تثير رسالة بعث بها النائب العربي في الكنيست طلب الصانع الحزب الديموقراطي العربي الى رئيس الحكومة ارييل شارون يطالبه فيها بإصدار تعليماته للسلطات المختصة للسماح له بالقيام بجولة تفقدية في المفاعل النووي في ديمونة، ردود فعل غاضبة في اوساط اليمين الذي يتهم الصانع ب"استفزاز لا يحتمل". واشار الصانع في رسالته الى حقيقة حصول ارتفاع حاد في عدد المصابين من ابناء القرى البدوية في النقب المجاورة لموقع المفاعل بأمراض سرطانية، وان مستخدمين فيه اصيبوا بهذه الامراض نتيجة الاشعاعات الصادرة عنه مما ينذر بكارثة بيئية شبيهة بتلك التي وقعت في تشرنوبل. ولفت الصانع الى ان نسبة المصابين بالسرطان من أبناء قرية عروعر البدوية المجاورة تفوق المعدل العام في اسرائيل، وانه كممثل للنقب في الكنيست وعضو في لجنة الرفاه والعمل البرلمانية، رأى لزوماً التقدم بطلب القيام بزيارة برفقة اخصائيين ومهنيين للاطلاع على صيانة المفاعل، علماً ان نموذج بنائه قديم جداً ويشكل خطراً جدياً على العاملين فيه والمنطقة المجاورة. وقال الصانع ل"الحياة" انه طالب رئيس الحكومة باعطاء الفرصة للهيئات الدولية لمراقبة الطاقة النووية الاطلاع على مفاعل ديمونة خصوصاً انه لا توجد مراقبة مدنية او لجنة خاصة في اسرائيل تقوم بهذه المهمة. وزاد انه لا يرى اي مبرر لوجود مفاعل نووي في دولة صغيرة وان هذا المفاعل يهدد المنطقة بأسرها. واضاف انه اجرى اتصالات مع هيئات ومؤسسات دولية ومحلية للضغط على الحكومة الاسرائيلية لتمكينه والهيئات المختصة من الاطلاع على ما يدور داخل المفاعل وانه لن يتردد في التوجه الى المحكمة العليا اذا لم يتلق رداً ايجابياً من شارون يسمح له بالزيارة. وانتقد سياسة كمّ الافواه التي تمارسها الحكومة بكل ما يتعلق بالمفاعل وانتقاد "قدس اقداس" المؤسسة العسكرية. وسوّغ النائب العربي في حزب "العمل" نواف مصالحة مسبقاً الرفض المتوقع لطلب الصانع بأن السلطات تمنع نواباً يهوداً ايضاً من زيارة المفاعل، وقال: "ثمة اماكن لا يدخلها سوى القلائل حتى من اليهود ومنها المفاعل النووي حيث يوجد سلاح نووي، كما يبدو، علماً ان اسرائيل لم تنف ذلك رسمياً". الى ذلك تواصلت امس حملة التحريض على النواب العرب وبحثت لجنة الخارجية والامن البرلمانية في مشروع القانون الذي قدمه النائب اليميني يسرائيل كاتس ليكود ويقضي بمنع حزب او شخص خوض الانتخابات اذا ما تبين انه "يؤيد دولة معادية او منظمة ارهابية"، اضافة الى الزام كل نائب بأداء اليمين الدستورية للدولة "كدولة يهودية". وكانت لجنة الداخلية البرلمانية شهدت اول من امس مشادات كلامية بين رئيس بلدية القدس الغربية ايهود اولمرت وانصاره وبين عدد من النواب العرب. واطلق اولمرت الشتائم للعرب وهو يدافع عن جريمته هدم المنازل في شعفاط. وكادت المشادات تتحول الى عراك بالأيدي.