قدرت دراسة حديثة معدل صرف السيدات السعوديات على مستحضرات التجميل بمبلغ 400 مليون ريال، يتم صرفها سنويا على أدوات التجميل والمكياج بما فيها مبيعات الفساتين أيضا، وهذا المبلغ يفسر الإقبال المحموم للسيدات على مراكز التجميل من أجل تغيير المظهر الخارجي new look ووفقا لبعض هذه المراكز فإن بعض السيدات يحجزن قبل موعد الإجازة بأشهر كي يضمنّ مكانا لهن بين المعجبات والجميلات في الصيف. وتنفق غالبية النساء اللائي استطلعتهن “شمس” في جدة مبالغ خيالية على شد الوجه وتنظيف البشرة وتحديد الشفاه ونفخها وتحديد الحواجب وشفط الدهون وشد البطن، وما إلى ذلك من برامج مراكز التجميل وصالونات النساء التي انتشرت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية. تقول هند محمد: “اهتمام المرأة السعودية بجمالها شيء طبيعي، ولأنني واحدة ممن يعشقن الجمال فأريد أن أظهر جميلة طوال الوقت، لذا فقد راجعت مركزا لعلاج حب الشباب وأنفقت كثيرا من المال كي يبدو وجهي نقيا وصافيا، بعد رحلة فشل مع العديد من الوصفات العلاجية يتجاوز بعضها مبلغ خمسة آلاف ريال” وتؤكد أن الجمال في التغيير والبعد عن الروتين الرتيب الذي يشعر فيه المرء بالكسل والوحشة، وأنها تنفق سنويا بلا حساب على جمالها. أما سحر غالب فتقول: “أجريت عملية تحديد الشفتين حتى أبدو أكثر جمالا، وتعرضت بسببها لالتهابات مزمنة حول الفم”، وتضيف: “لا أفضل العودة إلى مثل تلك العمليات” وتنصح الفتيات بعدم الخوض في مثل تلك المغامرات في المستقبل، لافتة إلى أهمية استشارة اختصاصية تجميل قبل البدء في مثل تلك العمليات. وتبدي ريم المتعاني أسفها بسبب إجرائها عملية (التاتو) التي تعد نوعا من الوشم على حاجبيها، مشيرة إلى أنها لم تعلم حرمة الوشم إلا بعد إجراء العملية التي شوهت حواجبها فبدت وكأنها حروق في أعلى العين. فتاه أخرى تذكر أنها تعاني عيبا خلقيا في الأذن، وتبحث حاليا عن مركز متخصص لإجراء عملية تجميل في الأذن، وتقول إنه لا عيب أو حرج في ذلك بعد أن سألت العديد من المشايخ. وترى ندى العقيلي أن الجمال الحقيقي لا يكمن في التغيير بقدر ما في الروح، وتؤكد عدم ذهابها إلى أي من مراكز التجميل في حياتها، لافتة إلى أن مراكز التجميل مستنزفة، وأن المرأة تستطيع عمل لمسات جمالية متعددة في منزلها وذلك بيدها إن أرادت بدلا من الخسائر من دون أي فائدة تذكر إلا لساعات معدودة. وتؤكد اختصاصية التجميل منى عبداللطيف أن أغلب المراجعات لمراكز التجميل والصالونات تتراوح أعمارهن بين 18 و30 عاما بسبب مشاكل البشرة الطبيعية، وأيضا بسبب مناخ السعودية الصحراوي الحار، أما فئة ما فوق ال40 عاما فغالبا يأتين بهدف إعادة النضارة لبشرتهن بالحقن والعقاقير الطبية التي تمدّهن بالحيوية، وتضيف: “لا بد من الاستشارة قبل الشروع في أي عملية من قبل الفتيات أو السيدات”. وتقول الاختصاصية النفسية سميرة الغامدي: “لحسن الحظ أن اهتمامات النساء لا تزال في أدوات الماكياج والتجميل ولم تصل إلى عمليات التجميل لدرجة كبيرة، والمرأة السعودية واعية بحيث لا تكون إمعة وتقلد الآخرين، فنحن مسلمون وعلينا أن نعطي الصورة الحسنة لأنفسنا، فكثير من الفتيات يبالغن في وضع الماكياج وهو يدل على ضعف الشخصية، وينبغي أن تكون الفتاه أكثر نضجا، وأن تهتم بالغذاء المتوازن، لأن الغذاء الصحي يغني عن ألف طبيب وعن المراكز المتخصصة للتجميل” وتضيف: “لا شك أن الجمال الطبيعي هو الحقيقي، والاهتمام الحقيقي يكون من الناحية النفسية وعدم الانقياد وراء موجة الموضة وتقليد البعض بسبب أنهن صديقات”.