أعلنت مصادر أمنية روسية ان قيادة حركة "طالبان" أيدت تشكيل "حكومة جهاد" في الجمهورية الشيشانية ووافقت على طلب راديكاليين شيشانيين اقصاء الرئيس المنتخب أصلان مسخادوف. أعلنت مصادر في الأجهزة الأمنية الروسية ان موسكو حصلت على معلومات عن اجتماع عقد في افغانستان قبل أيام، وحضره زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر والرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربييف، اتفق خلاله الجانبان على تشكيل "قيادة جديدة" في الشيشان بعد استنتاج ان مسخادوف "لم يعد أهلاً للثقة". وبحسب المصادر الروسية نفسها، فإن اجتماع أفغانستان خرج بقرار اسناد رئاسة "حكومة الجهاد" الى القائد الشيشاني المتشدد شامل باساييف، على ان يتولى القائد العربي الأصل خطاب الاشراف على الجناح العسكري للمقاومة، ويقوم ياندربييف بمهام وزير الخارجية. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن الأجهزة الأمنية ان عمر "هنأ سلفاً" كلاً من باساييف وخطاب، ووعد بارسال "مساعدة شاملة" في حين كلف ياندربييف الانتقال الى باكستان للحصول على دعم من المنظمات المتشددة. ومعروف ان هناك خلافات بين مسخادوف الذي يعد معتدلاً وبين الجناح المتشدد بشقيه العسكري باساييف وخطاب والسياسي ياندرببيف ومولودي اودوغوف. وكان مسخادوف اعترض على غزو أراضي داغستان وعمليات أخرى قام بها المتشددون، لكنه رفض التجاوب مع طلب موسكو تسليمهم لمحاكمتهم، كشرط لبدء مفاوضاته معه. وأشار مراقبون الى ان التسريبات من "الاجهزة الامنية"، قد تهدف الى تعميق الشقاق داخل حركة المقاومة او تحقيق اغراض سياسية اخرى، خصوصاً أن نبأ الاتفاق على تشكيل "قيادة جديدة" للمقاومة لم تؤيده حتى الآن مصادر شيشانية أو أفغانية. وقال ل"الحياة" خبير في شؤون القوقاز ان التسريب الأخير، حتى اذا لم تتأكد صحته، فانه موضوعياً يدعم مواقف الأطراف الداعية الى التفاوض مع مسخادوف بوصفه ممثلاً للشرعية وكونه قائداً عسكرياً وسياسياً معتدلاً. وكان عدد من قادة منظمات حقوق الانسان وجهوا نداء أمس الى رؤساء الدول المشاركة في قمة "السبعة الكبار" في جنوا، دعوهم فيه الى حض روسيا على وقف انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان والشروع في مفاوضات مع مسخادوف لابرام اتفاق سلام. وذكر ميخائيل كوجوكين رئيس تحرير صحيفة "ازفيستيا" الذي كان بين عدد من الصحافيين الأوروبيين الذين قابلوا الرئيس الأميركي جورج بوش عشية جولته الحالية، ان الملف الشيشاني سيكون من محاور النقاش في قمة بوش - بوتين غداً السبت.