لا يزال عالم التجميل على رغم أهميته الشديدة لدى النساء أمراً غاية في الحساسية لدى الكثر منهن، إذ تجد الواحدة من اللواتي خضعن لعمليات تجميل ما تقفز فور ملاحظة البعض لهذا الأمر، وخصوصاً في ما يتعلق بجزء ما كانت تجده شدة في القباحة سابقاً. وتنتشر هذه الظاهرة في غالبيتها بين الفتيات الشابات والمراهقات في المدن الرئيسية من السعودية، وغالبيتهن يتطلعن إلى مظهر مماثل للمشاهير من النساء في العالم الغربي، خصوصاً في مجال السينما الهوليوودية وموسيقى البوب الغربية. وتتركز طلبات الفتيات في التمتع بوجه نحيل يُظهر عظمتي الخد وأنف ارستقراطي صغير وشفاه مملوءة، إلا أن ذلك لا يمنع رغبتهن في جسم رشيق بخصر صغير وساقين نحيلتين إن أمكنهن الحصول عليه. وعلى رغم أن الفتيات الشابات يمثلن غالبية الباحثات عن تلك العمليات، إلا أن استشاريي التجميل في السعودية يؤكدون على وجود عدد لا بأس به من السيدات اللواتي تعدين سن الأربعين أو أكثر قليلاً، ممن يرغبن في إضافة لمسة شابة على وجوههن التي بدأت مظاهر التقدم في السن تزحف إليها. وبالطبع، فإن القادرات من هؤلاء السيدات على السفر إلى دول عربية وأوربية سيفضلن التردد على عيادات التجميل أثناء تواجدهن في الخارج، الأمر الذي يجعل قضية محافظتهن على شبابهن ونضارة بشرتهن في طي الكتمان في ما عدا المقربين منهن. ويعتقد الدكتور مازن فتياني استشاري جراحة التجميل في السعودية، أن الأمر لا يتعدى كونه إرضاء لرغبات السيدات اللواتي يطمحن على الدوام الى إضفاء لمسات جمالية أكبر تجعلهن يحببن أنفسهن بدرجة أكثر، إضافة إلى محاولة البعض منهن بصورة دؤوبة إرضاء أزواجهن خصوصاً مع دخول الفضائيات والانترنت إلى السعودية وبدء عملية المقارنات غير العادلة بين الزوجات والمذيعات. ويشير الدكتور فتياني إلى أن غالبية النساء اللواتي يترددن الى عيادته يرغبن في تصحيح أوضاع يجدن أنها لا تناسبهن من وجهة نظرهن أو نظر المحيطين بهن، وكثيراً ما يكون الأمر بعيداً من أية تشويهات خُلُقية أو عيوب صحية تقتضي ذلك. ويؤكد فتياني أن العامل النفسي هو الأهم في الكثير من الحالات الراغبة في الخضوع لعمليات تجميلية معينة، ويزول الهاجس عادة إذا ما قام الطبيب المعالج بعمله على أتم وجه. وتعتبر عمليات تصحيح الأنف هي الأكثر شيوعاً بين الفتيات الشابات، تليها عمليات زراعة الشعر وتكثيفه والتي أصبحت متوافرة لدى بعض مراكز التجميل الكبرى في السعودية مثل: "إيفاري" في مدينة جدة، إلا أن البعض يعيب على هذه المراكز عدم اعتمادها على أطباء متخصصين بل يكون الأمر خاضعاً لاختصاصي أو اختصاصية تجميل. وتنتشر عمليات شد البشرة ومعالجة ترهلات الجسم وشفط الدهون، بين السيدات المتقدمات في العمر نسبياً، وعادة ما تخضع عمليات شفط الدهون لاعتبارات صحية يرى الطبيب المعالج أنها ضرورة حتمية. من جهته، يرى الدكتور بسام عوّان استشاري جراحة التجميل في مستشفى "الأطباء المتحدون" في جدة أن التجميل أصبح فرعاً مهماً من فروع الطب وأن النظرة اختلفت في الوقت الحاضر لهذا التخصص الذي لا تستطيع أي مستشفى الاستغناء عن وجود قسم له فيها. والتقت "الحياة" بفتيات خضعن لعمليات تجميل مختلفة، وأكدت لما عبدالعزيز 21 عاماً أنها عندما اتخذت قرار تجميل أنفها وهي في التاسعة عشرة من عمرها جاء نتيجة لسخرية بعض صديقاتها من كبر حجمه وكونه لا يتناسب مع ملامحها الدقيقة، وبعد إجراء الجراحة تعترف بأن الفرق واضح وأنها أصبحت أكثر ألفة مع وجهها. أما دينا عاصم 21 سنة فأشارت إلى أن عمليتها التي تركزت على شفط الدهون من مناطق متفرقة في جسمها، جعلها تبدو أكثر رشاقة وجمالاً، وأنها تنصح جميع من يحتاج لعملية تجميل لتصحيح عيب خلقي أو غيره أن يقوم بذلك من دون تردد. وهكذا، فالعمليات التجميلية هي نفسها هنا أو في أي مكان في العالم، إلا أن بعض المجتمعات تجعل الأمر يبدو غريباً وشاذاً وبالتالي يفضل من يخضع لها التكتم على ذلك حتى إشعار آخر. ولكن التجميل في السعودية ليس جراحياً فقط، فهناك صرعات جديدة تدخل البيوت السعودية من بوابة الجمال بعد أن كانت "المقينة" هي السيدة التي تلجأ إليها النسوة لتزيينهن وإضفاء جمال على وجوههن، دخلت موضات متعددة في فنون التجميل والزينة. ومع تطور العصر، أصبحت الصرعات الخاصة بتجميل الفتيات تتعدى مجرد مساحيق الوجه وتسريحات الشعر، إلى عدسات ملونة خاصة بالعيون واكسسوارات لمناطق غير تقليدية مثل الأنف والحاجبين وخلاف ذلك. تشير هتون باحميشان إلى ضرورة اتباع كل ما هو جديد وموضة لمجاراة السائد في المجتمعات الشبابية، خصوصاً أن الحفلات والمناسبات التي تقيمها الفتيات تكون ذات طابع عصري لا يناسبه المظهر التقليدي بما يتضمنه من مساحيق تجميل عادية وملابس عادية. وتؤكد هتون التي تقوم هي شخصياً بتزيين صديقاتها وقريباتها لبعض الحفلات الشبابية، أن هناك عناصر دخلت إلى مفهوم الجمال مع أنها قد لا تمت إلى الجمال بصلة. تعترف هتون مثلاً أن "التاتو" أو الوشم المصنوع من صبغات تزول بمرور الزمن، يتسيد تلك الصرعات، وعوضاً عن الكف واليدين، أصبح التركيز على مناطق البطن والظهر والكتف. وبالنسبة الى مساحيق التجميل، توضح هتون أن الألوان الغريبة وغير المعتادة هي التي تجذب فتيات هذا الزمن، من ظلال صفر وحمر للعيون وأحمر شفاه أزرق أو أخضر، إضافة إلى الرسوم المختلفة على الوجنتين والجبهة، مثل النجوم والقلوب والحروف. كما أصبحت صبغات الشعر ذات الألوان الصارخة من مستلزمات التجميل الحالية، فلا تكتفي الفتيات بتشقير شعورهن كما كان متبعاً في الماضي، بل أصبحن يتجهن إلى الأزرق والبنفسجي والفوشيا والأحمر، وتراوح مواقع الصبغة بين أطراف الشعر وبعض الخصلات فقط إلى الشعر كله. ولا تنسى هتون الاكسسوارات المكملة للمظهر الذي ترغب أي فتاة في الظهور به، إذ يشمل ذلك خواتم أصابع القدمين وأطراف أصابع اليدين، إلى جانب الحلق الذي لم يعد يقتصر على الاذنين فقط بل في الشفاه العليا والسفلى والحاجبين وأطراف الأذن.