يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية الايراني السابق يصف عبدالله نوري بانه "مجرد صحافي". ولايتي : رفض العلاقات مع أميركا أصبح رمزاً لصمود ايران
نشر في الحياة يوم 28 - 11 - 1999

} وصف علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الايراني السابق عبدالله نوري، وزير الداخلية السابق بأنه "مجرد صحافي له الحق في ابداء رأيه"، واكد في حديث الى "الحياة" اجري قبل يومين ان محاكمته ثم ادانته "تمت بحسب نص الدستور". وتوقع ان يتولى هاشمي رفسنجاني رئاسة مجلس الشورى في حال ترشح للانتخابات النيابية المقبلة.
واعتبر ولايتي، الذي يشغل حالياً كبير مستشاري مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، ان الرفض الايراني أمام الولايات المتحدة "أصبح رمزاً لصمود ايران أمام قوى تتحدى العالم كله"، وقال ان "واشنطن تريد من عقد الاجتماعات مع طهران تشويه سمعة ايران للايحاء بأن آخر حصن في العالم الاسلامي قاوم الولايات المتحدة قد انهار حتى لا يجرؤ أحد آخر في العالم ان يقول لا لأميركا" واكد ان "لا ضرورة لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة لأنها مضرة ولا فائدة منها".
وبرر معارضة ايران عملية التسوية في الشرق الأوسط "لأن طهران لا يمكن أن تؤيد سلاماً بين الغاصب ومن اغتصبت أرضه"، ووصف ما يجري بأنه "استسلام".
وأكد ولاياتي استمرار ايران في دعم "المجاهدين في حركتي حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين وحزب الله في لبنان" ضد الاحتلال الاسرائيلي. ووصف اجراءات الحكومة الأردنية أخيراً ضد قادة "حماس" بأنها "ضد مصلحة الفلسطينيين". واعتبر اعلان اسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان بأنه "انتصار لحزب الله" الذي وصف العلاقة معه بأنها "عقائدية ومعنوية".
وعن العلاقات مع الامارات قال ان "ايران لا تريد أن يبقى أي سوء تفاهم مع الامارات" مضيفاً أن المشكلات معها يمكن حلها ثنائياً عبر الحوار، مشدداً على ان الجزر الثلاث "ايرانية منذ القدم".
تتحدثون في ايران عن تطور للديموقراطية الإسلامية، لكن الكثير من المراقبين السياسيين يرون في ما يحصل صراعاً سياسياً داخلياً؟
- ما يجري هو حصيلة ديموقراطية اسلامية، ومن الطبيعي ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر بين أهل الثورة الاسلامية نتيجة للحرية. هناك فئتان من القوى السياسية في ايران: فئة هي أهل الثورة المؤمنون بالاسلام والحكومة الاسلامية ونهج الإمام الخميني وقيادة الولي الفقيه، وفئة ليست من أهل الثورة لا تؤمن بهذه الأركان الأساسية للدستور. وبما ان الحريات الممنوحة في الجمهورية الاسلامية حريات دستورية فإن الذين لا يؤمنون بركن أو عدة أركان "دستورية"، لا يعتبرون من أهل الثورة، ولا يمكنهم فرض اطار لنشاطهم خارج الاطار الدستوري. أما الخلاف في وجهات النظر بين أهل الثورة فهو أمر مقبول ومستحسن، وهو من ثمار الديموقراطية الاسلامية التي تجربها إيران للمرة الأولى في التاريخ المعاصر، وهذا لا يبعث على القلق.
لكن الاختلافات بين أهل الثورة أدت الى اضطرابات في شهر تموز يوليو الماضي هزت ايران، الا تؤدي تلك الخلافات الى نزاع؟
- الاضطرابات في ايران هي أقل مما هي عليه في أي بلد حر في العالم. ففي أوروبا والدول الغربية وبعض دول العالم الثالث التي تتمتع بحرية حقيقية، يحصل أكثر بكثير مما حصل في ايران، ولا أحد يقول انه أمر غير طبيعي. ليس عدلاً اعتبار ما حصل من احتجاجات في الوسط الجامعي وأساء استغلاله بعض الجهات دليلاً على إخفاق النظام في الجمهورية الاسلامية. فعندما تمنح الحريات يبدو طبيعياً ان يعارض البعض ويحتج على ما هو موضع اتفاق آراء الأكثرية.
لو أن الاضطرابات التي شهدتها ايران تمت في بلدان أخرى بما فيها الدول الأوروبية لأدت الى خسائر أكثر بكثير مما وقع في ايران. لكن الجمهورية الاسلامية احتوت هذه الاضطرابات بنجاح وروح تسامحية بحيث لم تطلق رصاصة واحدة، كما ان الجماهير اندفعت ذاتياً للرد بحزم على أقلية حاولت استغلال تظاهرات للطلبة الجامعيين الذين كانوا يمارسون حقهم في الاحتجاج وإبداء وجهات نظرهم.
ماذا عن العلاقة بين المرشد اية الله خامنئي والرئيس محمد خاتمي؟
- قائد الثورة الاسلامية آية الله خامنئي أعلن مراراً دعمه للسيد خاتمي منذ اليوم الأول لترشحه ومن ثم فوزه في الانتخابات الرئاسية. والرئيس خاتمي أثبت انه في وفاق تام مع قائد الثورة ويحترمه ويطيعه بشكل كامل على خلفية موقعه القيادي والدستوري. كما ان قائد الثورة يتعامل مع الرئيس خاتمي كونه رئيساً للجمهورية الاسلامية مدعوماً بأكثر من عشرين مليون صوت انتخابي، وان التعاطي بينهما مثالي
ان قائد الثورة هو فوق الميول والاتجاهات، كما ان موقعه الدستوري أرقى. وهذا ما جسّده في ممارساته ومواقفه حيث ينظر بعين المساواة الى كافة الفئات والقوى السياسية بغض النظر عن كونها اصلاحية أم محافظة.
بعضهم يرى ان ما يحدث في ايران قد يرجع الى طبيعة العلاقة بين من يدّعي دعم المرشد ومن يدعي دعم الرئيس، فكيف تقوّم العلاقة بين آية الله خامنئي والرئيس خاتمي خلال سنتين ونيف على رئاسة خاتمي؟
- هذه العلاقة على نوعين: دستورية تحدد موقع كل من قائد الثورة ورئيس الدولة، وثانيهما العلاقة الصادقة والحميمة بين القائد والرئيس، وهي خارج الاطار الدستوري الخاص.
ماذا عن معارضة بعض القوى الاصلاحية ولاية الفقيه؟
- القوى الاصلاحية التي تتوخى الاصلاح في اطار الدستور فإنها من أهل الثورة، ومثل هذا الاصلاح مستحسن ومطلوب. وأما ان يقوم بعضهم بمعارضة الدستور ومخالفته باسم الاصلاح وان يتحرك بما يعارض الاسلام ومصالح ايران فإنه لم يعد اصلاحياً بل مخرباً. ومن هنا فإن الاصلاحيين الذين يتوخون الاصلاح وكذلك المحافظين كما تسمونهم فإنهم من أهل الثورة.
حملت محاكمة عبدالله نوري وزير الداخلية السابق الكثير من المواقف التي طالت ولاية الفقيه؟
- ليس دور السيد نوري أن يعين ما يقوم به قائد الثورة، لان المشرف على دور القيادة هو مجلس الخبراء الذي يختاره الشعب. وهناك اتفاق بين اعضاء هذا المجلس بشأن أهلية قائد الثورة خامنئي وكفاءته دون غيره. وهذا ما توصل اليه مجتهدون اتقياء علماء دين وهم أمناء اختارتهم الأمة لهذه المهمة بواسطة الانتخابات العامة. فمن أي موقع قانوني يتحدث السيد نوري؟ فإذا كان يحترم القانون فعليه ان يترك هذه الأمور لمجلس الخبراء كما نص على ذلك الدستور. انه نوري مجرد صحافي. وقد يقال ان له الحق في إبداء رأيه. لا بأس، ولكن ليس من المتوقع ان يأخذ نظام الجمهورية الاسلامية بما يقوله نوري.
ولكن هناك من يرى ان محاكمة نوري هي محاكمة لبرنامج الاصلاحيين.
- قضية عبدالله نوري يتم النظر فيها عبر محكمة قضائية وبموجب القانون، اي قانون الصحافة الذي صادق عليه مجلس الشورى الاسلامي البرلمان في دورته الثانية، والمحاكمة تتم بحضور هيئة المحلفين كما نص الدستور على ذلك التي اعلنت رأيها بإدانة السيد عبدالله نوري على ان تصدر المحكمة قرارها النهائي.
أما ان يدعي انصار أي شخص يمثل امام المحكمة بأن هناك دوافع سياسية وراء المحاكمة فإن هذه الادعاءات لا تحل شيئاً من مشكلة المتهم. عليهم تحديد الجوانب التي تعاملت فيها المحكمة خارج القانون، وهناك محام للدفاع ومرجع لاستئناف الحكم بعد صدوره يستطيع ان يحتج على أي بند من الحكم صدر خلافاً للقانون.
وماذا عن رفسنجاني ومشاركته، واحتمال رئاسته البرلمان المقبل؟
- الشيخ رفسنجاني لم يعلن صراحة احتمال ترشيحه للانتخابات، لكن هذا الاحتمال اليوم أقوى من أي وقت آخر، وإذا قرر الترشح فإن حظه لتولي رئاسة المجلس أقوى من غيره، مع الاشارة الى أن الشيخ ناطق نوري رئيس البرلمان الحالي صرح بشكل أو بآخر انه لن يخوض الانتخابات.
رفضتم اخيراً طلباً أميركياً لإرسال موظفين اميركيين لانشاء قنصلية في طهران، ما هو أفق تلك العلاقات ومستقبلها؟
- هذه العلاقات اصبحت قضية رمزية. والرفض الايراني امام الولايات المتحدة بات رمزاً لصمود ايران والعالم الاسلامي امام قوى تريد ان تتحدى العالم، وترى نفسها القوة الأعظم في عالم أحادي القطبية.
اعادة العلاقات مع الولايات المتحدة سيُفسّر على ان ايران تخلت عن مبادئها، ومن هنا يصر الاميركيون على ذلك، وباتوا يلجأون الى مختلف الخدع والحيل حتى يعقدوا اجتماعات لا جدوى منها بين الطرفين.
وهل هناك طلب اميركي لمثل هذه الاجتماعات؟
- لقد طلبوا عقد مفاوضات رسمية بين الطرفين، ونحن نتصور انهم يريدون تشويه صورة ايران والاساءة الى سمعتها من خلال عقد مفاوضات يوحون بأنها انهيار لآخر حصن في العالم الاسلامي قاوم الولايات المتحدة، حتى لا يجرؤ احد في العالم وبخاصة العالم الاسلامي على ان يقول لا لأميركا.
هل هناك شروط ايرانية للتفاوض مع واشنطن؟
- لسنا بهذا الصدد اجراء مفاوضات. انهم يضعون شروطاً، وهناك مثل فارسي يقول: ان شخصاً لم يسمحوا له بدخول القرية فجاء ليسأل عن عنوان المختار.
الجمهورية الاسلامية ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة، والاميركيون يضعون شروطاً للتفاوض، ومنها ان نؤيد التسوية بين العرب وإسرائيل، وأن نتخلى عن تطبيق القوانين الاسلامية، وأن نكف عن الحد الادنى مما نقوم به لتقوية بنيتنا الدفاعية.
ان هدفهم من فتح قنصلية هو تقوية قاعدة محلية لهم تجمع العملاء الاميركيين الذين من الممكن ان يكونوا في اي بلد ايضاً غير ايران، ونحن نعتقد ان لا ضرورة لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة لأنها مضرة ولا فائدة منها.
من هم الوسطاء الذين اشرتم الى حملهم طلبات اميركية للحوار معكم؟
- الاميركيون طلبوا ذلك علانية وبأشكال مختلفة، وهناك وسطاء غربيون ابلغونا الطلب الاميركي بمزيد من الصراحة.
ما زلتم على معارضتكم لعملية التسوية في الشرق الأوسط مع انها شهدت خطوات على غير صعيد؟
- لماذا علينا ان نؤيد سلاماً بين الظالم والمظلوم وبين الغاصب ومن اغتُصبت أرضه؟
نحن نؤمن ان فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني وجزء من العالم الاسلامي فكيف يمكن ان نوافق على الاحتلال الصهيوني لهذه الأرض؟ ان الذين قبلوا بالاحتلال ورضخوا لهذا السلام "المذل" ليس لديهم دليل يسوّغ موقفهم سوى القول انهم استسلموا لاسرائيل لأن اسرائيل اقوى وتملك سلاحاً اكثر ولها دعم واسع! اذن، هذا ليس سلاماً، انه استسلام. اما الجمهورية الاسلامية في ايران فإنها لا يمكن ان تستسلم، ان اولئك الذين استسلموا قبلوا بالظلم واغتصاب الأراضي الاسلامية.
ما الذي حصل عليه الشعب الفلسطيني سوى انهم جمعوا بعض المشردين الفلسطينيين من ديارهم في مكان يُدعى غزة، يفتقد الى المقومات، وبحاجة الى المساعدات الغربية؟ فإذا ما قطعت اميركا والدول الغربية مساعداتها عن السلطة الذاتية الفلسطينية فإن الشعب الفلسطيني سيعاني الجوع. ان الاتفاقية بين السيد عرفات واسرائيل هي ايجاد سجن كبير للفلسطينيين يُدعى غزة...
هل يعني ذلك انكم ستبقون على مساندتكم لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في فلسطين، ول"لحزب الله" في لبنان؟
- ... حتماً انه واجب اسلامي ان نؤيد المجاهدين اللبنانيين والفلسطينيين... فلو كانت جميع الدول الاسلامية تعمل بهذا الواجب الاسلامي، لما كانت هناك اسرائيل.
ان واحداً من الاتهامات الموجهة ضد الجمهورية الاسلامية هو مساندتها للمجاهدين اللبنانيين والفلسطينيين. انه واجبنا الاسلامي. مشكلة الشعب الفلسطيني تعود في جانب منها الى ان الذين كان عليهم ان يدعموا هذا الشعب انما كانوا في معظمهم من المرتبطين بالعجلة الاستعمارية.
ما هي رؤيتكم للاجراءات التي اتخذتها السلطات الأردنية ضد "حماس"؟
- انها اجراءات غير مناسبة، وهي ضد مصالح الفلسطينيين والمسلمين. لماذا أقدموا على ذلك؟ لأجل مستقبل الاسرائيليين؟
هناك طرح اسرائيلي بالانسحاب من جنوب لبنان، هل هناك جدية في ذلك، وماذا يستهدف هذا الطرح؟
- هدف اسرائيل من اعلان عزمها الانسحاب من جنوب لبنان بالدرجة الأولى إيجاد تفرقة بين سورية ولبنان بخاصة وان اسرائيل لن تنسحب من الجولان وفق الرؤية السورية. والاسرائيليون يعرفون ان هذا الارتباط بين لبنان وسورية، وبخاصة الارتباط بين المقاومة الاسلامية وسورية، اوصلهم الى طريق مسدود. وبما ان رأس الحربة في هذا الضغط على اسرائيل هي المقاومة الاسلامية، فانهم يريدون الاسرائيليون سحب المبرر من المقاومة الاسلامية في استمرار عملياتها وهو استمرار الاحتلال للأراضي اللبنانية. ولكن اذا عاد الطرفان الى طاولة المفاوضات سيناور الاسرائيليون وسيتفاوضون على كل بوصة من الأرض مثلما فعلوا مع الرئيس عرفات.
هل يعني ذلك ان طرح الانسحاب غير جدي ومستبعد؟
- احتمال الانسحاب موجود، ولكن ليس بالصورة التي يعلنون عنها. انهم يريدون التفرقة بين لبنان وسورية، وضرب معنويات "حزب الله" عبر احياء التفاوض مع لبنان.
لكن بعضهم يرى في انسحاب اسرائيل نصراً ل"حزب الله"!
- حتماً انه نصر ل"حزب الله" لكن القضية لا تنتهي عند هذا الحد، بخاصة وان الاسرائيليين لا يستأذنون احداً عندما يعتدون على لبنان، ولا احد يؤاخذهم من الدول الغربية، فهم يريدون ايجاد فتنة بين لبنان وسورية، ومن ثم قد يعيدون احتلال الأراضي اللبنانية، بعد ان يكونوا قد ضربوا هذه الجبهة المتبقية من مقاومة العرب.
ما هي توقعاتكم لمستقبل "حزب الله" سياسيا وعسكرياً؟
- لا يجب ان نحدد لحزب الله ما يفعله. ان حزب الله هو الذي يقرر ما يفعله. وهو ليس مجموعة منفصلة عن الشعب اللبناني، حزب الله في الواقع نموذج لمقاومة الشعب اللبناني.
وطالما ان الشعب اللبناني باق فإن حزب الله باق ايضاً. حزب الله ومن خلال مشاركته في البرلمان والبلديات يبرهن انه حزب حيوي وفعّال، وفي حال مستمرة من التنمية السياسية. انه حزب موفق جداً، ولعله ابرز الاحزاب والتيارات السياسية في كل لبنان، فهو متجذر في قلوب الناس.
وماذا عن علاقة ايران مستقبلاً ب"حزب الله"؟
- كما في السابق، علاقاتنا مع حزب الله قضية عقائدية ومعنوية، وهكذا ستبقى.
وماذا عن العلاقة مع الحكومة وسائر الطوائف اللبنانية؟
- انها علاقات صداقة، هكذا كانت، وستبقى.
ماذا عن مستقبل العلاقات الايرانية مع الدول الخليجية؟
- علاقات ايران مع جاراتها وبخاصة العربية منها، هي علاقات جيدة في مجموعها، واذا كان هناك بعض الشوائب فليست غير طبيعية، لكن من المُسلّم به ان هناك سعياً مشتركاً من قبل ايران ومعظم الدول المجاورة لتعزيز علاقات الصداقة وليس فقط لتخفيف التوتر.
أهم الدول الجارة بين الدول الخليجية، هي المملكة العربية السعودية، علاقاتنا معها علاقات مصيرية، فعندما تكون علاقاتنا مع السعودية يسودها الفتور، فإنها ستكون كذلك مع الدول الاخرى، والعكس صحيح.
كذلك علاقاتنا مع باقي دول المنطقة مثل عُمان والكويت وقطر وحديثاً البحرين، فإنها افضل من السابق.
وماذا عن العلاقة مع الامارات؟
- ليست لدينا مشكلة مع الامارات، الاماراتيون لم يراعوا حسن الجوار، ويطلقون تصريحات لا تتناسب مع شأن دولتين جارتين مسلمتين لهما عقيدة واحدة. اما نحن فلا نريد ان تكون العلاقة باردة.
لكن الامارات تصف ايران بأنها قوة تحتل جزرها؟
- الجزر ايرانية. وهذا امر تاريخي بقِدَم تاريخ ايران. واذا كان هناك في بعض الاحيان مشاكل في التفاهم والاقناع فيجب حلها ثنائياً عبر الحوار. لقد زرت الامارات عندما كنت وزيراً للخارجية، كما زارها الدكتور كمال خرازي وزير الخارجية وبناء عليه ينبغي للمسؤولين الاماراتيين ان يزوروا ايران، والمسائل يمكن حلها بالحوار.
ولكن اذا زار المسؤولون الاماراتيون ايران، هل ستحل المشكلة فعلاً ام ان المحادثات ستكون من دون فائدة؟
- لا يمكننا الآن توقع نتيجة المحادثات، هذا يتعلق بحسن النية لدى الطرفين. اما في ما يتعلق بايران فان لديها حسن النية ولا تريد ان يبقى سوء تفاهم مع الامارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.