاسد وضرورة احترام مواقف سورية حتى لو كانت لاتطابق المواقف الالمانية". وكان الرئيس الاسد اجرى يومي الثلثاء والاربعاء محادثات مع كل من شردور والرئيس يوهانس راو ورئيس البرلمان فولفغانغ تيرزه ووزير الخارجية يوشكا فيشر. وقالت ل"الحياة" مصادر سورية حضرت كل هذه اللقاءات ان المحادثات تناولت "عملية السلام والدور الاوروبي فيها وتقرير ميتشل والعلاقات الثنائية بين دمشق وكل من المانيا والاتحاد الاوروبي". واوضحت ان الاسد "استطاع اقناع المسؤولين الالمان ان تقرير ميتشل ليس بديلاً من مرجعيات عملية السلام بل هو خطوة للخروج من الازمة الراهنة في اطار تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعودة الى مفاوضات السلام على كل المسارات لتحقيق السلام العادل والشامل على اساس مرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام"، بعدما كان الجانب الالماني يعتقد بأن توصيات ميتشل هي "الآلية الوحيدة الموجودة حاليا". وتابعت المصادر ان الرئيس الاسد اعرب عن موقف بلاده القائل بان "المرجعيات الدولية تشكل قانونا في العلاقات الدولية يجب ان تطبق من كل الدول المعنية، ومثلما تطبق قرارات مجلس الامن بحذافيرها يجب تطبيق هذه المرجعيات بحيث تكون ملزمة للجميع"، وانه "لا سلام في الشرق الاوسط الاّ بالسلام على كل المسارات". واكدت المصادر ان المحادثات لم تتطرق الى موضوع احتمالات الحرب بين سورية واسرائيل وان المسؤولين السوريين جددوا مواقفهم "الملتزمة بعدم المواجهة وبتحميل اسرائيل ثمن اي عدوان على سورية"، مشيرة الى ان شردور "تعهد بالعمل على تحقيق دور اوروبي اكبر في عملية السلام". الى ذلك، حصل الاسد على دعم الماني لعملية الاصلاح في بلاده. واوضحت المصادر ان "ورشات عمل" تشكلت لتعزيز التعاون بين البرلمانيين ورجال الاعمال بحيث يقام مركز للغرفة التجارية العربية-الالمانية في دمشق ومركز لاعتماد معايير الجودة الالمانية وتعزيز التعاون العلمي.