} كشف رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف اسراراً عن "مطبخ" الكرملين في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن الذي "فقد السيطرة على السلطة وتولت الحكم باسمه عائلة تضم ابنته وعدداً من رجال المال المتنفذين ومدير الديوان الرئاسي الحالي الكسندر فولوستين. وخصّ بريماكوف مدير الديوان الرئاسي حالياً باتهاماته، في ما اعتبر تنسيقاً مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين. أعد يفغيني بريماكوف كتاباً عنوانه: "ثمانية اشهر "..." ضمنه تفاصيل عن فترة رئاسته الحكومة والمؤامرات التي حيكت لاسقاطها. وفي فصل "العائلة والرئيس وأنا" الذي نشرت مقتطفات منه صحيفة "موسكوفسكي كمسمولتس" امس، اكد بريماكوف ان "العائلة" بدأت تعمل ضده حينما علمت أنه اصدر ايعازات الى الاجهزة المعنية بالتحقيق في تهريب بلايين الدولارات الى الخارج والتصدي للاجرام المنظم والاقتصاد غير الرسمي. وقال ان هذه النيات اثارت غضب "الذين دسوا ايديهم في جيب الدولة" فشنوا حملة ضارية على رئىس الوزراء كان محركها الاساس الكسندر فولوستين نائب مدير الديوان الرئاسي آنذاك والذي يشغل حالياً منصب مدير الديوان. وقام فولوستين بتحريض يلتسن ضد الحكومة مستغلاً جهل الرئىس آنذاك في الشأن الاقتصادي. وبهدف الحد من نفوذ بريماكوف عيّن الجنرال نيكولاي بورديوجا مديراً للديوان الرئاسي إلا انه لم يبرر" الآمال. ولذا طلبت "العائلة" من يلتسن اقصاءه. وقال بريماكوف ان بورديوجا سلمه تسجيل مكالمة هاتفية بينه وبين يلتسن ابلغه الرئيس فيها "قراره". ورد مدير الديوان قائلاً ليلتسن: انه ليس قرارك بل فرضته عليك ابنتك تاتيانا دياتشينكو بطلب من المجموعة التي عرفت باسم "العائلة" وضمت فولوستين ومدير الديوان الاسبق فالنتين يوماشيف ورجال الاعمال بوريس بيريزوفسكي ورومان ابراموفيتش وألكسندر ساموت وهم يهود جميعاً. وشدد بورديوجا على ان قرارات هذه المجموعة "معادية لمصالح الدولة ... التي تدار باسم الرئىس وليس من قبله". وبدا ان يلتسن اعترف بالأضرار الناجمة عن تسلط "العائلة" وقال لبورديوجا: "لم اكن اتوقع انهم المجموعة وصلوا الى هذه الدرجة من القوة ... لكنني سأطردهم وتبقى انت رئىساً للديوان". ولم يوافق بورديوجا إلا بشرط ان يقصى عن الكرملين كل افراد المجموعة بمن فيهم ابنة الرئىس. ووعد يلتسن خيراً لكنه في مساء اليوم ذاته وقّع مرسوماً بإعفاء بورديوجا؟ وأكد بريماكوف ان المجموعة الحاكمة باسم يلتسن كانت ترتب الامور لكي تستثمر في تكوين الثروات والسيطرة على مقاليد الحكم من دون ان تتعرض لمساءلة او خطر. واعتبر ان الاكثر خطراً بين افراد "العائلة" هو بوريس بيريزوفسكي الذي كون "ثروة فاحشة بسرعة ضبابية" وأراد ان يحكم البلد. ويعتبر فضح بيريزوفسكي تحصيلاً حاصلاً، اذ ان هذا البليونير هرب من روسيا وبدأ يجاهر بنيّته اسقاط الرئىس الحالي فلاديمير بوتين. مدير الديوان الرئاسي ولكن اللافت في مذكرات بريماكوف انها تضمنت للمرة الاولى هجوماً ضارياً وموثقاً ضد فولوستين المدير الحالي للديوان الرئاسي والذي يحتل المرتبة الثانية بعد بوتين في سلم الاهمية. وأشار مراقبون الى ان الرئيس يتحين الفرص لإبعاد مدير ديوانه الذي كان "ورثه" مع كرسي الكرملين، واعتبروا ان نشر فصل من كتاب رئىس الوزراء السابق قد يخدم مصالح رئىس الدولة. وقد يكون من المهم التنبيه الى العلاقة الوثيقة التي تربط بوتين وبريماكوف. فكلاهما تخرج في مدرسة "كي جي بي" جهاز الاستخبارات السوفياتية.