حين تصبح الثقافة إنساناً    ميقاتي يتابع قضية اختطاف مواطن لبناني    دوري روشن: الفتح يلحق بتعادل إيجابي امام ضيفه الفيحاء    "فيفا" ينهي تقييمه لملف ترشح المملكة لإستضافة مونديال 2034    جدة: القبض على 5 لترويجهم 77,080 قرص «أمفيتامين» و9,100 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    بورنموث يواصل التألق ويلحق الهزيمة الأولى بالسيتي في الدوري الإنجليزي    فرع الصحة بجازان ينظم مبادرة "مجتمع صحي واعي" في صبيا    بلدية محافظة البكيرية تنفذ فرضية ارتفاع منسوب المياه وتجمعات سطحية    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    وزير الإعلام يرعى ملتقى المسؤولية المجتمعية الثاني في 20 نوفمبر    المملكة تُعلن عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في البحر الأحمر    الجوف تكتسي بالبياض إثر بردية كثيفة    فان نيستلروي: يجب أن نكون وحدة واحدة لنحقق الفوز على تشيلسي    257,789 طالبا وطالبة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول بتعليم جازان    الهلال يطوي صفحة الدوري مؤقتاً ويفتح ملف «نخبة آسيا»    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعقد المؤتمر العالمي لطب الأعصاب    اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر    الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    ضبط (21370) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    السعودية تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    آلية جديدة لمراجعة أجور خدمات الأجرة عبر التطبيقات    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    انطلاق فعاليات "موسم التشجير السنوي 2024" ، تحت شعار "نزرعها لمستقبلنا"    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    ما الأفضل للتحكم بالسكري    هاتف ذكي يتوهج في الظلام    الدبلة وخاتم بروميثيوس    صيغة تواصل    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    الأنساق التاريخية والثقافية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثياب العسكرية تقادمت وبهت لونها على أجسام الطلاب السوريين ... فبدأوا يخرجون منها
نشر في الحياة يوم 19 - 06 - 2001

يعتبر الاتحاد الوطني لطلبة سورية الحلقة الثالثة بعد منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة في مسلسل المنظمات المشرفة على حياة الشاب السوري.
واتحاد الطلبة يجد نفسه حالياً امام تحديات كبيرة بسبب ضرورة تغيير أساليبه القديمة لمسايرة التغيرات التي تشهدها سورية فعلى سبيل المثال سيقلص السماح بإنشاء جامعات خاصة من صلاحيات الاتحاد الذي اعتاد الإشراف على النشاطات الطلابية في الجامعات السورية الحكومية دائماً. وظهرت في الآونة الأخيرة دعوات لإلغاء التدريب العسكري الجامعي أو إزالة المظاهر العسكرية من حرم الجامعة كحد أدنى مع العلم ان المطالبة بالتدريب العسكري في القطاع الطلابي هي من القرارات "الثورية" للمؤتمر الطلابي الأول المنعقد بتاريخ 30/3/1920. هذا اليوم الذي يحتفل به كل عام في جامعات سورية ومعاهدها ويسمى "يوم الطالب العربي السوري". إلا ان المثير للعجب ان هناك امتعاضاً من طلاب الجامعة على هذه القوانين الجديدة التي طالما انتظروها والتي أتى بعضها متسرعاً، فإزالة "مظاهر العسكرة من الجامعة" لم تعن إلغاءها وإنما نقل معسكرات التدريب الى معسكرات صيفية مغلقة في مناطق بعيدة عن مراكز الجامعات وهو ما يعني زيادة الأعباء على الطلبة الذين لا تؤخذ آراءهم في هذه التغيرات والتي تصدر غالباً من دون ضجة، فمثلاً كانت سنة 2001 السنة الدراسية الأولى التي لم تستوفِ فيها أقساط اللباس الجامعي من الطلبة وكان ذلك بمثابة قرار غير معلن بإلغاء اللباس الجامعي الموحد، الذي لم يعد مشاهداً في الجامعات السورية منذ سنوات عدة.
ما هي هذه المنظمات:
1- منظمة اتحاد شبيبة الثورة: وتضم اليافعين والشباب في مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، ويقول رئيس اتحاد منظمة شبيبة الثورة عدنان عربش ل"الحياة" "ينضوي في صفوف المنظمة ما يزيد على مليون وربع المليون شاب وشابة توفر لهم المنظمة تشكيلة متنوعة من الفاعليات التكوينية والتأهيلية، نحو 160 ألفاً يشاركون في مخيمات ومعسكرات وملتقيات داخلية لأيام عدة، في مختلف مجالات التثقيف والتأهيل والتدريب والإنتاج والعمل التطوعي، بعضها بمشاركة عربية".
ويعتبر عربش "أن الغزو الثقافي الذي يتعرض له الشباب هو اكثر التحديات المعاصرة خطورة لأنه يهدف الى تشويه جيل الشباب ثقافياً وأخلاقياً واجتماعياً وإيصاله الى "حال من الضياع" ليفقد الشاب "هويته" وهو ما يحتم على المنظمة "الاضطلاع بدور اكثر عمقاً واتساعاً في حياة الشباب وقضاياهم الحياتية" وهو ما جعلها تتجه الى البحث العلمي والتربوي والاجتماعي كواحد من أبرز وسائل تشخيص الواقع والقضايا والمشكلات والظواهر السائدة بين أوساط الشباب والمساعدة على معالجتها"، وعن الدور المستقبلي للمنظمة قال "إنه ينطلق من تجربتها الثرية والعمل على تدعيم هذه التجربة من طريق اجراء المراجعة النقدية الموضوعية على جوانب عملها كافة بمشاركة واسعة من الشباب وبتكريس الفكر والعمل المؤسساتي وتأهيل الشباب وطنياً وقومياً بعقيدة الحزب".
2- منظمة طلائع البعث:
الدكتور احمد ابو موسى رئيس منظمة الطلائع قال ل"الحياة": "ملايين الأطفال في المرحلة الابتدائية والتي يكون التعليم فيها إلزامياً ومجانياً تحتضنهم منظمة طلائع البعث" و"جميع الأطفال من سنة 6 الى 11 سنة سواء كانوا سوريين أو من أقطار عربية شقيقة يتلقون الرعاية ذاتها فهم جميعاً مشاركون في انشطة المنظمة داخل المدرسة وخارجها". وأضاف "تقدم المنظمة خدمات متعددة للأطفال داخل وحداتهم الطليعية المدارس وفي المعسكرات والمدارس التطبيقية والأندية".
للمنظمة مجلة شهرية باسم الطليعي ودار نشر أصدرت اكثر من 90 عنواناً للأطفال و120 عنواناً للمشرفين كما طبعت الأعمال المسرحية والشعرية والغنائية المقدمة في المهرجانات القُطرية في كتب بلغ عددها اكثر من 30 كتاباً وافتتحت المنظمة عام 1981 نوادي سينمائية للأطفال اصبح عددها 22 نادياً وللمنظمة عشرات المسارح الطفلية تعرض سنوياً مئات الأعمال الفنية مستثمرة أشكال المسرح الطفلي المتعددة غنائي - منوعات - عرائس - خيال الظل... الخ. ويقول أبو موسى: "تبث المنظمة أربعة برامج إذاعية أسبوعية وبرنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً إضافة الى البرامج الخاصة".
3- الاتحاد الوطني لطلبة سورية:
وهي منظمة تعرف نفهسا على أنها: "منظمة شعبية جماهيرية تعمل على تنظيم الطلبة في الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة وإعدادهم من اجل تحقيق اهداف شعبنا في الوحدة والحرية والاشتراكية". وكانت الحياة وجهت أسئلة مكتوبة لم يجب عليها عمار ساعاتي رئيس اتحاد الطلبة فيما رفض كنج فاضل مسؤول المكاتب الخارجية في الاتحاد وأرشيد صياصنة رئيس المكتب الإداري إجراء مقابلة مع الحياة.
وبحسب المراجع القليلة المتوافرة عن الاتحاد الوطني لطلبة سورية، من المفترض انه يمثل الشباب الجامعي السوري ويقوم بإعداد الجماهير الطلابية إعداداً فكرياً ونضالياً من اجل بناء مجتمع التقدم والاشتراكية ويناضل من اجل وحدة النضال العالمي ويمثل الطلبة ويدافع عن مصالحهم العلمية والتعليمية عبر المجالس الجامعية".
ويصدر الاتحاد مجلة "جيل الثورة" وله برنامج تلفزيوني يدعى "مع الطلبة" ويشرف الاتحاد على الرياضة الجامعية ويمتلك نادياً سينمائياً وفي مطلع السبعينات كانت انطلاقة المسرح الجامعي الذي تقام له مهرجانات سنوية.
شباب المنظمات
عبدالله خريج كلية الآداب تحدث عن دور هذه المنظمات في حياته فقال: "انتسبت الى كل هذه المنظمات، وأستطيع القول إنني لم أستفد منها شيئاً ففي مرحلة الشبيبة اذكر انهم طلبوا مني دفع رسوم للانتساب حيث يحمل المنتسب صفة نصير ومن ثم طلبوا مني التقدم للحصول على العضوية العاملة التي يرغب بها طلاب الثانوية للإفادة من المفاضلة الخاصة بالأعضاء العاملين في الشبيبة والتي تمنحهم فرصاً أفضل لدخول الجامعات السورية، ولم نكن نفعل شيئاً في تلك الدورة سوى تسجيل اسمائنا في تفقد الحضور، وفي أحد الأيام قالوا لنا سنجري لكم فحصاً وعندما حان دوري سألني المشرفون سؤالين لم أجب عليهما، لأجد نفسي ناجحاً في الامتحان ما يعني اكتسابي العضوية العاملة".
وعن المرحلة الجامعية يقول عبدالله: "عند التسجيل في الجامعة قدمت طلب انتساب الى اتحاد الطلبة فقد قيل لي إن الانتساب اجباري، وفي السنة الجامعية الأولى كانت المرة الأولى والأخيرة التي أحضر فيها اجتماعاً لانتخابات الاتحاد إذ قيل لنا ان التغيب يرتب علينا مسؤولية، لكن في المدرج الذي يعقد فيه الاجتماع وبعد دخولنا في الساعة التاسعة صباحاً عرفنا انه لا يجوز لنا الخروج حتى الرابعة بعد الظهر وذلك حتى ننتخب أناساً لا نعرفهم، وعندما أردت الخروج بعد مكوثي هناك لساعة ونصف فوجئت ببعض اعضاء الاتحاد يمنعونني من الخروج، حيث لم أستطع الذهاب الا بعد ان أخبرتهم بالضرورة القصوى لذهابي الى الحمام وإلا..."، ويتابع عبدالله: "نشاطات الاتحاد غير جماهيرية وهي مرتبطة غالباً بالمناسبات وكثيراً ما يتجاهلها رؤساء الأقسام الذين يشرفون على نشاطات موازية كالأسابيع الثقافية التي تكون اكثر نجاحاً من نشاطات الاتحاد".
وعن اللباس الجامعي يقول "دفعت مبلغ 700 ليرة سورية لشراء بدلة لم ألبسها أبداً وفي السنة الرابعة اعطيتها لفقير، وعلى أي حال فإن مقاسها لم يكن يلائمني"، وعلى رغم ان عبدالله لا يؤدي التدريب العسكري كونه معفىً من الخدمة العسكرية لأنه وحيد، فإنه يقول عن لباس التدريب العسكري: "عند رؤيتنا لطلاب التدريب العسكري ولباسهم من بعيد كنا نضحك قائلين جاءت أكياس البطاطا"، أما الطلاب الأغنياء فكانوا يخيطون على حسابهم بدلات أنيقة" وبالمحصلة يقول عبدالله: "لم أفهم أبداً هدف هذه المنظمات".
أكياس البطاطا مجدداً
يعرف طلاب الجامعة والطالبات منهم خصوصاً التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها كثر من طلاب التدريب التي يبررها س.ع. طالب جامعي بقوله: "عندما أكون في التدريب العسكري اشعر انني غير مسؤول عن تصرفاتي خصوصاً تجاه البنات اللواتي نتعرض لهن بالتلطيش وربما كانت هذه التصرفات مجرد تسلية تنتج من الكبت المتولد عن حال الازدواجية التي أعيشها والتي يسببها التناوب في حياتي الجامعية بين الحال المدنية والعسكرية ويدعم هذا إحساسي بالخجل من كيس البطاطا الذي يجعلني امشي الى جانب الجدران وخلف السيارات كي لا يشاهدني أحد".
سليم سنة رابعة آداب أيضاً يعتقد ان: "التدريب العسكري يسبب وبنفس الوقت ازعاجاً وراحة بال فالانزعاج يحدث كوني طالباً جامعياً مدنياً أرتدي ثياباً عسكرية أما راحة البال فتحدث بمجرد ارتدائي للبزة العسكرية حيث أشعر انني تركت مع ملابسي المدنية قدراتي العقلية والتزامي بالأعراف لأمارس تصرفات اجدها لاحقاً لا تليق بنا كبشر".
عوض سنة رابعة - كلية الآداب وبعد ان أنهى التدريب العسكري يتمنى للطلاب الجدد أن: "يتحسن لباس التدريب العسكري بأن يصبح شبيهاً باللباس العسكري النظامي" ويقول: "لا يعجبني لون البدلة ولا نوعية الحذاء العسكري التي لا تمكنك من التمرين وتشعرك عند خلعها انك تخلصت من هم كبير" ويضيف: "نوعية قماش البدلة رديئة تنكمش بعد الغسيل، لذلك لم أغسلها أبداً، وإنما كنت أتخلص منها بعد كل تدريب لأحصل لاحقاً بطريقة أو بأخرى على بدلة ثانية" ويضيف: "كان التشديد على الالتزام باللباس في السنة الأولى فقط اما باقي السنوات فقد امضيتها من دون قبعة عسكرية سدارة ومن دون إشارات بل حتى من دون حذاء عسكري" ويروي عوض قصة طريفة عن احد أصدقائه فعلى رغم ان مقاس قدمه 35 أعطوه حذاء مقاس 42 لأن المقاسات الصغيرة - نظراً لقلتها - مخصصة لأصحاب الواسطات والمحسوبيات".
إحدى طالبات كلية الآداب ترى في لباس التدريب الجامعي انه لا يهمها كثيراً، ولكنها تعتقد ان اللباس الموحد ضروري لإزالة الفروقات الاجتماعية وترى هذه الطالبة ان "التدريب العسكري ضروري لأنه يقلل من مدة الخدمة العسكرية 6 أشهر من أصل 5،2 سنة ولكن هذا لا يمنع انه يجب ان يكون "خارج الحرم الجامعي لأنه مكان للدراسة".
ما الهدف من اللباس الموحد
رئيس منظمة طلائع البعث الدكتور احمد أبو موسى قال ل"الحياة": "يعيش اطفال طلائع البعث في مدارسهم ومعسكراتهم بلباس موحد هو اللباس المدرسي مضافاً إليه الفولار الطليعي والطاقية، اما في المعسكرات فهو لباس يلبي حاجة الأطفال النفسية والجمالية بما يؤصل فيهم الاعتزاز بمعسكراتهم".
ثلاثة أطفال في الصف الثالث الابتدائي عمرهم لا يتجاوز 9 سنوات قال أولهم أنه لا يتضايق من لباسه المدرسي على رغم انه يحب الذهاب الى المدرسة بالملابس العادية فيما قال الثاني ان اللباس يعجبه إلا أنه يحب أحياناً أن يلبس غيره، والطفل الثالث قال إنه يتضايق احياناً من لباسه لأنه يعاقب بالضرب في مدرسته عندما لا يلتزم بلبس الفولار والطاقية طفل آخر في الصف الرابع الابتدائي قال: "لا أحب لبس الفولار والسدارة، فأنا أتضايق كل يوم بسبب ارتدائهم".
قد لا تختلف الإجابات كثيراً مع طلاب الإعدادية والثانوية فمنى الطالبة في الثاني الثانوي قالت: "أصبحت اكره اللون الأخضر وأتمنى أن يتغير لون البدلة حتى نتميز عن العساكر والجنود" ولكن ماذا تعرف منى عن منظمة شبيبة الثورة التي تنتسب إليها فقالت: "أنا لا أعرف عنها سوى الخطوط العريضة، أحياناً يجعلونا نشارك ببعض المسابقات مع المدارس الأخرى، وأحياناً نقوم بأنشطة رياضية وفنية كالرسم، واحياناً ينشؤون لنا فرق رقص شعبي تابعة للمنظمة" وتعتقد منى أن المنظمة "تلبي الكثير من احتياجاتي ولكن ليس كلها، وذلك لأن مسؤولي الشبيبة في المدرسة لا يقومون بواجبهم في شكل جيد".
مروان من الصف الثاني الإعدادي هو الآخر يتضايق من لون البدلة ومن الإشارات لكن اكثر ما يضايقه في اللباس هو "الحذاء، فهم يفرضون علينا احذية ذات أربطة وأنا لا أحبها"، وما الذي يعرفه مروان عن منظمته: "أعرف أني منتسب إليها، وأن مسؤولي المنظمة يمكنوننا من ممارسة هواياتنا وهم أيضاً يجعلون للمدرسة "قيادة واحدة" و"مسؤولي انشطة" من الطلاب".
حسام أول ثانوي يشترك في الرأي مع منى التي قالت انها تشعر ان لا معنى لدرس التدريب العسكري، فحسام يعتبر ان اكثر ما يضايقه في المدرسة هو دروس التدريب العسكري التي "أحس فيها انني أضحك على نفسي"، وأضاف: "أنا شخصياً لا أعرف متى انتسبت الى المنظمة، وأحسب ان كل من يدخل الى المرحلة الإعدادية يصبح شبيبياً" وحسام متضايق أيضاً من لباس الفتوة لأنه "مجبر كل يوم على ارتداءه ولون الملابس يجعلني اشعر انني عسكري وعندما لا ألتزم به يعاقبوننا وأحياناً يعيدوننا الى منازلنا".
سهى ثاني ثانوي قالت إنها غيرت قليلاً من موديل لباسها ولم يجلب هذا لها اي مشكلة إلا "في مدرستي القديمة إذ اعترضت المديرة على سروالي الضيق" وهنا تدخلت زميلتها التي ترتدي ملابس مدنية لتقول: "أنا أريد التحدث عن الإشارات التي نضعها على أكتافنا، فهي تبدو كمصابيح صفر وحمر، لهذا لا نضعها إلا عند الضرورة".
والجدير بالذكر انه في المرحلة الإعدادية يضع الطالب شرائط صفراء على قدر السنة التي يدرسها فطالب الأول الإعدادي يضع واحدة، وطالب الثاني الإعدادي يضع شريطتين وطالب الثالث الإعدادي يضع ثلاث شرائط صفر، والأمر نفسه يتكرر في المرحلة الثانوية لكن مع شرائط حمر. الطالبة "و.ج." في الصف الأول الإعدادي قالت ان بعض الطالبات يغيرن إشاراتهن حتى لا يعرف جيرانهن انهن راسبات في صفوفهن، هذه الطالبة قالت أيضاً إن ملابس الفتوة لا تزعجها إلا عند ارتفاع درجات الحرارة، وعندها تخلع الفتيات ستراتهن ولكن المدرّسات يعنفونهن على ذلك.
ريما أول ثانوي تؤيد لباس الفتوة فهذا أفضل من "أن تلبس كل طالبة لباساً مختلفاً عن الأخرى، وإذا أرادوا تغيير اللباس العسكري فيجب ان يكون لباساً موحداً"، وتضيف "حالياً ليس هناك تشديد على اللباس كما في السابق وإن كانوا يصطنعون أحياناً بعض التعقيدات والأمر يتوقف على طبيعة المدرسة ومدربي الفتوة في مدرستي السابقة كانوا يتشددون بهذه الأمور اكثر من مدرستي الحالية".
طالبة اخرى في الثاني الثانوي قالت "الكنزة العسكرية التي نلبسها تحت بدلة الفتوة لا تزعجنا في الشتاء ولكنها تشعرنا بالحر في فصل الصيف" وأضافت "اللباس العسكري مريح ولكن هناك تشديد على عدم ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي وأن يكون الشعر مربوطاً بمطاطة لونها أسود أو أحمر للمرحلة الثانوية وأصفر للمرحلة الإعدادية أي نفس لون الإشارات"، وتقول الطالبة نفسها انه لا يسمح لهم بوضع مواد التجميل وتثبيت الشعر جيل.
سمية طالبة جامعية فلسطينية سألتها "الحياة" عن رأيها باللباس المدرسي في سورية فقالت: "جئت الى سورية بعد حرب الخليج الثانية، والتحقت فوراً بمدرسة ابتدائية فيما التحقت اختي بالصف الثالث الثانوي بكالوريا، وفي المدرسة واجهت اختي مشكلة لباس الفتوة الذي لم نكن معتادات عليه، فقد اعتدنا في مدارس الكويت على ارتداء مراييل طويلة ولم تكن هناك اي مشكلة في ارتداء الحجاب الشرعي، لكن الوضع اختلف علينا في سورية حيث صادفنا أشكالاً غريبة للباس المدرسي احسسنا معها اننا مجندات لا سيما مع الإشارات التي تشبه الرتب العسكرية، والشيء الذي لا استطيع نسيانه ان اختي التي لم يكن يقل معدلها الدراسي عن 95 في المئة طوال سني دراستها، لم تستطع ان تنال علامات عالية في البكالوريا السورية وبالتالي دخلت فرع الرياضيات وهو من أخفض الفروع في المفاضلة العلمية، وسبب ذلك انها اضطرت ان تدرس في المنزل من دون ان تدخل المدرسة لأنها لم تستطع ارتداء ملابس الفتوة وتأدية العقوبات العسكرية، وحينما حاولت ان تخيط تنورة وجاكيت من القماش نفسه رفض مدربو الفتوة ذلك، وبالنتيجة أثر هذا على اختي ومستقبلها العلمي"، وعن لباس المرحلة الابتدائية تقول: "كنا نراه مضحكاً"، وتنهي سمية كلامها قائلة: "عندما أنهيت البكالوريا شعرت انني ارتحت من كل هذه الأمور".
تغيرات كثيرة ستشهدها الساحة العلمية السورية في العام الدراسي المقبل، فثمة إشاعات تتحدث عن إزالة مواد "الثقافة القومية الاشتراكية" و"اللغة العربية" من المنهاج الجامعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.