واصلت القوات السورية العاملة في لبنان عملية اعادة انتشارها وشوهدت ليل أول من أمس وفجر أمس قوافل الآليات والدبابات تعبر الطريق الدولية في ضهر البيدر مروراً بسهل البقاع في اتجاه دمشق. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان نحو 15 دبابة سورية غادرت فجر امس الأراضي اللبنانية الى سورية عبر نقطة المصنع الحدودية، مع قرابة مئة جندي سوري كانوا انسحبوا من بيروت وضواحيها. وأشارت نقلاً عن الشرطة اللبنانية الى ان الجنود شوهدوا يعبرون فجراً في شاحنات عسكرية. وقال مواطنون في شتورا ان "50 دبابة وشاحنة تنقل جنوداً سوريين عبرت المدينة ليلاً. ويبدو ان عدداً من الجنود الذين انسحبوا ليلاً من بيروت بقوا في البقاع". وأفادت وكالة "رويترز" ان "سورية سحبت المزيد من الدبابات والعربات المدرعة من بيروت". ونقلت عن شهود عيان "انهم رأوا اكثر من 25 دبابة وناقلة أفراد مدرعة وعربات، تسير عبر شتورا متجهة نحو الحدود اللبنانية السورية بعيد منتصف ليل أول من أمس. وان عدد السيارات والدبابات التي غادرت ليل الجمعة كانت اكثر من تلك التي غادرت في الليلة التي سبقتها". وأوضحت مصادر أمنية لبنانية ان "القوات السورية انسحبت من 14 موقعاً شرق بيروت يومي الخميس والجمعة، وتعتزم اتمام اعادة انتشارها في الأيام القليلة المقبلة". وقالت انها "لا تعرف ما اذا كان كل هؤلاء الجنود سيغادرون لبنان". وقال مصدر عسكري لبناني ل"الحياة" ان مبنى من 3 طبقات أخلي أمس مقابل مدرسة الحكمة في منطقة بعبدا. وذكر المصدر ان "المزيد من المواقع سيتم اخلاؤها قريباً، لكن عملية تحميل العتاد ونقله تأخذ وقتاً ولا يعقل ان تتم في سرعة". وفي المواقف، اعتبر وزير الاعلام غازي العريضي في حديث مع اذاعة صوت العرب القاهرية "ان خطوة اعادة الانتشار تأتي في اطار سلسلة من الخطوات تم ترتيبها بين البلدين"، مشيراً الى انها "تصب في خانة تعزيز التعاون وتكريس العلاقة بين لبنان وسورية". واعتبر النائب فارس بويز ان خطوة اعادة الانتشار استكمال للخطوات السابقة، وفي صلب نهج الرئيس السوري بشار الأسد، مشدداً على ان "مصير هذه الخطوة وتثميرها على كل المستويات، سيكون في عهدة الدولة اللبنانية، التي ينبغي ان توظفها في شكل وطني وسليم". وقال في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" وأضاف: "هذه الخطوة بدأت منذ زمن وليست عفوية. وجزء لا يستهان به من الجيش السوري بدأ بالانسحاب منذ تسعة أشهر ثم توقفت العملية في اثناء مرحلة التصعيد الداخلي". وقال ان "معظم الذين التقوا الدكتور بشار الأسد سمعوا منه كلاماً يستغرب الضجة في لبنان، فيما هو يعتبر انه بدأ سياسة تطوير العلاقة مع لبنان وتغيير النهج في اتجاه تحميل الدولة اللبنانية المسؤولية في التعاطي مع الأمور الداخلية". ورأى ان "تكملة الانسحاب ليست رضوخاً لأي ضغط اذ ان سورية اشتهرت انها تقابل التحدي بمزيد من الصلابة. وأضاف المطلوب من الدولة "العمل على تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية وإقامة الحوار الداخلي". ورحّب "ببعض بشائر الحوار التي يقوم بها العهد ولو انها خجولة". وشدد بويز من جهة ثانية على "ان جزءاً من اسباب الصراع القائم بين الرئاسات اليوم مرتبط بالتهيئة لمعركة الرئاسة المقبلة". واعتبر النائب أسعد حردان الحزب السوري القومي الاجتماعي ان "الخطوة ليست امراً مطروحاً من زاوية تحمل معها استهجاناً او ابتهاجاً ولا تلبية لهذا المطلب أو ذاك، بل للمصلحة العامة". وأوضح الأمين القطري الجديد ل"حزب البعث العربي الاشتراكي" في لبنان النائب عاصم قانصوه ان "لا علاقة بين قرار اعادة الانتشار السوري وانتخاب قيادة قطرية جديدة للحزب في لبنان". وقال: "ان الانسحابات كانت بدأت في آذار مارس من العام الماضي"، لكن عندما بدأ البعض التهجم من دون اي مبرر على سورية ولم يعطِ مجالاً للرئىس بشار الاسد منذ خطاب القسم حيث فتح قلبه وعقله لكل اللبنانيين توقفت في حينه عملية اعادة الانتشار التي نشهدها حالياً". أضاف: "الآن توضحت الامور وكما قال نائب الرئىس السوري عبدالحليم خدام لا يوجد اي لبناني في لبنان يريد ان يكون شوكة في خاصرة سورية". وتمنى "ان يستمر هذا الجو الايجابي والتواصلي والتوافقي. وقال: "ان سورية لا ترضخ للتحدي". وقال النائب نادر سكر ان اعادة الانتشار "خطوة طبيعية تندرج في إطار العلاقات الجيدة بين البلدين" وأضاف في حديث الى "الوكالة المركزية" "ان هناك اتفاقات ترعى العلاقة بين البلدين ومن ضمنها اتفاقات امنية، وهناك ايضاً لجنة عسكرية لبنانية - سورية، وموضوع الانتشار يتم في إطار التنسيق بين الدولتين والجيشين". ونفى ان تكون الخطوة لاسكات المعارضين.