اتهمت موسكو حركة "الاخوان المسلمين" بإدارة المقاومة الشيشانية. عبر لجنة تضم أربعة عرب، فيما ذكر الحاكم المدني للشيشان أحمد قادروف أن القوات الروسية تمارس انتهاكات كثيرة ودعا الى التفاوض مع الرئيس أصلان مسخادوف على شروط لاستسلام مشرف للاخير. نقلت وكالة أنباء "انترفاكس" عن مصدر مسؤول في السلطة الروسية قوله ان عمليات المقاومة يقودها حالياً "الجناح المتطرف" من حركة "الاخوان المسلمين"،، وتتولى الإشراف عليها لجنة تضم القائد الميداني العربي الأصل "خطاب" وثلاثة عرب آخرين يدعون "أبو عمرو" و"أبو عمر" و"أبو الوليد"، إضافة الى القائد الشيشاني المعروف شامل باساييف. وأكد المصدر ان هذه اللجنة تتولى أيضاً الإشراف على توزيع الأموال، ما أدى الى خلافات بين القادة الميدانيين على طريقة الصرف. وأشار المصدر الروسي الى أن "الاخوان" أنشأوا 49 تنظيماً في مختلف جمهوريات ومقاطعات روسيا ودول الكومنولث وهم ينسقون مع "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد الإسلامي" وأسامة بن لادن. ورأوا أن هدفهم هو "إثارة النزعات الانفصالية في المقاطعات الإسلامية وإنشاء ما يسمى بالخلافة الإسلامية العظمى" هناك. وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها مثل هذه الاتهامات، إلا أن الأجهزة الخاصة لم تقدم براهين أو وثائق واكتفت بالإشارة الى "معلومات" تلقتها. ولاحظ المراقبون ان طرح مثل هذه الاتهامات غالباً ما يتزامن مع جهود يبذلها الكرملين لتعزيز مواقعه في الشرق الأوسط وتحقيق تقارب مع الدول العربية. وإلى ذلك، فإن هذه التصريحات بدت أيضاً محاولة لصرف الأنظار عن شكاوى متزايدة من انتهاك حقوق الإنسان في الشيشان. وانضم الى هذه الشكاوى أمس أقرب حليف لموسكو وهو أحمد قادروف الذي قال في حديث الى صحيفة "فيك" ان "أكبر مشكلة تواجهها إدارته هي انتهاكات القوات الروسية". وأضاف أنه "لا يستطيع ان يقول للشعب الشيشاني شيئاً إذا كانت حقوقه تنتهك على يد من يفترض ان يدافع عنها". وشكا قادروف من أن الضباط والجنود الروس "يسكرون ويتعاطون المخدرات ... ويتصرفون عند نقاط التفتيش بلا ضوابط بل ويهينون حتى الوزراء في الحكومة الشيشانية من دون ان يتحملوا مسؤولية". ودعا الى إلغاء نقاط التفتيش والحواجز وسحب جزء من القوات الروسية من الجمهورية ونقل الجزء المتبقى الى ثكنات على أن تتولى الإشراف على الأمن والنظام الشرطة المحلية، شرط ان تعهد رئاستها الى شيشانيين وليس الى روس كما يجري حالياً. وطالب قادروف بالتفاوض مع مسخادوف في شأن تخليه عن صلاحياته وتوفير "ممر أخضر" له كي ينتقل الى ماليزيا حيث يقيم ابنه.