سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة الامنية المصغرة خولت وزير الدفاع القيام بعمليات عسكرية "في الوقت المناسب". اسرائيل ترفض تنفيذ جدول زمني لسحب قواتها وعرفات يعتبر اعلانها التزام وقف النار "كذبة"
} وضعت حكومة ارييل شارون "خطة تينيت" لوقف النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مهب الريح بعد ان اعلنت رفضها تنفيذ جدول زمني لاعادة انتشار قواتها في الاراضي الفلسطينية وفقا لما هو مطلوب ومنحت وزير دفاعها بنيامين بن اليعيزر الضوء الاخضر لتنفيذ بعض القرارات العسكرية التي اتخذتها في مطلع الشهر الجاري غداة عملية شاطئ تل ابيب في الوقت الذي يراه مناسبا. واستبقت اسرائيل الاجتماع الامني الثلاثي المقرر عقده في ساعات المساء بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين من خطة وقف النار بعد مرور اسبوع على اتفاق الطرفين عليه، ورهنت الشروع في سحب قواتها الى المواقع التي كانت فيها قبل الثامن والعشرين من ايلول سبتمبر من العام الماضي ب"الوقف التام للعنف واعتقال المخربين ووقف التحريض". واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس في تصريحات للصحافيين ان اعلان اسرائيل التزامها بوقف اطلاق النار هو كذبة ومحاولة لخداع الرأي العام العالمي. اعلنت اسرائيل في ختام اجتماع مطول للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية استمر ثلاث ساعات ونصف ساعة انها "ستواصل بذل الجهود لتنفيذ اتفاق وقف النار" ولكنها "تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن مواطنيها ازاء استمرار العمليات الارهابية". وقالت مصادر اسرائيلية ان المجلس جدد مصادقته على القرارات العسكرية التي كانت الحكومة الاسرائيلية اقرتها مطلع الشهر الجاري غداة وقوع عملية شاطئ تل ابيب وخول وزير الدفاع بن اليعيزر بتنفيذ جزء منها في الوقت الذي يراه مناسبا فيما تقرر وجوب موافقة وزيري الخارجية والدفاع بالاضافة الى شارون لتنفيذ باقي القرارات. ويدور الحديث عن سلسلة من الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الفلسطينيين ومؤسسات السلطة الفلسطينية بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال لكوادر التنظيمات واقتحام المناطق التي تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. واتهمت اسرائيل السلطة الفلسطينية بعدم تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها وفقا لخطة تينيت الامنية وحملتها مسؤولية "العمليات التخريبية التي ينفذها مخربون فلسطينيون ينطلقون من اراضي السلطة ويعودون اليها بعد تنفيذها". وقرر المجلس المصغر التنفيذ الفوري لسلسلة من الاجراءات الهادفة لحماية وتحصين المستوطنين والمستوطنات اليهودية المقامة على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة منها اعفاء المستوطنين من دفع الضرائب وتوفير سيارات محصنة ضد الرصاص بالاضافة الى تزويدهم سترات واقية من الرصاص ووسائل قتالية أخرى داخل سياراتهم. واعتبر مراقبون سياسيون ان شارون الذي يراوح بين تلبية مطالب اطفاله المدللين، المستوطنين، المتزايدة لتوجيه ضربة قاصمة للفلسطينيين "واعلان الحرب عليهم"، وبين المسرح الديبلوماسي الدولي الذي لا يريد ان يفقد مساندته له، قرر الانتظار لحين عودته من زيارته المقررة الى البيت الابيض الثلثاء المقبل أملا في الحصول على "حكم اميركي على عرفات" لتبرير الضربة، حسب وصف احدى الصحف العبرية. وفي الوقت ذاته عمل على كسب تعاطف المستوطنين الذين بدأوا بالتململ مما يصفونه سياسة "ضبط النفس" باقرار مجموعة من التسهيلات والخطوات لحماية امنهم. وفي الجانب الآخر، قال الرئيس الفلسطيني للصحافيين امس ان الاسرائيليين ما زالوا يستخدمون الدبابات والاسلحة الالية واسلحة محظورة دوليا وان المستوطنين ماضون في "جرائمهم بحماية الجيش الاسرائيلي" ولذلك فالقول بأنهم ملتزمون بوقف اطلاق النار هو كذبة. وينتظر الفلسطينيون وصول المبعوث الاميركي الخاص وليام بيرنز لبحث تفاصيل خطة عملية لتنفيذ الشق السياسي من الاتفاق الذي ينص على تنفيذ كامل التوصيات التي وردت في تقرير لجنة ميتشل الدولية. واعد الفلسطينيون للوسيط الاميركي قائمة طويلة للخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار في الايام السبعة الاخيرة التي استشهد خلالها ستة فلسطينيين من بينهم ثلاثة اطفال قتلوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة ورابع برصاص مجموعة مسلحة من المتطرفين المستوطنين. يضاف الى ذلك اقتلاع وحرق مئات الاشجار والمحاصيل الزراعية على يد المستوطيين اليهود واعتداءاتهم على القرى الفلسطينية وتوغل القوات الاسرائيلية في اكثر من مكان داخل اراضي السلطة الفلسطينية كما حصل امس في قرية القرارة في قطاع غزة امس، واستمرار الحصار المشدد على الاراضي الفلسطينية.