يستقبل الرئيس حسني مبارك في برج العرب بالاسكندرية اليوم وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مستهل جولته في المنطقة. وكان مبارك شدد أمس على ضرورة التحرك الاميركي تجاه قضية الصراع في الشرق الاوسط "فهي أكبر دولة في العالم" و"لها مصالح كثيرة في المنطقة" ستتأثر إن لم تدفع وتساهم في إيجاد حل لعمليات العنف التي قد تنقلب الى إرهاب. وقال مبارك للصحافيين عقب افتتاحه امس جسر الوراق الجديد على نهر النيل والذي يربط بين القاهرة ومحافظتي الجيزة والقليوبية إن "مسرح الارهاب سيكون فظيعاً في العالم ونحن كلنا سنتأثر"، مؤكداً ان الدول العربية لا تريد العودة الى الوراء ولذلك "لا بد أن يتحركوا الاميركيون ويعملوا اي شيء"، مشيراً الى ان المسألة ليست في الضغط على الفلسطينيين إنما "نشوف ايه هو الحل العادل الذي يوصلنا الى الطريق السليم". وكشف مبارك عن طلبات بالضغط على الفلسطينيين وتساءل: "أضغط على الفلسطيني... وماذا اقول له؟" واكد مجدداً أن "الفلسطيني مسؤول امام شعبه ونقول له شوف هذه القضية". ودعا الجانب الاسرائيلي الى الا "يكون ظالماً ويطلب المستحيل" وتابع: "لسنا كما كنا في الماضي فلا تستطيع ان تقول لأي رئيس دولة اعمل كذا... الآن يوجد رأي عام وناس تشاهد الاخبار ويعرفون كل شيء، وكلمة أن الحكام يعملون مخالفين الرأي العام للشعوب لا تصلح الآن". وضرب مبارك المثل بالرأي العام في مصر "إذا وجدنا اتجاهه خاطئاً نقوم بالشرح له"، و"إن وجدناه على حق لاپبد أن نتبنى ما يراه الشعب". واعتبر مبارك أن عدم التدخل الاميركي في بداية حكم الرئيس جورج بوش كان خطأ وأرجع ذلك إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون الذي "ذهب إليه بوش وأعطاهم المفاهيم التي يريد أن ينقلها إليهم". وأشار مبارك إلى زيارته لواشنطن وقمته مع بوش وقال: "أنا رحت اتكلمت وأفهمته الموقف" لأنه "لاپبد من وجود أميركي نشط لكي تصل العملية إلى سلام وإلا كلنا سنتأثر". وأعرب مبارك عن أمله في تحقيق السلام، موضحاً في الوقت نفسه أن العملية السلمية تحتاج إلى مجهود "وهي معقدة منذ عام 1949 وستأخذ وقتاً في المفاوضات والعنف ومشاكلها كثيرة". وكشف مبارك أن محادثاته الهاتفية التي تمت هذا الاسبوع مع شارون، وهي الأولى منذ تولي شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بدأت باتصال من شارون "وهو اتصل بي وأنا لم أتصل بأحد واتكلمت معه وأتمنى أن يكون هذا مريحاً للرأي العام ودافعاً للتحرك على طريق السلام لأنه لا مفر من السلام ومن يفر من السلام سينتهي". وأشار مبارك الى أن الفلسطينيين كانوا يريدون ذلك الاتصال.