أكد الرئيس بشار الاسد امس خلال لقائه المبعوث الاميركي الى عملية السلام في الشرق الاوسط السيناتور جورج ميتشل «اهمية الدور التركي في عملية السلام»، لافتاً الى ان «الحكومة التي تعلن صراحة عدم رغبتها بالسلام لا يمكن اعتبارها شريكاً حقيقياً فيه». وكان الاسد استقبل ميتشل والوفد المرافق له بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وافاد ناطق رئاسي ان اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة تناول «العلاقات الثنائية وآفاق السلام والأوضاع في المنطقة»، اذ اطّلع الرئيس السوري من ميتشل على «الجهود الأميركية لتحريك عملية السلام، وأكد ميتشل سعي بلاده الى تحريكها على المسارات كافة». ونقل الناطق عن الاسد تأكيده «موقف سورية المبدئي الداعي الى تحقيق السلام العادل والشامل»، وقوله ان «الحكومة التي تعلن صراحة عدم رغبتها بالسلام لا يمكن اعتبارها شريكاً حقيقياً فيه»، قبل ان يشدد على «أن إقامة السلام تتطلب إنهاء الاحتلال وإعادة الحقوق وأهمية الدور التركي في عملية السلام». واوضح الناطق ان اللقاء، وهو الثالث منذ تعيين ميتشل في هذا المنصب، تضمن «التأكيد على أن السلام يسهم في حل الكثير من القضايا الشائكة في الشرق الأوسط، وأن التأخر في حلها يزيد في تعقيدها». وبعد اللقاء، قال المبعوث الاميركي ان الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ملتزمان تحقيق السلام في الشرق الاوسط «بما يتضمن سلاماً بين اسرائيل والفلسطينيين، وبينها وسورية ولبنان». وزاد: «بالتأكيد، لسورية دور مهم تقوم به في هذه الجهود مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي»، مشيرا الى ان هذا الموضوع كان ضمن النقاش الذي حصل امس. واضاف ميتشل ان النقاش تناول «طيفاً واسعاً» من الامور المتعلقة بالعلاقات الثنائية، مشيراً الى انه «يتطلع الى البناء على العلاقات الايجابية القائمة للوصول الى تقدم ملموس بالنسبة الى السلام والعلاقات» بين دمشقواشنطن، مع «التطلع الى العودة في المستقبل القريب» الى دمشق. يذكر ان مسؤول ملف المفاوضات السورية في الفريق الاميركي فريدرك هوف زار دمشق الشهر الماضي. وافادت مصادر اعلامية بان مساعد وزيرة الخارجية الاميركي للشؤون السياسية وليم بيرنز قد يزور دمشق دمشق الشهر المقبل. وكان الاسد اكد في ثاني لقاء مع ميتشل في تموز (يوليو) الماضي على «الثوابت الوطنية الداعمة للحق العربي في استعادة الأراضي المحتلة من خلال تحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض في مقابل السلام»، فيما جدد السيناتور الاميركي رغبة اوباما في تحقيق السلام الشامل و«بناء علاقة مع سورية على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة ورغبة الإدارة الأميركية الحالية بمناقشة المواضيع المشتركة بصراحة ووضوح»، مؤكدا أن «الإدارة تعمل الآن على تحسين هذه العلاقة»، بحسب بيان رسمي سوري. ومن المقرر ان يتوجه ميتشل الى اسرائيل اليوم، ثم الضفة الغربية غداً حيث كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» في رام الله ان الرئيس محمود عباس سيقدم الى المسؤول الاميركي خيارين من اجل العودة الى المفاوضات، الاول وقف الاستيطان، على الاقل خلال فترة المفاوضات، والثاني قيام الولاياتالمتحدة بالتفاوض مع اسرائيل بالانابة عن السلطة على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، مع تبادل اراض بنسبة تصل الى 3 في المئة لحل مشكلة الكتل الاستيطانية. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو رفض «اقتراح حل وسط» طرحه عباس على الاميركيين، ويقضي بأن تجمد اسرائيل سراً أعمال البناء في مستوطنات القدسالمحتلة لمدة ستة اشهر يصار خلالها الى استئناف المفاوضات.