قال وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان الشراكة الحكومية بينه وبين رئيس حكومته ارييل شارون تقترب من نقطة الحسم، وان شارون سيجد نفسه ملزماً باتخاذ قرار حاسم "بعودة اسرائيل الى الخط الأخضر". واضاف ان شارون لن يتمكن من التهرب من حسم النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، داعياً اياه الى اجراء حساب مع نفسه ليتيقن ان لا بديل عن اتفاق سلمي "فالحواجز لن تمنع صواريخ الكاتيوشا أو الانتحاريين". وقال بيريز انه لا يستبعد ان يقدم شارون على خطوة كهذه، مستذكراً ان لا أحد توقع موافقة رئيس الحكومة الاسبق مناحيم بيغن على الانسحاب من سيناء. وهاجم بيريز قادة الجيش الاسرائيلي الذين يقفون في طريق معاودة المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، واتهم نائب رئيس أركان الجيش البريغادير موشي يعلون "المصدر الأساس للانتقادات التي يوجهها الجيش لسياسة وزير الخارجية". وزاد ان قادة الاجهزة الأمنية المختلفة، يحاولون فرض آرائهم في مختلف المسائل السياسية غير آبهين بالظروف السياسية التي يواجهها شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. كما انتقد القادة العسكريين الميدانيين في اشارة الى أنهم يتصرفون على هواهم ويخرقون اتفاقات وقف النار مع الفلسطينيين، مضيفاً ان من شأن تصرف عنصر من القناصة ان يعدم استراتيجية كاملة. وتابع بيريز يقول ان في مواقفه الداعية الى استئناف الحوار السياسي مع الفلسطينيين اعتبارات اخلاقية واخرى سياسية "اذ لا يحق لنا ان نسيطر على اكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون تحت وقع الحصار، من دون عمل ويعانون فقراً مدقعاً. انهم لن يختفوا اذا ما اختفى عرفات حسبما يرغب نائب رئيس الاركان". واضاف ان العالم ايضاً لن يقبل بمواصلة بقائنا في الأراضي الفلسطينية "وليكن واضحاً ان أحداً لن يعطي شرعية للمستوطنات". ودعا بيريز قادة الجيش الى ضرورة التمييز بين عرفات و"المنظمات الارهابية حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وسنحاربها من دون هوادة وحتى النهاية وبكل الوسائل". وزاد ان اسرائيل لا تبدي اي حساسية تجاه الضائقة التي يعيشها الرئيس الفلسطيني "إذ اننا ندير ظهرنا لضائقة المواطنين الفلسطينيين". ورأى بيريز ان مطالبة الرئيس الفلسطيني ب100 في المئة من النتائج على الأرض شبيهة بمطالبة وزير مواصلات بمنع حوادث الطرق مئة في المئة. وانتقد وزير الخارجية رئيس حكومته في مساواته بين عرفات واسامة بن لادن، وقال ان شارون ارتكب خطأ في ذلك "اذ ان ابن لادن لا شعب ولا دولة له، ولا يمكن قول ذلك عن عرفات، ومن يقول انهما صنوان انما يدير حرباً غير ممكنة". ورأى بيريز ان استمرار الوضع الراهن الذي لا تتخذ فيه اسرائيل موقفاً حاسماً قد يقودها الى الضياع، وقال: "لا وقت لدينا وأوضاعنا تسوء من سنة الى اخرى" ناصحاً رئيس حكومته برسم حدود لاسرائيل ما يكفل حلاً جذرياً للنزاع.