أكد مصدر وزاري معني بالوضع الأمني ل"الحياة" ان الجيش السوري "شارف الانتهاء من اعادة انتشاره في بيروت الكبرى، ولم تبق سوى نقاط ومراكز قليلة جداً يعمل على اخلائها في الساعات المقبلة"، لافتاً الى ان اعادة الانتشار في جبل لبنان "مستمرة وتتم تدريجاً ويفترض ان تنتهي في غضون ايام عدة". واذ تحدث المصدر بذلك عن احتمال تمركز القوات السورية في البقاع ومدخل البقاع الغربي حتى خط حمانا - المديرج - عين دارة، اشار الى ان هذا يعني ان التمركز سيكون اقرب الى ما ينص عليه اتفاق الطائف. وذكّر بأن الدولة اللبنانية كانت على علم من خلال الاتصالات شبه اليومية بين الرئىسين اللبناني اميل لحود والسوري بشار الاسد، وعبر التنسيق بين الجيشين. وقدر المصدر تعداد القوات التي شملتها اعادة الانتشار حتى الأمس، "بنحو سبعة آلاف بين ضابط ورتيب وجندي"، مشيراً الى ان "العدد سيرتفع فور انجاز العملية، وقد يصل الى ما يقارب الآلاف العشرة". وتوقع ان يشغل الجيش اللبناني بعض المراكز السورية المشمولة بإعادة الانتشار. وأجرى ضباط من قيادة الجيش كشفاً على المواقع التي سيتم التمركز فيها. في حين تولى ضباط من الجيشين ملء استمارات بمالكي الابنية والمساحات التي اخلاها الجيش السوري، "لتسليمها الى اصحابها، ولمنع غير اصحابها من دخولها بغية قطع الطريق على اي ابتزاز مالي في مقابل اخلائها". وأوضح ان "الحكم النهائي على الخطوة يتم بعد انتهائها ولا فائدة من الخوض في الجزئيات ما دامت وحدات الجيش السوري تخلي مواقعها وفق الخطة الموضوعة". وأشار إلى ان "الواقع اللوجستي يستدعي تجهيز الاماكن الجديدة لوحدات الجيش السوري واعدادها، خصوصاً ان القسم الاكبر منها سيعود على مراحل الى سورية". واذ نصح المصدر وسائل الاعلام ومعارضي الدور السوري بالتعاطي الايجابي مع خطوة اعادة الانتشار، اوضح ان لحود كان ألمح الى احتمال تنفيذها حين التقى البطريرك الماروني نصرالله صفير اخيراً. وذكّر بأن "التعاطي السلبي السابق مع بدء اعادة الانتشار واستضعاف البعض سورية، ادى الى صرف النظر عنها لمدة يفترض ان تكون كافية لدى هذا البعض ليكتشف خطأ تقديراته، خصوصاً ان الاعتقاد بتحقيق انتصار سياسي عبر اعادة الانتشار، مرفوض لأن دخول الجيش السوري له ظروف مختلفة كلياً عن ظروف الاحتلال الاسرائىلي الذي انسحب من دون شروط". وركز على ان الخطوة "تسقط ذرائع الذين يتجاوزون في معارضتهم النظام اللبناني والحكومة الى الدور السوري في لبنان". واعتبر ان "المشكلة تكمن في استمرار الاحتلال الاسرائىلي، لأن الانسحاب تم قبل عام وشهر ولم يشمل الاراضي اللبنانية كافة ما دامت مزارع شبعا محتلة". وقال المصدر ان الخطوة المهمة تزامنت مع بدء انفراج العلاقات بين الرؤساء الثلاثة، واصفاً الاجتماع الاخير الذي عقد بين لحود ورئىس الحكومة رفيق الحريري بأنه "اكثر من ممتاز"، مؤكداً ان اللقاء المقرر غداً بين لحود ورئىس المجلس النيابي نبيه بري "سيتجاوز التهدئة الى تكريس الانفراج على صعيد العلاقة مع السلطة التشريعية"، ومشيراً الى ان "الجلسات الاخيرة لمجلس الوزراء تكاد تعوض عن مرحلة التجاذب التي كانت قائمة بين لحود والحريري وان القرارات التي صدرت عنها اساسية على طريق التحضير العملي لعقد مؤتمر باريس - 2 للتصدي لمشكلة المديونية". ولفت الى ان لحود مع "اعتقاده أن للحريري دوراً اساسياً في النهوض الاقتصادي، مقتنع بضرورة توفير كل الدعم له، لأن اي اخفاق يلحق بالجميع لا بشخص، وبالتالي لا بد من تضافر الجهود لضمان النجاح". وسأل المصدر هل الذين استخدموا مسألة اعادة الانتشار مادة يومية في مواقفهم السياسية سيتعاطون معها بانفتاح ام ان بعضهم سيصاب ب"الورم السياسي" في شكل يمنع الافادة منها لتعزيز الحوار؟