خرج آلاف الجزائريين في ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة بمنطقة القبائل أمس في مسيرات بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للربيع الأمازيغي. واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين أمام جامعة ولاية تيزي وزو، ما أدى إلى تسجيل عدد من الإصابات في صفوف الطرفين، وامتدت الصدامات إلى وسط المدينة. وذكر شهود عيان أن آلاف الأشخاص خرجوا في مسيرة سلمية انطلقت من الجامعة باتجاه مقر ولاية بجاية. واعتقلت الشرطة عدداً من الطلبة بالقرب من المحطة البرية في ولاية البويرة قبل أن تضطر لإطلاق سراحهم لاحقاً تحت ضغط المتظاهرين الذين كان بينهم ناشطون من حركة استقلال القبائل. ورفع المتظاهرون في الولايات الثلاث شعارات معادية للنظام وأخرى تطالب بترسيم اللغة الأمازيغية. وفي سياق متصل نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الأحد أن 14 جندياً قُتلوا في كمين نصب لهم مساء السبت في قرية بودرارن على بعد 40 كيلومتراً من تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية. وقالت الوكالة الرسمية إن أحد عشر جندياً قُتلوا فوراً في مكان العملية بينما توفي ثلاثة آخرون متأثرين بإصاباتهم. وكان مصدر أمني أكد في وقت سابق مقتل 11 جندياً وجرح 14 عند عودتهم من مهمة نحو ثكنتهم قرابة الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي حين فاجأهم مسلحون يرجح أنهم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ووقعت العملية على الطريق الولائي رقم 11 وهو يعبر مناطق كثيفة من الغابات، في مكان مسمى «لاكريير». وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الجنود شاركوا في عملية تأمين الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس وفاز فيها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بولاية رابعة. وأرسل الجيش الجزائري تعزيزات كبيرة إلى المنطقة؛ حيث أكد شهود عيان وصول ما لا يقل عن 40 شاحنة عسكرية تقل جنوداً. ويقوم الجيش الجزائري منذ أكثر من شهر بعمليات تمشيط دورية في منطقة القبائل التي لا يزال يتمركز فيها عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ولا تزال مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تنشط في المناطق الجبلية في شرق الجزائر وخاصة في منطقة القبائل، إلا أن نشاطها الأكبر يتركز في جنوب البلاد على الحدود مع مالي والنيجر. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس أن «محور تيزي وزو – بومرداس – البويرة (في منطقة القبائل) لا يزال يشهد النشاط الأكبر لعمليات مكافحة الإرهاب؛ حيث تم تسجيل أهم النتائج خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2014. وأكدت الوزارة أنه «تم القضاء على 21 إرهابياً في هذا المحور». وأضافت أنه منذ بداية السنة قتل الجيش «37 إرهابياً» على كامل التراب الجزائري، وضبط عشرات الأسلحة الحربية والذخيرة.