مع بدء مجلس الأمن، الثلثاء المقبل، مناقشة اتفاق الاطار الذي اقترحه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لحل في الصحراء الغربية بدل خطة الاستفتاء السابقة، يصبح الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات. وفي الوقت الذي تتريث الجزائر في اعلان موقف رسمي من الاقتراحات، اعلن المغرب ترحيبه الحذر، لكن جبهة "بوليساريو" رفضتها واعتبرتها تخلياً عن الخطة الدولية. واعتبر الأمين العام لجبهة "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز، في رسالة الى انان بعد استقباله الموفد الدولي جيمس بيكر في 5 ايار مايو الماضي "ان أي حل يتجاهل حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وفي استقلاله على أرضه على النحو الذي كرسته قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة والشرعية الدولية... لن يؤدي في نهاية المطاف الا الى تكريس الأمر الواقع الاستعماري في الصحراء الغربية". وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اعرب في رسالة الى انان في 22 ايار مايو الماضي، بعد استقبال بيكر، عن اعتقاده بأن هناك "ضعفاً واختلالاً" في الاقتراحات. وقال: "ان الحل المقترح لا يستجيب تماماً الأهداف المنشودة ولا يتفق تماماً مع اطار التسوية الذي اعتمده مجلس الأمن... كما لا يمكن الضرب صفحاً بجميع جوانب التقدم المحرز في السنوات الأخيرة". وبعدما أشار الرئيس الجزائري الى "خطوات في سبيل الحل، باتفاق هيوستن والاتفاق على اجراء استفتاء لتقرير المصير، قال: "نحن نعتقد بأنه قد يتسنى انطلاقاً من هذه العناصر الايجابية تعبيد السبيل للخروج من الأزمة، وهي سبيل الجزائر مستعدة للاسهام في ايجادها". وإذا كان رفض "بوليساريو" للاقتراحات الجديدة قاطعاً، وعمدت الجزائر الى الاشادة بالخطوات السابقة من دون رفض الاقتراحات الجديدة، أفادت مصادر مطلعة ان المسؤولين الجزائريين يدرسون حالياً الاقتراحات لإعلان موقف رسمي منها قريباً. لكن مسؤولاً قريباً من وزير الخارجية السيد عبدالعزيز بلخادم قال ل"الحياة" أن مواقف بلاده "ثابتة لا تتزحزح" في إشارة إلى تمسكها بخطة السلام الدولية واتفاقات هيوستن. وعلق ديبلوماسي سابق على موقف بلاده بقوله: "ان الجزائر تبدي مرونة أكبر في التعامل مع الملف الصحراوي، لقد فضلت انتظار عرض الاقتراحات المغربية اي تلك التي قدمها انان. وأبدت رغبة بدراستها بدقة حتى لا نتهم بعرقلة أي مسعى للتسوية في الصحراء". ولمح إلى أن بوتفليقة أبدى مرونة كبيرة مع موفدي الملك محمد السادس "حتى لا تتهم الجزائر برهن كل تقارب بين البلدين بتسوية قضية الصحراء. وعلى رغم الضغوط الواضحة على الجزائر والتهديدات التي تعترض وحدتها إلا أن المواقف المبدئية تبقى ثابتة وغير قابلة للمزايدة".