غادر نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام غرفة الانعاش في مستشفى نيني في طرابلس صباح امس، ليشرف ظهراً على ادخال العلاقات الرئاسية اللبنانية التي استبدت فيها الخلافات غرفة العناية الفائقة في القصر الجمهوري في بعبدا. راجع ص6 فما إن استعاد خدام عافيته، بعدما اغمي عليه نتيجة إعياء والتهاب معوي، يوم الأحد، اثناء إلقائه خطابه في الاحتفال الحاشد في الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي، حتى استأنف نشاطه. فزار آل كرامي يتقدمهم رئيس الحكومة السابق عمر كرامي في طرابلس، وأعلن من هناك مواقف سياسية اقليمية لافتة، فأكد ان عملية السلام "غير موجودة لأن الاسرائيليين عطّلوها". وقال ان سورية "ستردّ بكل إمكاناتها عندما تعتدي عليها اسرائيل"، وأن "ما من لبناني يريد ان يكون لبنان شوكة في خاصرة سورية". وبانتقال خدام الى بيروت، حيث وافاه قائد جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، سبقته اتصالات اجراها والقيادة السورية مع رئيس الجمهورية اميل لحود شكر له فيها اطمئنانه الى صحته وإيفاده نجله لهذا الغرض، وتم خلالها الاتفاق على غداء بدعوة من لحود لنائب الرئيس السوري وكنعان في حضور رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، بعدما تعذر التواصل بينهم حتى على الهاتف بسبب تراكم الخلافات وآخرها انتقادات بري المبطّنة للعهد والأجهزة، كذلك نواب موالين للحريري في الجلسة النيابية الأخيرة، وهو ما اعتبره لحود استغياباً له اثناء زيارته فرنسا، وتوزيعاً للأدوار ضده بين رئيسي المجلس والحكومة. ورافق بري والحريري خدام وكنعان الى القصر الجمهوري، حيث بدأ اللقاء بتبادل القبل وتهنئة لحود بعودته من زيارته فرنسا. وإذ شهد قصر بعبدا اول اطلالة لخدام على الملف الداخلي اللبناني منذ ما قبل انتخاب الرئيس لحود في العام 1998، وبعد وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد، فإنه كان استبقه بدعوة بري والحريري اثناء زيارتيه لكل منهما قبل الظهر بدعوة المسؤولين اللبنانيين الى وجوب معالجة الخلافات في هدوء، والالتقاء وتبادل الرأي بصراحة، ملاحظاً وجود مقدار كبير من الشحن السياسي في لبنان، في وقت تحتاج الظروف الى المزيد من التكاتف والتماسك لمواجهة الأوضاع الخطيرة في المنطقة. وبعد انتهاء لقاء القصر الجمهوري، رافق بري والحريري خدام في السيارة الى بلدة شتورة في البقاع. ولم تصدر عن المجتمعين تصريحات. إلا أن بياناً صدر مساءً عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية اشار الى انتهاء الاجتماع الذي "عقده" الرئيس لحود مع خدام، في حضور بري والحريري واللواء كنعان بعد الغداء. وقال ان الرأي "كان متفقاً على ضرورة تحصين الوضع الداخلي وتدعيمه لمواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الرؤساء تناولوا "الأمور العالقة كافة بينهم وتجاوزوا المرحلة السابقة من الخلافات من اجل مرحلة جديدة من التعاون ستأخذ الأمور فيها مجراها الطبيعي والدستوري".