اسفرت محادثات الرئيس بشار الأسد مع المبعوث الاميركي الى عملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل عن الاتفاق على ان قضايا المنطقة «متداخلة والتقدم في حل إحداها يسهم في دفع المسائل الأخرى» في الشرق الاوسط وعلى «التطلع» الى اقامة علاقات سورية - اميركية «طبيعية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين». ووصف المبعوث الأميركي محادثاته مع الرئيس الأسد بأنها كانت «جوهرية»، مؤكداً ان لسورية «دوراً محورياً» في تحقيق السلام الشامل، وانه «يتطلع» الى استمرار الحوار مع دمشق. وعلمت «الحياة» ان زيارة ميتشل، وهي الأرفع لمسؤول اميركي منذ بداية 2005، تشكل «بداية لخطوات اخرى» تتمثل بقيامه بزيارات متكررة لدمشق وقيام مسؤولين آخرين بزيارات منفصلة الى العاصمة السورية. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية ان محادثات الوفد الاميركي في شأن العراق اول من امس كانت «ايجابية وبناءة»، وانها لم تتضمن توجيه أي اتهامات لدمشق، بل «سماع رأي سورية في كيفية التعاون على أساس المصالح المشتركة». وشمل لقاء الرئيس الأسد مع ميتشل جلستين من المحادثات: موسعة لمدة نصف ساعة، وثانية مغلقة اقتصرت على الرئيس االسوري والمبعوث الاميركي، واستمرت زهاء ساعة ونصف الساعة. وأفاد ناطق رئاسي بأن ميتشل اطلع الأسد على «نتائج جولته في المنطقة والرؤية الاميركية لعملية السلام، وأنه أكد التزام الادارة الاميركية الجديدة والرئيس باراك اوباما بتحقيق سلام شامل في المنطقة». واضاف الناطق ان الرئيس الاسد «شرح الموقف السوري الثابت والساعي الى تحقيق السلام العادل والشامل المبني على اساس المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، مبرزاً أهمية الحوار الجاد والبناء المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في الوصول الى رؤية واضحة ودقيقة للسلام المنشود». وإذ أكد الرئيس الأسد «حرص سورية على عروبة العراق ووحدة أراضيه»، اشار الناطق الى ان الجانبين «اتفقا على ان المسائل فى المنطقة متداخلة وان التقدم في حل أي مسألة يسهم فى دفع المسائل الاخرى في الاتجاه الايجابي»، وانهما «عبرا عن تطلعهما الى اقامة علاقات سورية - اميركية طبيعية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين». وقالت مصادر سورية ل «الحياة» إن المحادثات كانت «ايجابية جداً»، وتناولت جميع القضايا في المنطقة بما فيها الوضع في العراق والأراضي الفلسطينية والعلاقات الثنائية، وان ميتشل كان «مهتماً بالتفاصيل وبكل آفاق العلاقة»، مكرراً التزام إدارة بلاده «تحقيق السلام الشامل وليس على مسار من دون آخر». ورأت المصادر أن المحادثات شكلت «بداية لمناقشة العلاقات الثنائية بكل جوانبها»، وان هناك «الكثير من العمل الواجب القيام به»، مشددة على ان «النقطة الاساسية هي ان تقوم العلاقات الثنائية على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». وعلم ان كل طرف «طرح رأيه» ازاء المسائل المطروحة وان المرحلة المقبلة ستشهد لقاءات اخرى ل «متابعة الحوار» والبناء على المصالح المشتركة. وكان ميتشل قال للصحافيين في القصر الرئاسي، ان ادارة اوباما «ملتزمة بنشاط وعزم لتحقيق السلام الشامل»، وان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قالت بوضوح انها تريد تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل وسورية وبين اسرائيل ولبنان و «تطبيعا كاملا للعلاقات بين اسرائيل والدول المجاورة لها». واضاف ان السلام الذي تريده واشنطن «شامل. نحن واعون للصعوبات الماثلة امامنا، ومع ذلك نتشارك الالتزام بخلق الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات حالا وان تنتهي بنجاح»، لافتا الى ان «دعم هذه الجهود بخطوات ملموسة هو في مصلحة جميع من يسعون الى السلام من الاميركيين والاوروبيين والعرب والاسرائيليين».