بيروت - "الحياة" - أكد رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود أمس "ان محاولة الإبقاء على بعض المظاهر التقسيمية في البلاد أمر لا يمكن القبول باستمراره، اذا كنا نريد فعلاً دولة قوية وقادرة ولجميع أبنائها". وقال امام زواره، تعليقاً على التجاذب الذي يشهده موضوع توحيد فروع الجامعة اللبنانية: "ان قرار بناء الدولة القوية والقادرة والواحدة وطيّ صفحة الحرب وإزالة آثارها قرار نهائي لا رجوع عنه". وأضاف: "أن أي محاولة للإبقاء على صيغ تقسيمية في البلاد تحت أي ذريعة كانت، لن يقبلها اللبنانيون الذين يتوقون الى تعزيز دولة القانون والمؤسسات، بعدما عانوا تشرذم الدولة وتفكك مؤسساتها واضمحلال دورها". وشدد على "أن الجامعة اللبنانية كانت، ويجب ان تعود، صرحاً تربوياً وطنياً بكل معنى الكلمة ينصهر فيه الشباب اللبناني في بوتقة واحدة لأنهم اساس مستقبل الوطن وبناة غده، ولا بد من أن تكون نشأتهم التربوية وحياتهم الجامعية مبنية على الأسس التي تعزز الوحدة الوطنية وتقوّيها في مناخ من الحرية والديموقراطية، مصونين بموجب الدستور والأنظمة المرعية الإجراء"، موضحاً "ان توحيد فروع الجامعة في بيروت وجبل لبنان خطوة مهمة ستليها خطوات اخرى على طريق إزالة الرواسب التي خلّفتها الحرب والتي كانت سبباً في إضعاف الجامعة وتفريغها وتقسيمها". وأضاف: "كلما طرحت للبحث خطوة توحيدية، تتعالى أصوات من هنا وهناك تنتقد وتحذّر وتلقي ظلالاً من الشكوك، مستبقة بذلك الاجراءات التي ستعتمد والآلية التي ستوضع لتنفيذ هذه الخطوة والتوقيت ومدة التنفيذ، الأمر الذي يعكس اتجاهاً لدى البعض يقضي بالرفض الدائم للإبقاء على بعض المظاهر التقسيمية في البلاد". وأكد "ان للتوحيد بعداً تربوياً يوازي، في أهميته، البعد الوطني لأنه سيؤدي حتماً إلى استعادة الجامعة قدراتها الاكاديمية المشتّتة على الصعيد التعليمي وسيوحّد مستوى خريجيها فضلاً عن ترشيد الانفاق فيها". وأشارإلى ان "امام اللجنة الوزارية مهمة وضع الآلية لتحقيق عملية الدمج لعرضها على مجلس الوزراء ضمن المهلة المحددة". في هذه الأثناء، توالت ردود الفعل على طرح مسألة توحيد فروع الجامعة، فاعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي انه طرح في صورة مفاجئة. وقال: "كان الأجدر بمجلس الوزراء ان يبادر بتعيين العمداء الاصيلين ليتم لاحقاً إطلاق مجلس الجامعة المعطل منذ نحو سنتين لأسباب غير مجهولة، والذي نعتقد انه المرجع الأكاديمي الاساسي الذي يمكن ان يقدم رأياً عند طرح قضية توحيد الفروع". وإذ أيّد الحزب المطالب المحقة لرابطة الاساتذة وتحديداً استقلال الجامعة وإعادة تفعيل المجالس التمثيلية وتعيين العمداء وصولاً الى استعادة مجلس الجامعة دوره، شدد على ضرورة التقيّد بوثيقة "يونيسكو" 1998 القاضية باستقلال المؤسسات الجامعية لتتمكن من اتخاذ قراراتها. واكد رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور بهيج الرهبان "ان مشروع توحيد الجامعة يجب ان يستند الى دراسة شاملة على أن تُعدل المناهج قبل تنفيذ هذه الخطوة، لأن التوحيد العشوائي سيؤدي الى عكس النتيجة المرجوة". ورأى "ان الحل يجب ان يبدأ بتعيين عمداء وإحياء المجالس التمثيلية". واشار الى سلسلة خطوات ستقوم بها الرابطة، بينها اعتصام في 23 أيار مايو الجاري امام وزارة التربية، واستدعاء الطلاب وتوعيتهم وتوجيه رسائل الى المعنيين. وحذّر من خطوات تصعيدية في حال لم تستجب مطالبهم.