} في انتظار نتائج الدورة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة الاحد المقبل، بدا الرئيس الألباني السابق صالح بيريشا واثقاً من فوز تحالف "الاتحاد من اجل الديموقراطية" الذي يتزعمه في الانتخابات التي أجريت أول من أمس الأحد، في حين أعلن رئيس الحكومة ايلير ميتا أن حزبه الاشتراكي حصل على أكثر من نصف مجموع أصوات المقترعين. أكد رئيس "الحزب الديموقراطي" المعارض رئيس الجمهورية السابق صالح بيريشا، ان تحالف "الاتحاد من أجل الديموقراطية" الذي يتزعمه حزبه ويضم أربعة أحزاب أخرى "فاز في الانتخابات بغالبية ساحقة". وأعرب رئيس الوزراء الاشتراكي في ألبانيا ايلير ميتا، من جانبه، عن اقتناعه بأن حزبه نال أكثر من خمسين في المئة من اصوات الناخبين، وأنه "سيواصل الانجازات التي حققها خلال السنوات الأربع الماضية، في مجال زيادة فرص العمل وتحسين الرواتب واستتباب الأمن". ويحتاج حسم نتائج هذه الانتخابات الى دورة ثانية الأحد المقبل لبت مسألة الترشيحات في المناطق التي لم يحقق فيها أي من المتنافسين الغالبية المطلقة لأكثرمن نصف عدد المقترعين في الدائرة الانتخابية، وستكون الدورة الثانية بين مرشحين اثنين جاءا في الموقعين الأول والثاني، وتقدم نتائج هذه الدورة صورة لما ستكونه حال البرلمان المقبل لألبانيا. ويستمد الحزب الاشتراكي قوته من الناخبين الجنوبيين، في حين تعد المناطق الشمالية من ألبانيا معاقل ثابتة للحزب الديموقراطي، ما يثير المخاوف من اتساع هوة الانقسامات بين الشمال والجنوب، ويهدد وحدة البلاد. ويتألف البرلمان الألباني من 140 نائباً، ينتخب مئة منهم بغالبية اصوات المقترعين في المناطق، ويتم توزيع الأربعين الآخرين على الأحزاب الرئيسية، اعتماداً على النسبة المئوية لما حصل عليه كل منها من الأصوات في كل البلاد. وهذه الانتخابات هي الخامسة تجرى في ألبانيا منذ سقوط الشيوعية قبل عشر سنوات. وكان الاشتراكيون جاءوا الى السلطة في انتخابات العام 1997التي حصلوا فيها على أكثر من ثلثي مقاعد البرلمان، إثر اضطرابات شعبية عنيفة ارغمت الرئيس بيريشا على الموافقة على تنظيم انتخابات مبكرة، ومن ثم الاستقالة من الرئاسة بعد انتصار الاشتراكيين فيها. واعتبر المراقبون الأوروبيون أن هذه الانتخابات لم تنتهك النزاهة "ما دام المسار الديموقراطي لحق التصويت لم يتعرض خلالها لعمليات تخريب منظمة"، على رغم أعمال العنف المتفرقة التي شابتها في العاصمة تيرانا وعدد من المناطق الشمالية. وبدا واضحاً من التصريحات ان الغرب لا يرغب في حصول تغييرات في السلطة في ألبانيا، بعدما أثبت الاشتراكيون خلال السنوات الأربع من حكمهم، التزامهم نهج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في التعامل مع المشكلات الألبانية في البلقان. ويأمل الغربيون أن يضمن فوز الاشتراكيين عدم انخراط ألبانيا في النزاع الراهن مع السكان الألبان في كل من كوسوفو ومقدونيا، والذي سيزيد من مخاطر عدم الاستقرار في البلقان.