} أثنت موسكو على تصريحات الرئيس الشيشاني المنتخب اصلان مسخادوف دعا فيها الى "طرد المرتزقة السلفيين" ومن بينهم القائد الميداني العربي الأصل خطاب. وفي غضون ذلك، أعلنت مصادر المقاومة مقتل ثمانية أشخاص بينهم متطوعان من اليمن وتركيا، اضافة الى 57 عنصراً من القوات الروسية. اعتبر الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف ان "السلفيين" يسيئون الى سمعة الشيشان في نظر "العالم المتحضر". وذكر ان بقاءهم في أراضي الجمهورية الشيشانية قد يؤدي الى تطور الأحداث وفق السيناريو الأفغاني. ويعكس هذا التصريح الذي ذكرت وكالة "ايتار تاس" انه موجه الى اجهزة الاعلام الغربية، تفاقم الخلافات بين مسخادوف وعدد من القيادات الراديكالية التي توصف بأنها "سلفية" وتتخذ مواقف متشددة حيال موسكو. وكان الزحف الذي قاده "خطاب" العربي الأصل وشامل باسايف على داغستان، الحجة التي بررت دخول القوات الروسية الى الأراضي الشيشانية في عام 1999 وذلك في اطار الحرب القوقازية الثانية. وامتدح مساعد الرئيس الروسي للشؤون الاعلامية سيرغي ياسترجيمبسكي تصريحات مسخادوف. وقالت انها تدل على ان الأخير "بدأ يفهم الضرر الهائل الذي ألحقته بالشعب الشيشاني الايديولوجيا السلفية الوافدة من الخارج". وأضاف، ان مسخادوف لو كان توصل الى هذه القناعة قبل فترة "لربما لم يصل الى وضعه الحالي المزري الذي لا يحسد عليه". واعتبر ياسترجيمبسكي أقوال مسخادوف، أول دليل على اقرار الأخير بوجود "مرتزقة اجانب" إلا انه قال ان مسخادوف قد يحجم عن الدخول في "مواجهة علنية مع السلفيين". وكانت موسكو طلبت في الماضي تسليم القادة الراديكاليين المسؤولين عن عملية غزو داغستان كشرط لبدء مفاوضات مع مسخادوف. ورأى المراقبون ان لهجة التعليق الروسي الأخير توحي بأن موسكو قد تعود الى وضع هذا الشرط لفتح آفاق الحوار مجدداً. إلا أن الوضع الميداني يتطور نحو تصعيد يضيق احتمالات التسوية، إذ قامت القوات الروسية بتطويق غروزني و"تمشيط" المدينة. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية ان شوارع العاصمة الشيشانية كانت مقفرة وعطلت المدارس وأغلقت الأسواق وجرت حملات تفتيش واسعة في المدينة. وذكر قائد القوات الروسية في الشيشان الجنرال فاليري بارانوف ان العملية بدأت قبل يومين بهدف احباط محاولات لزعزعة الاستقرار يقوم بها رجال القائد الميداني اربي بارايف بتكليف من مسخادوف. وأعلنت القيادة العسكرية الروسية عن مقتل 20 مقاتلاً شيشانياً، قالت ان بينهم اجنبيين لهم صلة بتنظيمات "الاخوان المسلمين". ومن جانبه، ذكر موقع "صوت القوقاز" على الانترنت ان ثمانية مقاتلين قتلوا وبينهم قائد احدى القطعات الخاصة "الأمير أبو جعفر" وهو من اليمن وقائد وحدة متطوعين من تركيا "الأمير أبو بكر". وأكد الموقع ان اشتباكات ضارية جرت خلال الساعات ال24 الماضية وقتل خلالها 57 عنصراً من القوات الروسية بينهم 35 في انفجار عبوات ناسفة تحت قطار مدرع. وأعلن في موسكو أمس، ان قائد القوات الروسية بارانوف سيمضي 45 يوماً في اجازة ويتولى مهامه في هذه الأثناء قائد قوات القوقاز غينادي تروشيف. ولاحظ المراقبون ان تروشيف كان تولى هذا المنصب في فترات سابقة، واعتبر من الجنرالات الذين حققوا سلسلة "انتصارات" ورشح الى منصب أرقى. لذا فإن تعيينه مجدداً قد يكون سببه قلق موسكو من التطورات الأخيرة.