سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشاد بجهود الأمير عبدالله في تعزيز العلاقات السعودية - الإيرانية ولم يستبعد مساعدة عسكرية للفلسطينيين . رفسنجاني ل"الحياة": شعبنا يريد الاصلاحات لكن الاهتمام بالسياسة لا يكفي لتسوية مشاكلنا
اعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ان الإدارة الأميركية لم تقم بخطوات تعبر عن حسن نيتها تجاه بلاده للبدء بمفاوضات ثنائية. وقال في حديث مطول إلى "الحياة" إن طهران لا تُفرق بين حكومات جمهورية وديموقراطية في الولاياتالمتحدة. وأبدى رفسنجاني قلقه من الوضع في المنطقة بسبب السياسة الإسرائيلية، واصفاً انتخاب ارييل شارون بأنه "عمل غير عقلاني إن لم يكن جنونياً"، ومحذراً من أي خطة عدوانية إسرائيلية في المنطقة. وأعلن أن بلاده تواصل دعمها السياسي والمالي للفلسطينيين، ولن تتوانى عن تقديم المساعدات العسكرية إذا لزم الأمر. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الإيرانية - المصرية، وأسفه لعدم تجاوب العراق مع الخطوات الإيرانية. وأشاد بالعلاقة مع السعودية، منوهاً بالجهود التي بذلها ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في تعزيز العلاقات مع إيران. ودعا إلى "مفاوضات جدية" مع الإمارات "قد تكون طويلة لكنها ستتمخض عن حل"، لكنه أضاف: "ان أي بلد آخر مثل إيران لن يكون مستعداً للتنازل في قضية تتعلق بالأرض". وهنا نص الحديث: فلنبدأ من حيث انتهت اليه الانتخابات الرئاسية في ايران. ما أهم الرسائل التي حملتها للداخل والخارج من خلال المشاركة الواسعة التي فاجأت المراقبين؟ - هذه المشاركة الواسعة كانت متوقعة من جانبنا، اذ اننا نعتقد أن شعبنا محب لثورته الاسلامية وبلده، وهو شعب يتمتع بالادراك والوعي وبلغ مرحلة مهمة من الرقي الفكري والسياسي. ونود تذكيركم بأن الانتخابات في ايران مليئة دائماً بالحيوية والنشاط، وهذه هي المرة الثالثة والعشرون التي تجري فيها انتخابات في ظل نظام الجمهورية الاسلامية. ولكن ما أهمية هذه الانتخابات الرئاسية تحديداً؟ - كانت مهمة جداً، خصوصاً ان أعداء ايران سعوا جاهدين الى بث اليأس في نفوس شعبنا لصرفه عن المشاركة في الانتخابات، من أجل ايجاد فصل بين النظام والشعب. لكن مشاركة الجماهير كانت جيدة على رغم ان حجمها كان أقل بمليوني صوت عن الانتخابات الرئاسية السابقة عام 1997، اذ ان التنافس لم يكن جدياً كما في تلك الدورة، لكن الشعب حضر بقوة عند صناديق الاقتراع على عكس كل التوقعات التي سوّق لها أعداء ايران، فالايرانيون يهتمون دائماً بمستقبلهم. من داخل النظام ولكن كانت هناك قراءتان لنتائج الانتخابات، وعلاقتها بالنظام والاصلاحات، بمعنى انها استفتاء على الاصلاح أم على نظام الجمهورية الاسلامية؟ - لا يمكن القول بعدم وجود توجه نحو الاصلاحات في أصوات الناخبين، بل يمكن الجزم بوجود هذا التوجه. لكن الأمر كان دائماً هكذا في ايران، حيث القائد وجميع المسؤولين يحضون الشعب على المشاركة الواسعة، كما ان الشعب يعطي رأيه لمصلحة الرئيس الذي يريد، من داخل النظام سواء كانت نسبة المشاركة مرتفعة أم أقل من سابقتها. فعلى الدوام كانت الفوارق كبيرة بين أصوات الرئيس المنتخب وأصوات منافسيه وهذا ما حصل أيضاً في الانتخابات الأخيرة، ولكن كانت الشعارات فيها مؤثرة وهناك دلالات على أن الشعب يريد الاصلاحات. وكيف ستكون الولاية الثانية للرئيس خاتمي لجهة طبيعة الأولويات؟ - أتمنى ان تتجه سياسة حكومة الرئيس خاتمي خلال السنوات الأربع المقبلة نحو المزيد من الاهتمام بعملية البناء والإعمار، لأن بلادنا بحاجة الى التقدم في مجالات الاعمار والصناعة والتقنية والعلوم، اذ اننا نريد أن نجعل ايران نموذجاً صالحاً نضعه أمام العالم الاسلامي، وهذا لا يتحقق من دون نهضة عمرانية. كذلك، شعبنا بحاجة الى تأمين فرص العمل والوظائف، والاهتمام بالقضايا السياسية لا يكفي لحل هذه المشاكل، ولمن دواعي السرور المصادقة على الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الشاملة، والتي اذا طبقت سيكون وضعنا أفضل من السابق. الظاهر والباطن إسمح لي بالسؤال عن طبيعة العلاقة القائمة بين المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي؟ - ليس هناك شيء مخفي في هذه العلاقة، اذ ان حقيقة كل الأمور بيننا علنية وواضحة، وما يعلنه القائد بالنسبة الى رئيس الجمهورية وما يعلنه الرئيس في شأن القائد هو تعبير عما يدور في الباطن، بمعنى ان الظاهر والباطن واحد. وفي كل الأحوال، كل القوى الثورية في ايران هي قوى مسلمة ومرتبطة بالاسلام والدستور الذي حدد الحقوق والواجبات في شكل واضح. واما التحليلات العوجاء التي يثيرها بعضهم حول هذا الموضوع فليست صحيحة. ماذا عن التجربة الجديدة التي تعيشها ايران الآن والتي باتت تعرف بحكومة الشعب الدينية؟ - هذه هي شعارات الثورة منذ انطلاقتها، اذ ان مصطلح الجمهورية الاسلامية ومصطلح حكومة الشعب الدينية تعبيران عن شيء واحد. فالجمهورية تعني حضور عامة الشعب في الساحة لرسم مستقبله ومصير بلده، اما الاسلامية فالمقصود بها الحضور الشعبي في ظل الاحكام والمعايير الاسلامية وليس خارجها، ومن هنا فإن حكومة الشعب الدينية هي ذاتها الجمهورية الاسلامية. إذا أردنا الحديث عن أهم استحقاقات ايران المستقبلية، هناك العلاقة مع واشنطن وهناك ادارة جديدة في البيت الأبيض. كيف سيكون مستقبل هذه العلاقة بعد التفاؤل الحذر الذي أبدته طهران؟ - نحن لا نرى فرقاً بين الحكومات الأميركية، وما إذا كانت ديموقراطية أو جمهورية، اذ اننا لا نفصل بينهما، بين الجمهوريين والديموقراطيين. نحن نرى ان أي استئناف للعلاقات مرهون بتغيير السياسة الأميركية الاستكبارية تجاه ايران وبعض دول المنطقة، وان تتبع واشنطن سياسة مقبولة تجاه فلسطين، خصوصاً رفع الدعم عن اسرائيل. كذلك عليهم الأميركيين ان يتركوا قضية فلسطين لتجد حلاً داخل المنطقة وليس من خارجها، فلماذا يتم اعتبار اسرائيل وكأنها ولاية من الولاياتالمتحدة الأميركية؟. لنبحث بالتحديد مطلبكم بدء المفاوضات مع واشنطن؟ - عندما كنت رئيساً للجمهورية وضعت علامة لبدء المفاوضات، اذ ان القضايا بيننا يجب أن تحل بالتفاوض. نحن نرى ان على الولاياتالمتحدة ان تظهر حسن نيتها تجاه ايران، وهذه العلامة على حسن النية تكمن في الافراج عن أموالنا المحتجزة في البنوك الأميركية، لأن الاستمرار في احتجازها في الوقت الذي نحتاج اليها هو دليل بارز على العداء. اذا أعادوا أموالنا يكون ذلك تعبيراً عن حسن النية، وبعدها ندخل المفاوضات على القضايا التي بيننا، لكن الأميركيين لم يظهروا حسن نية. ان حكومة الرئيس محمد خاتمي لم تحدد موضوع دفع الأموال كما حددته حكومتي، لكنها دعت الأميركيين الى خطوة تعبر عن حسن النية وعن تغيير في سياستهم ولم نر مثل هذه الخطوة بعد. الأميركيون تخيلوا انهم قاموا بخطوات، كالسماح بدخول السجاد والكافيار والفستق الايراني الى الولاياتالمتحدة، ورفع التعرفة الجمركية وبعض الموانع الأخرى، لكن هذه خطوات صغيرة وجزئية لم تكن ذات أهمية أو تأثير يذكر، وعلى الادارة الأميركية ان تقوم بخطوة مهمة لاثبات حسن نيتها. وهل ما زلتم تعتبرون الوجود العسكري الأميركي والأجنبي في المنطقة حجر عثرة بينكم وبين واشنطن؟ - هذه هي احدى القضايا الجدية في الخلاف مع الولاياتالمتحدة، ومنذ انطلاق جهادنا نعتبر أن على القوى الاستكبارية ان ترحل عن منطقتنا، لأن وجودها يعتبر اهانة لشعوب هذه المنطقة. صحيح انهم ليسوا موجودين في ايران، لكننا نعتبر جيراننا الدول العربية مثلنا تماماً. نحن نرى انه إذا كانت الظروف واقعية وطبيعية من الممكن أن تكون الولاياتالمتحدة دولة صديقة، يتم معها تبادل الخبراء والوفود والتعاون التقني، وهذا لا إشكال فيه، لكن الحالة الاستكبارية التي يتصفون بها وهذه الممارسات كلها تحول دون أن نتجاوب معهم. اذا انتقلنا الى احداث الشرق الأوسط، كيف تقرأ وصول شارون الى السلطة؟ - ارتكب الاسرائيليون خطأ فادحاً بانتخابهم شارون وربما يكون هذا هو الطريق المناسب، لكنني اعتقد ان سياسات التهديد والترهيب والاعتداءات لن تؤدي الى أي نتيجة. والعالم الاسلامي والعربي وصل الى هذا الاقتناع وكذلك الفلسطينيون، الذين هم مستعدون للمواجهة. وإذا لم نقل ان انتخاب شارون كان عملاً جنونياً يمكن القول انه كان غير عقلاني. هناك تحذيرات من أن شارون قد يعدّ لحرب شاملة في المنطقة، ربما تطاول ايران ايضاً؟ - اذا أراد الصهاينة القيام بخطوات غير معقولة سيتلقون ردوداً سريعة وجدية، أولاً من داخل فلسطين ثم من الدول المجاورة لها والدول الاسلامية. ولن تكون هذه الردود محصورة بالصهاينة فقط، اذ ان الاسرائيليين لا يقدمون على مثل هذه الخطوات من دون ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة، بالتالي إذا قاموا باجراء من هذا النوع سيوضع أيضاً في حسابها، وعندها لا يتوقع ان تكون ساحة الاشتباك محدودة. ماذا عن موقف ايران تحديداً؟ - خاضت ايران مثل هذا الاختبار، واثبتت أنها لا تقف مكتوفة اليدين بل ترد بقوة واقتدار. واعتقد ان وسائل الرد متوافرة كذلك في العالم الاسلامي، لذلك، على الاسرائيليين ألا يتفاءلوا بعواقب سياسة القبضة الحديد. أنا لا أقول ان تلك التهديدات مجرد تهديد لفظي، بل من الممكن تنفيذها لأن الصهاينة وصلوا الى طريق مسدود، والمشكلة لديهم هي ماذا سيفعلون إذا لم يطلقوا تهديدات أو يقدموا على أمر ما. أما زلتم مقتنعين بأن المقاومة هي الخيار لفلسطين؟ - الفلسطينيون يريدون استرجاع حقوقهم، وما حصل في لبنان تجربة جيدة ونموذج حي في شأن امكان نجاح القوى الشعبية وانتصارها عبر حركتها الجهادية. وانطلاقاً من المعايير الاسلامية والتجارب العملية اعتقد ان المقاومة والجهاد والتضحية كانت بناءة وناجحة دائماً. تقصد انسحاب اسرائيل من لبنان؟ - ان تجربة لبنان وانتصار "حزب الله" هناك نموذج يمكن الاقتداء به على رغم ظروفه الخاصة. لذلك، على أصحاب العقول الراجحة ان يفكروا بعقلانية لايجاد حل يرضي الشعب الفلسطيني، وإذا تم التوصل الى حل معقول يؤمّن حقوقه يمكن أن يكون سجل الأحداث في اسرائيل أقل صعوبة. وما حدود دعمكم القضية الفلسطينية، وهل يمكن أن يصل الى الدعم العسكري؟ - لا نضع حداً لدعم القضية الفلسطينية، إذ اعتبرناها قضيتنا منذ ما قبل انتصار الثورة الاسلامية، وكانت جزءاً من مطالبنا حينها، إذ طالبنا الشاه بالخروج من صف المدافعين عن اسرائيل الى صف المدافعين عن الفلسطينيين. وبعد انتصار الثورة لم نتردد لحظة في تقديم الدعم والقيام بواجبنا الديني والانساني والاسلامي، لكن الأمر يتعلق بالظروف السياسية الدولية والامكانات المتاحة وظروف المنطقة، اذ اننا لسنا داخل المنطقة، لذلك نقدم الدعم من بعيد وبكل الامكانات وضمن الظروف المتاحة لدعم النضال والجهاد ضد اسرائيل، ونؤدي دورنا كدولة كبيرة في المنطقة تقف الى جانب بلد آخر مسلم. ماذا عن طبيعة هذا الدعم تحديداً؟ - نحن لا نضع حداً لمساعداتنا بدءاً من المساعدات المالية والدعم الاعلامي والسياسي على الصعيد الدولي، وإذا لزم الأمر واقتضت الحاجة لن نتوانى عن تقديم المساعدات العسكرية. وماذا عن محاولاتكم توحيد الصف الفلسطيني؟ - هذا جزء من برامجنا لدعم الفلسطينيين، اذ ان أهم شروط استمرار الانتفاضة ومواصلة الجهاد والمقاومة هو التعاون والتنسيق بين جميع الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، لأن الاختلاف يقيّد العمل المقاوم. لذلك تجب المساعدة لتحقيق مزيد من التلاحم والوحدة. الى أي مدى يمكن علاقاتكم مع القوى الفلسطينية ان تساهم في توحيد صفوفها؟ - لدينا علاقات صداقة قديمة مع الفلسطينيين، حتى ان كثيرين من قياداتهم كانوا اصدقاءنا منذ ما قبل الثورة الاسلامية، وكان هناك تعاون وثيق بيننا، واستمرت هذه العلاقة وتعززت بعد الثورة. فنحن نحترمهم وهم يبدون أيضاً الاحترام لنا، وبإمكان ايران ان تكون أحد العوامل المساعدة في توحيد الصف الفلسطيني. "لن تركِّعه" ما رؤيتكم للوضع اللبناني في ظل التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية، وماذا عن دور المقاومة في هذه المرحلة؟ - لم يهدأ لنا بال حتى الآن في شأن الوضع في لبنان، ولا نعتقد أن كل شيء انتهى. فقضية مزارع شبعا لم تجد حلاً وما زالت التهديدات الاسرائيلية متواصلة، وقرأت في بعض التقارير ان اسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية تسعمئة مرة بعد الانتصار الذي تحقق عليها، وان الاعتداءات طاولت الأجواء والأراضي اللبنانية. نعلم ان لبنان يتضرر من هذه الاعتداءات ولا يستطيع تحمل هذه الممارسات العدوانية، لذلك نحن قلقون من الوضع في لبنان لكننا مطمئنون في الوقت ذاته الى ان اللبنانيين اختاروا طريقهم الصحيح. من الطبيعي ان لبنان كدولة لا يستطيع ان يقف في وجه القدرة العسكرية الاسرائيلية، لكن اسرائيل لا تستطيع ان تُركِّع لبنان والمقاومة عبر هذه التهديدات، إذ أن لديه شعباً مجاهداً ومقاوماً مستعداً للفداء. واللبنانيون يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم، فلو افترضنا انه ليست هناك أي مشكلة في بلدهم، فإن المجاهدين اللبنانيين لا يمكنهم ان يروا ويسمعوا عن كل هذا الظلم الواقع على الفلسطينيين بجوارهم، ثم يقفوا مكتوفي الأيدي من دون فعل شيء، أو أن يشاهدوا داخل لبنان مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون كل هذه الآلام والمصائب ويؤثرون في شكل مباشر على الوضع اللبناني. لبنان بلد صغير لا يستطيع تحمّل هذا العدد من اللاجئين، وحتى إذا لم يحرك اللبنانيون ساكناً فإن اللاجئين الفلسطينيين لن يهدأوا، فماذا يمكن ان تفعل لمئات الآلاف من اللاجئين المحتاجين الجائعين الذين يعيشون حال غليان وانفعال وحب لوطنهم بالتأكيد هذه القضية ليست منتهية في لبنان والاسرائيليون لن يوقفوا اعتداءاتهم، وما زال أمام المقاومة في لبنان طريق طويل. العلاقات مع العرب وقضية الجزر أين وصل التطور في العلاقات الايرانية - العربية خصوصاً مع دول الخليج والسعودية تحديداً بعد توقيع الاتفاق الأمني بين طهران والرياض؟ - ينبغي مواصلة ما بدأناه وبذل المزيد من الجهود، اذ اننا نجحنا وتقدمنا في تعزيز العلاقة مع بعض الدول العربية على رغم ان الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية والعربية لم ترد حل المشاكل التي كانت قائمة الى هذا المستوى. اعتقد ان اخواننا في المملكة العربية السعودية بذلوا جهوداً تعبر عن ارادتهم في حل المشاكل، خصوصاً ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي ساهم في حل الكثير من العقد والمشاكل العالقة، واعتقد ان من الضروري تعزيز هذه المسيرة التي بدأناها منذ سنوات لتطوير العلاقة بين البلدين. لدينا مسائل صغيرة في المنطقة مع الامارات يجب أن تجد حلاً، ونرى أن يأخذ اصدقاؤنا في الامارات في الاعتبار الأوضاع الصعبة التي يمر بها عالمنا الاسلامي وأوضاع فلسطينوالعراق، وألا يصروا على هذه المسألة الجزر، فمن المعروف ان أي بلد آخر مثل ايران لن يكون مستعداً للتنازل في قضية تتعلق بالأرض. في عهد الشاه الذي كان ضعيفاً لا تقارن قوته بالنظام الاسلامي كانوا الاماراتيون سلموا بالحقيقة، فكيف يريدون الآن استغلال حال الاخوة والصداقة بيننا؟ نحن نرى انه يجب أن تحل هذه القضية مع الامارات بطريقة ما، واقتراحي الدائم كان وما زال البدء بالمفاوضات الجدية، وعادة تكون المفاوضات على الأرض طويلة وقد تحتاج زيارات متبادلة عشر مرات أو عشرين، وفي نهاية المطاف يتم نشر الحقائق واقناع الشعوب بالحقائق التاريخية ونصل الى اتفاق. ان الأمر يتطلب عملا وبذل الجهد لتحقيقه. "خندق واحد" وماذا عن مستقبل العلاقة مع مصر؟ - على ايران ومصر أن يكونا في خندق واحد، اذ انه منذ ذلك اليوم الذي انفصلت فيه مصر عن جبهة الجهاد ضد اسرائيل تقدم الصهاينة الى أمام، والعائق الوحيد بيننا كان علاقة مصر باسرائيل، وليست لدينا مشكلة أخرى مع مصر. فنحن في الماضي وأيام النضال كنا نعتبر أنها تقف في الخط الأمامي للجبهة الاسلامية في مواجهة اسرائيل، وأياً تكن الحكومات كان المهم لنا هو الشعب المصري، ووجه اتفاقا كامب ديفيد ضربة الى روحياتنا وازعجا الإمام الخميني وهذا حقه، اذ ان جبهة المقاومة في وجه اسرائيل فقدت خصوصيتها ولم تفقد دولة واحدة فقط بل دولاً عدة. ليست لدينا مشكلة أخرى مع مصر، واعتقد ان هذه القضية تتجه الى الحل، اذ ان المواقف المصرية كانت جيدة في الشهور الأخيرة، وندرك أوضاع المنطقة ونراعي ظروفها. اعتقد انه إذا استمرت الأمور في هذا الاتجاه فإن القضية ستحل بيننا وبين مصر. وهل يمكن ان نشهد وضعاً مشابهاً مع العراق، وما أسباب عدم التطور في العلاقة مع بغداد؟ - لم يقم العراقيون بخطوات مماثلة للخطوات الايجابية التي خطتها ايران نحوهم. فإحدى أهم القضايا التي تهمنا هي معرفة مصير آلاف من الايرانيين المفقودين منذ الحرب بين البلدين، والوثائق تثبت انهم كانوا محتجزين وأحياء في السجون العراقية. يجب ان نعرف مصيرهم، لكن العراق لم يتقدم خطوة الى أمام، وما زال يكرر لغته القديمة. عليه أيضاً ان يتوقف عن اطلاق تلك الشرور من داخل اراضيه وعن مساعدة أعداء ايران يقصد مجاهدين خلق، وقد لا تؤثر هذه الأعمال على ايران لكنها دليل على العداء. وهناك قضايا أخرى، ولكن اذا تجاوب العراق مع خطواتنا الايجابية فإن طريق الحل موجود. وما هي في رأيكم الأسباب التي تحول دون استجابته الخطوات الايرانية؟ - يخطئ العراقيون اذا ظنوا ان خطواتنا الايجابية تنطلق من الحاجة، في العلاقة بذاتها. فالأمور ليست كذلك، والحاجة لدينا ان يتم حل قضايا العراق وأن يتوحد العالم الاسلامي في مواجهة اسرائيل وأن تتضاءل حال عدم الاستقرار في المنطقة، وتزول الذرائع التي يتمسك بها الأميركيون والبريطانيون لتبرير وجودهم في المنطقة، وان تنتهي مأساة الشعب العراقي ويرفع الحصار والضغوط عنه. هذه هي مطالبنا وهي في الواقع حاجة جميع المسلمين. اذا انتقلنا شمالاً، ما أسباب القلق الايراني من النفوذ الأميركي في بحر قزوين وثرواته النفطية؟ - من الأمور الخطيرة التي تسعى اليها الادارة الأميركية ايجاد وضع جديد في بحر الخزر قزوين مشابه لما هي عليه الحال في الخليج، اذ تسعى الى تأمين حضور عسكري واقتصادي وتقني، والمانع الكبير أمامها هو روسيا. اميركا تواجه معارضة قوية من ايرانوروسيا، ولن تنجح اذا كنا جديين. نرغب ايضاً في وجود أقوى في المنطقة، وامكاناتنا الاقتصادية والتقنية كافية وقادرة على تأمين حضورنا الذي نريد، ولدينا منابع وثروات مهمة في بحر الخرز. انطلاقاً من ادراكي أهمية هذا البحر وثرواته انشأنا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مؤسسة فنية وتقنية على ساحل هذا البحر، لصناعة المنصات البحرية والسفن، ونواصل هذه السياسات. لكن هناك خلافات بينكم وبين الدول المطلة على هذا البحر في شأن تقسيم ثرواته. - هذا الأمر يرتبط بنا كدول مطلة على هذا البحر، ومن الطبيعي ان الأميركيين يحاولون اثارة الفتن، كما ان هناك آراء مختلفة، ولكن إذا استطعنا حل خلافاتنا بأنفسنا لن يستطيع الأميركيون التأثير في القضية. هناك قضية نزاع آخر بينكم وبين واشنطن في شأن رفضها نقل نفط آسيا الوسطى عبر ايران الى العالم. - أحد أساليب الضغط الأميركية على ايران موضوع أنابيب النفط، علماً ان المنتجين والمستهلكين يدركون ان الطريق الأنسب والأوفر اقتصادياً هو الأراضي الايرانية، وأبرز دليل هو مرور سبع أو ثماني سنوات من دون تمكنهم من التقدم خطوة واحدة، في الوقت الذي استطعنا ان نوصل أنابيب الغاز التي لدينا الى تركمانستان وتركيا، وأصبح خط الأنابيب موجوداً في شكل فعلي وجاهز، ولكن حتى حدودنا فقط. نحن لا نتوقع ان تتخلى أميركا عن مضايقتنا نظراً الى حال العداء الذي تكنه لايران، لكن الجميع متضرر، المنتجون والمستهلكون، وهذا سيحول دون تقدم المنطقة وتطورها وسيلحق بها خسارة كبيرة.