شهدت منطقة القبائل، أمس، هدوءاً ملحوظاً لليوم الثاني على التوالي ومن المقرر أن تشهد المنطقة اليوم مسيرة سلمية دعت الى تنظيمها "مؤسسة معطوب الوناس" التي ترأسها مليكة شقيقة المطرب البربري الذي اغتيل قبل ثلاث سنوات. وتبدي اوساط في المنطقة مخاوف من ان تنتهي التظاهرات الى مجابهات شديدة بين المتظاهرين وقوات الامن، خصوصاً في ظل قرار منع التظاهر في الجزائر والتوتر الذي تعرفه المنطقة من جراء المواجهات العنيفة في الشوارع منذ حوالى شهرين ولجوء المتظاهرين إلى استعمال القنابل الحارقة للرد على قوات الدرك. والتقت أمس "تنسيقية العروش والدوائر والبلديات لتيزى وزو" في بلدة ماكودة للنظر في ما يمكن القيام به خلال الأيام المقبلة سواء لجهة تهدئة الأوضاع أو تنظيم مسيرة جديدة في العاصمة في الخامس من تموز يوليو المقبل لمناسبة عيد الاستقلال. وأكدت مصادر متطابقة وجود نوع من الليونة في مواقف "العروش" بعد اتصالات أولية لتنظيم لقاء مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للبحث في تطورات الوضع في المنطقة. وأعلنت "تنسيقيات" ما بين الولاية في بجاية، أمس، إلغاء المسيرة المقررة في العاصمة في 5 تموز وينتظر أن يتم الحسم في الموضوع خلال لقاء الخميس المقبل بين ممثلي "عروش" تيزي وزو وبجاية للخروج بموقف موحد، كما تم إبداء نوع من المرونة في القضايا الأخرى مثل رحيل قوات الدرك من المنطقة وهو أحد أبرز مطالب عريضة النقاط ال14 التي رفعت الى بوتفليقة وترددت اقتراحات بتقليص عدد عناصر الدرك والاستعانة بفرق الشرطة والجيش. من جانب آخر، تعقد حركة مجتمع السلم الشريكة في الائتلاف الحكومي الاربعاء المقبل، دورة لمجلسها الشوري اعلى هيئة قرار بين مؤتمرين لدراسة تطورات الوضع. وذكرت مصادر قريبة من الحركة ان رئيس الحركة السيد محفوظ نحناح "قد يدعو الجيش الى التدخل لأن الظروف الحالية تحتم خروج المؤسسة العسكرية بموقف معلن لا يقل وضوحاً عن موقفها من الحملات الاعلامية التي استهدفتها سابقاً". وافادت مصادر متطابقة ان الحياة عادت الى طبيعتها في ولايات القبائل والمناطق التي شهدت مواجهات اخيراً. وتم فتح المحلات التجارية والمرافق العمومية. لكن ذلك لم يمنع الآثار السلبية للاضطرابات الاخيرة على حياة المواطنين. ويبدو ان عدداً كبيراً من المواطنين حرموا من السيولة المالية بعد تعرض فروع المصارف والبريد للحرق على ايدي المتظاهرين وتلاحظ تجمعات كبيرة امام مقرات البريد والمصارف التي نجت من التخريب لسحب بعض المبالع. وتعاني بلديات ودوائر منطقة القبائل قلة السلع الاستهلاكية والخضر والمؤونة بسبب توقف حركة تجارة الجملة من والى اسواق الجملة في الولايات القريبة. وانعكس ذلك زيادة كبيرة لأسعار بعض انواع الخضار خصوصاً في ولاية تيزو وزو. ولوحظ ايضاً ان اسواق ولايتي بجاية والبويرة وحتى اسواق العاصمة، شهدت اضطراباً لحركة التموين بالخضر للاسباب ذاتها. الى ذلك ذكرت تقارير صحافية ان نحو عشرين عنصراً من "الجماعة الاسلامية المسلحة" قتلوا في هجوم واسع لوحدات من الجيش منذ الثلثاء الماضي في المنطقة الجبلية الفاصلة بين ولاية الشلف 200 كلم غرب العاصمة وولاية غليزان 300 كلم غرباً. وعلم ان الحصار الذي فرضته وحدات الجيش في اعالي جبال بوركبة ومنكورة ما زال متواصلاً. وقد استعملت فيه الطائرات المروحية وقاذفات من نوع "ميغ 21" التي قصفت عدداً من المغارات المنتشرة في هذه الجبال الوعرة حيث يرجح ان تكون بعضها ملجأ لعناصر "الجماعة". وجاءت العملية في اعقاب الكمين الذي نصبته جماعة مسلحة الاسبوع الماضي لعناصر فرقة من الجيش كانت في طريقها الى نجدة سكان دوار القدادرة.