ظهر تباين في مواقف سورية والمانيا من توصيات "لجنة ميتشل" خلال محادثات الرئيس بشار الأسد في برلين في اليومين الأخيرين، التي اظهرت دعماً المانياً كبيراً لمشروع الاصلاح والتحديث الداخلي في سورية. وقال مسؤول سوري ل"الحياة" إن المسؤولين السوريين عبروا عن اقتناعهم بوجود "تراجع في المبادرات الخاصة بعملية السلام، إذ أن "خطة تينيت" قزمت تقرير لجنة ميتشل الذي كان بدوره قزم المبادرة الاردنية - المصرية"، لافتاً إلى أن الأسد "أخذ على هذه المبادرات عدم حديثها عن قرارات الشرعية الدولية في شكل واضح". في المقابل، أبلغ المستشار الالماني غيرهارد شرودر إلى الرئيس السوري ان "تقرير ميتشل" لا يزال "الآلية الوحيدة الموجودة" لحل المشكلة على المسار الفلسطيني وللخروج من الأزمة الراهنة. واختتم الاسد، أمس، أول زيارة له الى المانيا بمحادثات اجراها مع كل من الرئيس يوهانس راو ووزير الخارجية يوشكا فيشر. راجع ص وقالت مصادر رسمية سورية في دمشق إن الوزير فيشر أبلغ الأسد في لقائهما امس "ان تقرير ميتشل ينظر اليه على انه خطوة للخروج من الوضع الراهن، وانه ليس بديلاً من القرارات الدولية"، وان فيشر "اكد رغبة الاتحاد الاوروبي في المساهمة في عملية السلام في شكل فاعل الى جانب الولاياتالمتحدة والامم المتحدة بالاستناد الى القرارات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وضرورة ان تتحرك عملية السلام على المسارات كافة". ونقلت المصادر عن الأسد تأكيده لوزير الخارجية الالماني ضرورة "استناد الدور الاوروبي الفاعل الى المرجعيات الدولية والى معايير واضحة لتقويم اداء الاطراف المعنية بعملية السلام وتجسيد ذلك الدور بمواقف لها فاعلية على الأرض وصولاً إلى تحقيق سلام عادل وشامل". وكان البحث عن دور اوروبي في عملية السلام أحد الدوافع الأساسية لزيارتي الأسد السابقتين الى كل من اسبانيا في أيار مايو الماضي وفرنسا في حزيران يونيو، كما انها ستكون في صلب زيارته المرتقبة الى لندن في الخريف المقبل، اضافة الى سعي الرئيس السوري إلى الحصول على دعم اوروبي لمشروع الاصلاح الاقتصادي الذي طرحه منذ وصوله الى الحكم قبل سنة. وعندما قال الرئيس السوري خلال مأدبة العشاء مساء اول من أمس "اننا ماضون قدماً في تطبيق خطة متكاملة للتطوير والتحديث معتمدين في ذلك على امكاناتنا الذاتية اولاً وعلى الدعم الذي يأتينا من البلدان الصديقة ثانياً"، تعهد شرودر علناً العمل مع الشركاء الاوروبيين "كي يساعدوكم على تحقيق النجاح لعملية الاصلاح والتجديد التي تسعون إليها". وقال مخاطباً الرئيس السوري: "إن الاصلاحات في بلدكم التي تستهدفونها تتطلب محيطاً سليماً فلا رخاء مضموناً بلا سلام وعلى العكس أيضاً لا سلام دائماً وممكناً من دون تنمية الاقتصاد".